الـــنــظــام الــعــســكـــري الـجــزائــري يـــصــب الزيــت علـــى الــنـــار نهــايـة بوتـفـلـيـقـة لــم تــنــه عــداوة بــوخــروبـــة لإمارة الــمؤمــنــيـن فــي الــمــغـــرب

مـحـمـد ســعــدونـــــي
” قضية الصحراء المغربية ليست وليدة اليوم، ولا عزاء لمن لا تاريخ له (…) فقد ظلت مغربية وصولا إلى الشرفاء العلويين (( وقد زاد اهتمام السلاطين الأشراف العلويين بالأقاليم الصحراوية بعد توطيدهم لأركان الدولة المغربية من جديد، وذلك بتوحيد أراضيها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، بعدما نال منها التمزق مداه، فكان لديهم حرص شديد على الحفاظ على المكتسبات التي حققها السعديون في السودان /الأسبوع الصحفي . عدد 21 يناير 2021 )).
ما زالت استفزازات النظام العسكري الجزائري الشمولي تتناسل وتتوالى ضد المملكة المغربية بكل الأشكال والأنواع، في محاولة لجر المملكة المغربية للدخول في مهاترات بائسة وخسيسة سواء في الجانب الرسمي أو الإعلامي حتى تحظى الجزائر برد دبلوماسي رسمي مغربي قد يستغله كبرانات فرنسا كمادة إعلامية دسمة لإلهاء الشعب الجزائري وإشغاله عن همومه لأيام معدودات وتحويل أنظاره عن الأوضاع المزرية والمتردية التي تسبب فيها العسكر الجزائري منذ 1962.
كل المغاربة في الداخل والخارج أدانوا ما بثته قناة جزائرية تابعة للمخابرات الجزائرية عبر برنامج وضيع ترجم بوضوح مدى خسة ونذالة وحقد وحسد النظام العسكري على المؤسسات المغربية وعلى رأسها المؤسسة الملكية وإمارة المؤمنين ، دون مراعاة للأعراف الدولية والدبلوماسية ولأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام ولحسن الجوار .
هذا وقد عبر كل المغاربة خاصة عبر الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي عن استنكارهم الشديد لهذا التطاول على شخص العاهل المغربي من طرف قناة ” الكــاسـْـكـيـطَـة” البارعة في نشر الأخبار الزائفة عن المغرب وخاصة عن الصحراء المغربية، بعد الانتصارات التي حققها المغرب في مواجهة جار السوء العدو الجزائري، على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري، وهو ما وشى به جنون العسكر بعد الضربة القاضية التي تلقتها الجزائر عندما أقدمت القوات المسلحة الملكية على تنظيف معبر ” الكركرات” بسرعة البرق من فلول البوليساريو قطاع الطرق بتاريخ 13 نونبر 2020 أو ما اصطلح عليه ” بفجر جمعة العزة والفخر”
إن تهجم الإعلام الجزائري على المؤسسة الملكية المغربية هي سابقة من نوعها وتطور خطير في العلاقات المغربية الجزائرية، وهو عمل مدان استنكره كل المغاربة ، وهو ما تجلى في الردود الشديدة اللهجة عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث تصدر هــاشــتــاغ ” مـــلـــكــنــا خــــط أحـــمــــر” ، وحتى حلفاء المغرب في داخل وخارج التراب الوطني.
فعلى خلفية قضية الصحراء المغربية، كانت تحدث مناوشات إعلامية بين المغرب والجزائر، لكن حدة ” السعار الإعلامي المخابراتي الجزائري ازدادت حدة بعد طرد عصابة البوليساريو من معبر ” الكركرات” والانتصارات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء المغربية بحكمة ورزانة العامل المغربي على الصعيد الأفريقي والعربي والدولي ، زيد عليها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء المغربية، وأمام هذه الانتكاسات والصفعات المتتالية للجزائر، لجأ “شنقـريحة “( وكما قال خادمه صبري بوكادوم)، إلى صب الزيت على النار بالإساءة مباشرة للمؤسسة الملكية وخاصة لإمارة المؤمنين الضاربة في التاريخ والتي ما زالت ترهب النظام العسكري الجزائري، هذه الإمارة الروحية التي توحد المغاربة وأكثر من 300 مليون أفريقي خاصة في الزاوية التجانية، وهنا لا بد من أن نذكر بالكره الذي كان يكنه المقبور بوخروبة للملك الحسن الثاني رحمه بسبب هذا المقام الروحي العالي الذي حظى به السلاطين المغاربة منذ قرون ، يقول أحد المتتبعين : إن “بوخروبة ” كان قد اقترح على الحسن الثاني طيب الله ثراه أن يتنازل عن لقب أمير المؤمنين مقابل أن يعترف ( أي بوخروبة) بمغربية الصحراء ( الأسبوع الصحفي ).
لأن بوخروبة كان يعي جيدا أن جل سكان الغرب الجزائري والصحراء الشرقية ( المحتلة) لهم ميول روحية وتاريخية هي أقرب للمملكة المغربية منها للجزائر الفرنسية .