الــجزائر.. الــخاوة يـقـولــون : لا “للنــسيـان ” وبـوتفــليقة يَــسْــخَــرُ مــنـهم :” الـمفــقــودون لا يــوجـدون فــي جَــيْــبي “

مــحمــد ســعــدونــي.

بتاريخ 15 شتنبر 1999، وخلال مهرجان خطابي تهريجي، فـَــقََــدَ بوتفليقة أعصابه عندما طالبه أحد المواطنين بالكشف عن مصير مفقودي العشرية السوداء الدموية، فرد بوتفليقة على ذلك المواطن بسخرية :(( المفقودون لا يوجدون  في جيبي ))، أما المناسبة فكانت مبادرة الاستفتاء la concorde civile التي أطلقها بوتفليقة ، وبعد ست سنوات، كان الخاوة على موعد للاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة ، وهي المبادرة المخدومة من طرف كابرانات فرنسا في الجزائر بعد عشر سنوات من القتل والتقتيل والتهجير للخاوة من طرف قوات الأمن والجيش التي قادت عملية ” الصدمة ” وهي عملية استالينية مفادها ” أضربْ الكلَ يخاف الكُلُ “.

ولحد الآن فإن عائلات ضحايا المفقودين والاختفاء القسري بالجزائر (CFDA) ، تكون قد التحقت بالمحطة المصيرية في بحثها عن مصير أفرادها المفقودين عندما كانت ما يسمى ب ” الحرب القذرة مستعرة في كل أرجاء الجزائر، حتى أن ” اسْواعْـدِيا” الطبيب العسكري المنحدر من جبال الأوراسي، والذي فر من الجزائر في التسعينات من القرن الماضي أصدر كتابا في باريس بالفرنسية تحت عنوان :” الحــرب القــــذرة “، يفضح فيه المجازر البشعة التي اقترفها النظام العسكري الجزائري في حق الخاوة الأبرياء العزل،  في العشرية السوداء وبعدها، والتي ذهب ضحيتها 250 ألف قتيل، و350 ألف مفقود، ومليون معتقل من الجبهة الاسلامية للإنقاذومن أطياف سياسية أخرى معارضة، اما الخسائرالمادية فقد فاقت 20مليار دولار، حتى  أن هذه الحرب القذرة حدت بأحد الصحفيين المصريين ليصدر كتابا آخر بالقاهرة يحمل عنوان ” مؤامرة الجنرالاتْ “، أما الضابط هشام عبود( يشغل حاليا مدير قناة AMEL TV )فقد أصدر هو الآخر كتابا بعنوان ” مافيا الجنرالاتْ”.

من جهتهما، منظمة العفو الدولية بباريس والفدرالية الدولية لرابطة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أصدرتا في باريس كذلك كتابا ضخما : “الجزائر الكتاب الأسود”، كما التحق بهؤلاء المؤلفين حول جرائم جنرالات فرنسا الفنان أولـَحْـلو وأصدر هو الآخر البوما غنائيا  POUVOIR ASSASSIN . لكن الغريب في الأمر ورغم هذه القرائن والشواهد ودلائل الإدانة، فإن كابرانات فرنسا المتورطين في الجرائم التي ذكرناها، ما زالوا في منأى عن متابعة أو مساءلة والسبب هو ميثاق السلم والمصالحة البوتفليقي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى