القفطان المغربي يتألق في درو: احتفاء بالتراث والحداثة في قلب فرنسا

درو، فرنسا – 24 ماي 2025
تألق القفطان المغربي، رمز الأناقة والتراث العريق، في عرض أزياء مميز أقيم مساء أمس الجمعة في مدينة درو الفرنسية، ضمن فعاليات “معرض المغرب” الذي تستضيفه المدينة في الفترة من 21 إلى 25 ماي 2025. هذا الحدث، الذي نظم تحت شعار “جهات المغرب”، شكّل مناسبة للاحتفاء بالغنى الثقافي والحرفي للمملكة المغربية، معززًا أواصر الصداقة المغربية-الفرنسية.

رحلة عبر التراث والإبداع

قدمت المصممة المغربية فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي، مؤسسة دار الأزياء “Maison Fatim”، مجموعة استثنائية بعنوان “من الريف إلى الصحراء: روح القفطان المغربي”. هذه المجموعة، التي أخذت الحضور في رحلة عبر تنوع الثقافة المغربية، جمعت بين الأصالة والحداثة، حيث عكست كل قطعة هوية جهات المغرب بألوانها ورموزها الفريدة.

تضمنت التشكيلة جزأين: الأول احتفى بالتصاميم العصرية المستلهمة من التنوع الجغرافي والثقافي للمغرب، حيث برزت القفاطين بتطريزات يدوية دقيقة مزينة بالأحجار الكريمة والخيوط الذهبية. أما الجزء الثاني، فكان تكريمًا للقفاطين التقليدية، التي تحمل في طياتها ذاكرة حرفية عمرها عقود. ومن أبرز ما تم عرضه قطعتان تراثيتان يزيد عمرهما عن 80 عامًا، نُقلتا عبر الأجيال، لتجسدان استمرارية الإرث المغربي. وقالت الفيلالي الإدريسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “هذه المجموعة رحلة عبر المغرب، تعكس ارتباطي العميق بثقافتنا وأناقة القفطان.”

“سنة المغرب” في درو: احتفاء ثقافي وعابر للحدود

يأتي هذا العرض ضمن إطار “سنة المغرب في درو”، وهي تظاهرة ثقافية تحتفي بالعلاقات المغربية-الفرنسية عبر برنامج غني يجمع بين الثقافة، الاقتصاد، والصناعة التقليدية. وأكدت القنصل العام للمغرب في أورليان، رجاء بنشجيع، أن معرض المغرب ليس مجرد حدث ثقافي، بل “انغماس حي في روح المغرب.” وأضافت أن عرض القفطان يمثل رمزًا قويًا لصون التراث الحرفي مع إبراز قدرته على التجدد، مشيرة إلى تصنيف فنون الطبخ المغربية والفرنسية ضمن التراث الإنساني غير المادي لليونسكو.

من جانبه، أشاد إيريك موين، المستشار الخاص لعمدة درو، بقدرة القفطان على الجمع بين التقاليد والحداثة، مؤكدًا أن هذا الحدث يعكس غنى التراث المغربي. وأشار إلى أهمية التعاون بين درو والمغرب، خاصة مع جهة الداخلة-وادي الذهب، لتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية، في مدينة يشكل المواطنون من أصل مغربي 17% من ساكنتها.

تكريم الذوق المغربي والفرنسي

اختتم العرض بحفل عشاء فاخر، أعده الشيف المغربي خالد زاهر وبطل العالم في فنون الحلويات أليكسيس بوفيلس، في احتفاء مشترك بالخبرة الطهوية للبلدين. هذا الحفل عكس روح التعاون الثقافي، حيث امتزجت نكهات المغرب وفرنسا في تجربة حسية فريدة.

دعوة لاستكشاف المغرب

يواصل معرض المغرب في درو استقطاب الزوار لتجربة غامرة في عالم الصناعة التقليدية، المطبخ، والتقاليد المغربية، مع التركيز على جهة الداخلة-وادي الذهب. ومنذ انطلاق “سنة المغرب” في يناير 2025، تظل درو منصة للاحتفاء بالمغرب عبر برامج متنوعة تمتد لأشهر قادمة، تعكس نبض المملكة وألوانها الثقافية.

إن تألق القفطان المغربي في درو ليس مجرد عرض أزياء، بل شهادة على قدرة التراث المغربي على عبور الحدود، والجمع بين الأصالة والحداثة، في قلب الصداقة المغربية-الفرنسية.

القفطان المغربي يتألق في درو: احتفاء بالتراث والحداثة في قلب فرنسا插图

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!