الدفاع الروسية: مجموعة “فاغنر” تستعد لتسليم أسلحتها للجيش الروسي

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن مقاتلي مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة يستعدون لتسليم أسلحتهم الثقيلة لقوات الجيش الروسي في منطقة العملية الروسية في أوكرانيا.

وأعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي اليوم طيّ التحقيق في قضية التمرد المسلح، مشيرا إلى أن التحقيقات في قضية التمرد، أثبتت أن المشاركين فيها تراجعوا عن التمرد، وعدلوا عن الجريمة.

قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في اجتماع مع القادة العسكريين اليوم، إن انهيار روسيا سيعني أن الجميع سيهلكون تحت الأنقاض.

وأضاف: “إذا انهارت روسيا سنبقى تحت الأنقاض وسنهلك جميعا. محاولاتنا للتسوية السلمية يسمونها في الغرب (تقليد للدبلوماسية)، إلا أن ثمن هذا (التقليد) هو مئات الآلاف من الأرواح البشرية”.

وقال لوكاشينكو في تصريحات صحفية: “الشيء الأكثر خطورة، كما أفهمه، ليس ما كان عليه الوضع، ولكن كيف يمكن أن يتطور وعواقبه. كان هذا هو الأخطر. لقد فهمت أيضا أنه تم اتخاذ قرار صعب، واقترحت على بوتين ألا يستعجل وأن نتحدث مع بريغوجين”.

وتابع لوكاشينكو قائلا: “سألت بوتين أين بريغوجين.. فأجاب: في روستوف، فأجبته: حسنا. السلام الهش أفضل من أي حرب طيبة… لا تستعجل.. سأحاول الاتصال به”.

ولفت لوكاشينكو إلى أنه في النهاية تمكن من الاتصال ببريغوجين والحديث معه ظهر الـ24 من يونيو، وإقناعه بالعدول عن التمرد.

وأضاف لوكاشينكو: “لن أختبئ وأقف مكتوف اليدين، لقد كان مؤلما مشاهدة الأحداث التي وقعت في جنوب روسيا. لست أنا الوحيد من تأثر بهذه الأحداث، بل الكثيرون من مواطنينا أخذوها على محمل الجد، لأن وطننا واحد.. أعطيت كل الأوامر لاستنفار الجيش البيلاروسي تحسبا لأي طارئ”.

وتابع: نرى اليوم بوضوح “موجة جديدة من توسع “الناتو”، وحشدا غير مسبوق لإمكانات الدول أعضاء الحلف في المنطقة، بما في ذلك في المناطق المجاورة مباشرة لحدودنا في استعراض فج للقوة”.

وكشف الرئيس فلاديمير بوتين أن مجموعة “فاغنر” كانت تتلقى تمويلها الكامل من الدولة، وحصلت منذ مايو 2022 وحتى مايو 2023 على 86.262 مليار روبل (أكثر من مليار دولار).

وأضاف بوتين خلال اجتماع مع العسكريين الروس اليوم، أن مجموعة “فاغنر” كانت تحظى بالاحترام في البلاد، وحققت البطولات وقدمت التضحيات، وكانت الدولة تمولها بشكل كامل، حيث حصلت على 86.262 مليار روبل في الفترة من مايو 2022 وحتى مايو 2023.

وشدد بوتين على أنه من غير المعروف ماذا كان سيحدث في البلاد لو نجح التمرد، لكن كل إنجازات العملية العسكرية كانت ستضيع، إلا أن الجيش الروسي لم يسمح بذلك.

وأكد بوتين أن العدو يحاول استغلال الوضع، وإن لم يتم إخماد التمرد، لكانوا سيستخدمونه لمصالحهم.

وتابع: “كان عليكم العمل في ظروف صعبة، على الطرق السريعة المزدحمة بالسيارات المدنية، إلا أن ما يحزننا، أننا تكبدنا خسائر بشرية في هذه المعركة”.

وأشار بوتين إلى أنه بعد التمرد المسلح، عادة ما تندلع أعمال الفوضى والحرب الأهلية، وهذا ما “قمتم بمنعه”، وقد لعبت وزارة الدفاع دورا خاصا في إحباط هذا التمرد المسلح.

وعن سير العملية العسكرية، أشار بوتين إلى أن أوكرانيا فقدت على محور أوريخوفو فقط، وهو الذي تعتبره كييف الاتجاه الرئيسي لهجومها المضاد خلال أسبوع، 280 آلية عسكرية بينها 41 دبابة، ومنذ بداية هجومها المضاد، تكبدت كييف 259 دبابة، و780 مدرعة.

وشدد الرئيس بوتين على أن المحاربين ممن يخوضون العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يجب أن ينخرطوا في قوام قيادة وزارة الدفاع.

واعتبر بوتين في مراسم تكريم من ساهموا في إحباط التمرّد المسلح أن “الطيارين الذين لقوا حتفهم أثناء تصديهم لـ”فاغنر” أدوا واجبهم بشرف”، معلنا الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواحهم.

وأكد الرئيس الروسي أن “الجيش والشعب لم يكونا مع المتمردين”، وأن القيادة الروسية لم تضطر خلال تصديها لمحاولة التمرد لاستخدام الوحدات المشاركة في العملية العسكرية، معتبرا أن الإجراءات السريعة والفعالة من جانب قوات الأمن ضمنت عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين وأن “المدافعين الحقيقيين في الأوقات الصعبة وقفوا في طريق الاضطرابات التي كان لها أن تثير الفوضى”.

وتوجه بوتين بالشكر إلى جميع أفراد القوات المسلحة الروسية وأجهزة الأمن على “شجاعتهم وبسالتهم وولائهم للشعب الروسي”.

وقال بوتين مخاطبا إياهم: “تصميمكم وشجاعتكم في تعزيز تماسك المجتمع كان لهما دور حاسم في إحباط التمرد ومنع وقوع إصابات بين المدنيين.. في المواقف الصعبة، تصرفتم بتنسيق ووضوح، وأثبتّم ولاءكم الحقيقي لشعب روسيا وللقسم العسكري، وأظهرتم المسؤولية حول مصير الوطن ومستقبله”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى