الحزب الاشتراكي الموحد يطالب بديمقراطية حقيقية: وجدة نموذجاً لمحاربة الفساد و”أزمة النقل الحضري”

خلال لقاء جماهيري بمدينة وجدة، الذي أطرته الرفيقة نبيلة منيب يوم السبت 6 دجنبر 2025، دعا الحزب الاشتراكي الموحد إلى ضرورة إرساء ديمقراطية حقيقية كسبيل وحيد لحل القضايا الوطنية والمحلية، محذراً من استمرار الفساد السياسي والانتخابي الذي يُفقد البلاد ما لا يقل عن 50 مليار درهم. وأكدت قيادات الحزب على أن النضال من أجل التغيير الديمقراطي يتطلب تجاوز ثقافة الخوف والترهيب التي رُبّي عليها المواطنون.

الحل الديمقراطي وقضية الصحراء
ربط المتحدثون الحل النهائي لقضية الصحراء المغربية بتحقيق ديمقراطية حقيقية داخل البلاد. وأشاروا إلى أن الحكم الذاتي، الذي تقدمت به الدولة المغربية للأمم المتحدة في عام 2007، هو المقترح الذي يرضي جميع أبناء الوطن. وشددوا على ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة، بعيداً عن التعقيدات الإجرائية التي تعيق مشاركة المواطنين. كما انتقد الحزب سيطرة ثلاثة أحزاب على المجالس المحلية والجهوية والحكومة في انتخابات 2021. وفي سياق الإصلاح، طرح الحزب مقترحاً يحد من ولايات النواب (مرحلتان أو ثلاث كحد أقصى) لتجنب الركود السياسي.
الفساد المحلي وملاحقة المناضلين
اتخذت مدينة وجدة موقع الصدارة في اللقاء كنموذج لمعاناة المواطنين من الفساد المستشري. فقد تعرض مناضلون، على رأسهم الرفيق رفيق غيته والرفيق شكيب السبيبي (كاتب الفرع السابق)، للمتابعات والمحاكمات لذنب وحيد ارتكبوه وهو قول “كفى من الفساد”. ووقف هؤلاء المناضلون إلى جانب عمال وعاملات النقل الحضري في وجدة.
وتطرق اللقاء بالتفصيل إلى أزمة النقل الحضري، مشيراً إلى المعاناة الكبيرة التي تعيشها المدينة حتى عام 2025. وتمت الإشارة إلى أن الأزمة نشأت بعد دخول شركة “موبيليس” – التي وصفها البعض بـ “إبليس” لأنها تسقط المال العام دون تقديم خدمات للساكنة- والتي تعاقدت مع المجلس البلدي. ويطالب الحزب بمحاسبة المسؤولين السياسيين الذين وقعوا العقد الأول أو محضر تسليم الحافلات في 2017، الذي كان يقتضي توفير 75 حافلة، بينما لم يتم وضع سوى حوالي 15 في الشارع.
مطالب اجتماعية ملحة واستنهاض الشباب
إلى جانب أزمة النقل، تم طرح مشكل مؤسسات الرعاية الاجتماعية في وجدة. وناشد رئيس جمعية النور لذوي الاحتياجات الخاصة السلطات المحلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لدعم بناء مؤسسة على قطعة أرضية مساحتها 554 متر، مشيراً إلى أن المدينة لا تملك سوى مؤسسة واحدة للرعاية الاجتماعية.
وفي دعوة للشباب، أكد الحزب على أن السياسة يجب أن تُدخل من أبوابها، ودعا الشباب إلى الانخراط والتأطير والمناضلة بدلاً من فقدان الأمل. ونوه اللقاء بوعي الشباب المغربي، مشيراً إلى أن حراك “جيل زاد” طالب بأولويات أساسية مثل الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
وأكد الحزب الاشتراكي الموحد، الذي يعتبر مؤسسه الراحل محمد بن سعيد أيت إيدر (قائد جيش التحرير ومؤسس الحزب) قدوة في النضال والمقاومة، على أن كل المواطنين والمواطنات مسؤولون عن الوضع الحالي بسبب الفساد السياسي والانتخابي، ودعاهم إلى دعم المناضلين لكي نكون يداً واحدة لبناء مغرب ديمقراطي كامل المواطنة يتمتع فيه الجميع بالحقوق والحريات.
خاتمة المقال:
إن النضال ضد الفساد والدعوة للديمقراطية، كما يطرحه الحزب، يشبه حفر بئر في الصخر: عمل مضنٍ وطويل، لكنه ضروري لضمان تدفق مياه الحياة السياسية النظيفة للجميع، بدلاً من الاعتماد على مستنقعات السلطة العتيقة.









