السعيدية تستضيف الدوري الثالث للركبي الشاطئي: احتفال رياضي وسياحي بامتياز

السعيدية – 16 ماي 2025

انطلقت يوم الجمعة 16 ماي 2025 فعاليات الدوري الثالث للركبي الشاطئي الدولي على رمال شاطئ السعيدية المتوسطية، في حدث رياضي وثقافي منظم من طرف جمعية قدماء لاعبي الركبي بوجدة. هذا الحدث، الذي يستمر حتى 19 ماي، يجمع 220 مشاركًا من المغرب ودول أخرى مثل فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، وبعض الدول الأفريقية، في أجواء تمزج بين التنافس الرياضي، الترويج السياحي، وتعزيز قيم التضامن والصداقة.

السعيدية تستضيف الدوري الثالث للركبي الشاطئي: احتفال رياضي وسياحي بامتياز插图

ركبي الشاطئ: رياضة وطنية ومصدر فخر

تُعد رياضة الركبي جزءًا لا يتجزأ من الهوية الرياضية لجهة الشرق، حيث تُعتبر الرياضة الوطنية للمنطقة ومصدر فخر لساكنتها. تاريخيًا، أنجبت المنطقة العديد من الأبطال الذين تألقوا في هذه اللعبة، مثل عبد اللطيف بن عزي، الشيخ، سلمي، ونور الدين بوجوالة، الذين تركوا بصماتهم في الساحة الوطنية والدولية. ويُبرز الدوري الشاطئي هذا الإرث من خلال جمع اللاعبين القدامى والشباب في تجربة ممتعة تجمع بين التنافس والذكريات، حيث يلتقي أحيانًا لاعبون لم يجتمعوا منذ عقود.

يتميز ركبي الشاطئ ببساطته وروحه الترفيهية، إذ يُلعب بفرق مكونة من 5 لاعبين لكل فريق، وتستمر المباراة 7 دقائق لكل شوط، باستخدام الكرة التقليدية للركبي. ورغم أن الغالبية العظمى من المشاركين هم من الذكور، فقد شهدت هذه النسخة محاولات لإشراك الفتيات والشباب دون سن 15 عامًا، في خطوة تهدف إلى توسيع قاعدة الممارسين.

دور الجمعية: تعزيز الرياضة والسياحة

تأسست جمعية قدماء لاعبي الركبي بوجدة في 19 شتنبر 2015، بهدف الحفاظ على روح الركبي ونقل خبرات اللاعبين القدامى إلى الأجيال الجديدة. وتسعى الجمعية، التي تُعد غير ربحية، إلى تحقيق أهداف طموحة تشمل:

  • تطوير الركبي: من خلال دعم 6 إلى 7 أندية جهوية تشارك في الدوري الوطني والكأس، وتنظيم ورشات تدريبية لتكوين الشباب.
  • الترويج السياحي: إبراز إمكانيات السعيدية كوجهة سياحية بفضل شواطئها الخلابة، جبالها القريبة، وموقعها الفريد بالقرب من محمية وادي المولوية.
  • زيادة المشاركة: رفع عدد الفرق المشاركة من 10 فرق في النسخة السابقة إلى 15 أو 20 فريقًا في المستقبل، مع جذب فرق دولية.
  • تشكيل اتحاد: تأسيس اتح figurant يجمع الجمعيات الرياضية للتحدث بصوت واحد أمام السلطات وتعزيز تنظيم اللعبة.

وقد أسهم دعم جهات محلية مثل جماعة السعيدية، المجلس الإقليمي لبركان، وبالخصوص شركة SDS في تجاوز التحديات اللوجستية والمالية، مما ساهم في نجاح هذا الحدث الذي يعكس التزام الجمعية بالجمع بين الرياضة والتنمية المحلية.

وضعية جمعيات الركبي في مراكش

تُعد مراكش إحدى المدن المغربية التي تشهد نشاطًا ملحوظًا في رياضة الركبي، حيث توجد جمعيات رياضية نشطة تشارك في فعاليات وطنية مثل هذا الدوري، بما في ذلك جمعية قدماء لاعبي الركبي بمراكش.

ورغم إمكانيات المدينة السياحية الكبيرة، التي تجعلها وجهة مثالية لاستضافة بطولات دولية، تواجه هذه الجمعيات تحديات جمة. وفقًا لأحد المتحدثين من مراكش، تعاني الجمعيات من نقص الدعم والتسهيلات مقارنة بما هو متاح في السعيدية، إلى جانب غياب تحفيز كافٍ من الجامعة الوطنية للركبي، التي وُصفت بأنها “نائمة” في هذا الصدد. هذه العوائق تحد من قدرة الجمعيات على تنظيم فعاليات كبرى، رغم أن استضافة بطولات دولية في مراكش يمكن أن تعزز السياحة والرياضة بشكل كبير.

ومع ذلك، تظل هذه الجمعيات نشطة وتسعى لتطوير اللعبة من خلال المشاركة في أحداث مثل دوري السعيدية، مع آمال في تحسين الدعم المستقبلي.

نمو البطولة وإشعاعها الدولي

منذ انطلاقتها في 2022، شهدت بطولة الركبي الشاطئي نموًا ملحوظًا. ففي النسخة الأولى، شارك حوالي 100-110 أشخاص، معظمهم من المغرب، بينما ارتفع العدد في النسخة الثانية إلى 180-200 مشارك.

أما هذا العام، فتجاوز عدد الحاضرين 220 مشاركًا، مع طلبات متزايدة للانضمام في الدورات المقبلة.

هذا التطور يعكس الإشعاع المتزايد للحدث، الذي بات يُناقش في دول مثل فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، وعدة دول أفريقية، بفضل مشاركة جمعيات مثل جمعية الرياضيين الأفارقة (ASA) وجمعيات من فاس، آسفي، الرباط، ومراكش.

السعيدية: وجهة سياحية ورياضية

تُعد السعيدية، بفضل شاطئها الذي يمتد على 14 كيلومترًا، مارينا فاخرة، وملاعب غولف، إحدى أبرز الوجهات السياحية في المغرب.

السعيدية تستضيف الدوري الثالث للركبي الشاطئي: احتفال رياضي وسياحي بامتياز插图1
Relance de Saïdia. Voyage de presse pour la visite des infrastructures et la découverte de l’arrière plan. © Mohamed Drissi Kamili

ومن خلال هذا الدوري، تسعى الجمعية إلى إبراز هذه الإمكانيات، حيث أعرب العديد من الزوار الدوليين عن إعجابهم بجمال المنطقة التي لم يكونوا يعرفونها من قبل. ويؤكد المنظمون أن الجمع بين الرياضة والسياحة يعزز مكانة السعيدية كمركز رياضي وسياحي متوسطي.

تطلعات مستقبلية

تطمح الجمعية إلى توسيع نطاق البطولة في السنوات القادمة، مع خطط لتنظيم دورات مماثلة في مدن أخرى مثل الجديدة بالتعاون مع أندية مثل نادي مراكش. كما تسعى إلى تعزيز التكوين الرياضي عبر ورشات دورية، ودعم الشباب الموهوب للاحتراف خارج المغرب بطرق قانونية ومنظمة. ويبقى الحفاظ على روح الركبي، التي تجمع بين التضامن، الاحترام، والشغف، في صلب أهداف الجمعية.

اختتم اللقاء الصحفي بقراءة الفاتحة ترحمًا على أرواح اللاعبين القدامى وأقارب توفوا مؤخرًا، في لفتة تعكس القيم الإنسانية التي يحملها الركبي. ومع استمرار هذا الحدث في النمو، تؤكد السعيدية مكانتها كوجهة رياضية وسياحية، بينما تواصل جمعية قدماء لاعبي الركبي بوجدة رسالتها في نشر الرياضة، تعزيز السياحة، وتكوين جيل جديد يحمل شعلة هذا الإرث العريق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى