الكاف يفتح تحقيقاً مع المنتخب الجزائري للسيدات وسط توترات رياضية

في تطور مفاجئ ألقى بظلاله على منافسات كأس أمم أفريقيا للسيدات “المغرب 2024″، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) عن فتح تحقيق رسمي ضد المنتخب الجزائري للسيدات، على خلفية مزاعم بارتكاب مخالفات لأنظمة ولوائح البطولة التي تستضيفها المملكة المغربية حتى 26 يوليو 2025. القرار، الذي أُعلن مساء الخميس 10 يوليو، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، خاصة مع التوترات السياسية القائمة بين المغرب والجزائر.
وفقاً لتقارير إعلامية، يرتبط التحقيق بسلسلة من التصرفات التي اعتبرتها الأوساط المغربية محاولات متعمدة من الوفد الجزائري لتجاهل المغرب كدولة مضيفة. من بين هذه التصرفات، قيام الاتحاد الجزائري بحذف كلمة “المغرب” من شعار البطولة الرسمي في منشوراته الترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام شريط لاصق لإخفاء شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن كراسي دكة البدلاء خلال مباراة ضد بوتسوانا. كما أثارت رفض قائدة المنتخب الجزائري الانضمام إلى الصورة الرسمية خلال حفل تقديم الكأس في الرباط استياءً كبيراً، حيث اعتُبرت هذه الخطوة خرقاً للبروتوكولات الرياضية.
تأتي هذه الواقعة في ظل توترات سياسية بين المغرب والجزائر، تتمحور بشكل رئيسي حول قضية الصحراء المغربية، مما أضفى بعداً إضافياً على الحدث. ويُنظر إلى تصرفات المنتخب الجزائري على أنها محاولة لطمس أي إشارة إلى المغرب كدولة مضيفة، وهو ما أثار غضباً في الوسط الرياضي المغربي، حيث دعا معلقون إلى ضرورة تطبيق عقوبات صارمة من الكاف.
على الصعيد الرياضي، يواصل المنتخب الجزائري مشاركته في البطولة، حيث يحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط بعد فوزه على بوتسوانا وتعادله مع تونس، ويستعد لمواجهة نيجيريا في مباراة حاسمة بالدور الأول. لكن التحقيق قد يؤثر على معنويات الفريق في هذه المرحلة الحرجة.
رحبت العديد من الحسابات المغربية على منصة إكس بقرار الكاف، معتبرة أنه استجابة لضغط شعبي وإعلامي، مع دعوات لتطبيق العدالة وفرض عقوبات رادعة. في المقابل، ساد صمت رسمي من الاتحاد الجزائري، مع تفاعل محدود من حسابات موالية له. ويبقى مصير التحقيق معلقاً بانتظار استكمال الإجراءات، حيث أكد الكاف أنه لن يصدر تعليقات إضافية حتى انتهاء التحقيق.
يُلقي تحقيق الكاف مع المنتخب الجزائري للسيدات بظلال من الشك على مشاركة الفريق في بطولة كأس أمم أفريقيا 2024، وسط تساؤلات حول تأثير هذه الواقعة على العلاقات الرياضية بين المغرب والجزائر. ومع استمرار التحقيق، يترقب الوسط الرياضي الأفريقي نتائجه لمعرفة ما إذا كانت هذه التصرفات ستؤدي إلى عقوبات قد تغير مسار المنتخب الجزائري في البطولة، أم أنها ستبقى مجرد جدل عابر في واحدة من أبرز البطولات القارية.