الحاج حدو : الشاي المغربي… رمز الضيافة والتقاليد في الاحتفالات الشعبية

يحتل الشاي المغربي، أو كما يُطلق عليه “الأتاي”، مكانة خاصة في قلب التقاليد الشعبية المغربية، فهو ليس مجرد مشروب، بل رمز للضيافة، التواصل، والاحتفال باللحظات الاجتماعية.
يتجلى هذا التقليد في المناسبات والاحتفالات الشعبية، حيث يُعد الشاي المغربي جزءًا لا يتجزأ من تجمعات العائلة، الأصدقاء، وحتى الزوار.
وفي هذا السياق، يبرز المهرجان الدولي بإفران كنموذج حي لإبراز هذا التراث العريق.في الدورة الأخيرة من المهرجان الدولي بإفران، خصصت اللجنة المنظمة ركنًا مميزًا لتقديم الشاي المغربي بأسلوب تقليدي أصيل.
يقود هذا الركن الحاج حدو، يرتدي زيًا مغربيًا تقليديًا، يجسد بفخر تراث البلاد، بمساعدة طاقم من السيدات المحليات اللواتي يتقنّ طريقة إعداد اللوازم الاساسية بمهارة وحرفية.
هذا الركن لم يكن مجرد محطة لتقديم المشروبات، بل فضاء يعكس روح الضيافة المغربية، حيث يُقدم الشاي للزوار، وخاصة الأطقم الصحفية التي تغطي فعاليات المهرجان.
في حوار قصير مع الحاج حدو عن إعداد الشاي، أكد أن ما يقوم به ليس مجرد عمل روتيني، بل تقليد مغربي موروث عن الأجداد. كما عبّر عن فرحه وسروره واعتزازه بهذا الدور، مشيرًا إلى أن إعداد الشاي بطريقة تقليدية هو فن يتطلب الدقة والصبر، لكنه يمنحه شعورًا بالفخر لكونه جزءًا من الحفاظ على هذا الإرث.
وعند سؤاله عن التعب الناتج عن كثرة الطلبات، أجاب بابتسامة: “لا يوجد تعب طالما أن هذا العمل يُسعد الزوار، وخاصة الصحفيين الذين ينقلون صورة هذا التقليد إلى العالم.”
إن تقديم الشاي المغربي في مثل هذه المناسبات يتجاوز كونه مجرد مشروب يُقدم في أوانٍ فضية مزخرفة، بل هو طقس يجمع الناس، يعزز التواصل، ويحكي قصص التراث المغربي. يبدأ الطقس باختيار أجود أنواع الشاي الأخضر، مع إضافة النعناع الطازج والسكر بنسب دقيقة، ثم يُصب الشاي من علو ليتشكل رغوة مميزة تعكس مهارة المُعد.
هذه التفاصيل الصغيرة تجعل من كل كوب تجربة ثقافية فريدة.في الاحتفالات الشعبية، يُعد الشاي المغربي لغة صامتة تروي قصة الكرم والانتماء.
سواء في الأعراس، الأعياد، أو المهرجانات مثل مهرجان إفران، يبقى الشاي جسراً يربط بين الأجيال، ووسيلة لنقل صورة المغرب الأصيلة إلى العالم.
وانا اجلس بالقرب من الحاج حدو اشعر وكأن هذا التقليد، الذي يجمع بين البساطة والعمق، سيظل رمزًا حيًا للهوية المغربية، يتجدد مع كل كوب يُقدم بحب وفخر.
يدعو المهرجان الدولي بإفران، من خلال هذا الركن التقليدي، إلى إعادة اكتشاف جمال التقاليد المغربية، والاحتفاء بالشاي المغربي كجزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية التي تستحق التقدير والحفاظ عليها.