الجــزائــر : بــوتــفـلـيــقة وبـن صـالـحْ .. عـنـدما يـستــعـيــن الـنـظـام بإبـلـيـس لـيـطـرد الـشـيـطـان

مــحــمــد ســعــدونــي
وكما كان متوقعا، فقد أخذ البرلمان الجزائري المجتمع بغرفتيه يوم الثلاثاء 9 أبريل 2019 بقصر الأمم بنادي الصنوبر علما بتصريح المجلس الدستوري المتعلق بإعلان الشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية بعد خلع عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الشارع الجزائري منذ 22 فبراير 2019، كما تم ترسيم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح – المرفوض من الجماهير الجزائرية – رئيسا للدولة لمدة أقصاها 90 يوما طبقا لأحكام المادة 102 من الدستور ، وهي المادة التي لا يعـترف بها المتظاهرون لأنها جاءت متأخرة جداّ جداّ .
النظام الجزائري وكعادته ما زال يراهن على عامل الزمن و ” الشياتة” والإعلام المنحاز للجنرالات وللأوليغارشيا، وهاهو الوزير بدوي يفي بتهديداته و يأمر بمنع وضرب المسيرات في الجزائر عدا يوم الجمعة والتي بدأت تأخذ منعرجا خطيرا، عندما خرج الطلبة في العديد من الولايات الجزائرية للتعبير عن رفضهم لبن صالح الذي يعد من الفلول ومن رموز وأعوان بوتفليقة الذي أجبره الخاوة عن التنحي والرحيل، والذي بادر في رسالة (…) إلى طلب العفو من الشعب الجزائري موضحا أنه تنحى حتى يحافظ الخاوة على هدوئهم وعقولهم ( هكذا).
فقد اتفقت الجماهير الشعبية التي توحدت من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق ، اتفقت على إسقاط بوتفليقة ودستوره ، لأنه وعندما كان منتشيا بحكمه وقوته ، كان يحكم بالأسلوب الأوليغارشي، وقام بتهميش الشعب الجزائري، واحتقار قدراته الوطنية لصالح العصابة، وهو الذي كان يحرض الخاوة على المغرب في محاولات يائسة لأيقاظ النرجسية المقيمة التي نماها النظام العسكري في نفوس الجزائريين خاصة اتجاه المغرب، يقول الكاتب الجزائري مصطفى هميسي :((إن القمقم الذي تحدث عنه الزعيم المهدي بنبركة ، أن اتخاذ القرار وممارسة السلطة بعيدا عن الناس لا تظهر كوارثه إلا عندما نرى حركة سياسية أخرى تتمكن في ظرف زمني قصير من مقارعة السلطة ))، و يقول الكاتب القدير مصطفى العلوي (( إن كتاب مصطفى هميسي نبه إلى خطورة وضع الجيش الجزائري اتجاه المغرب ملمحا إلى قضية الصراع الذي نماه بوتفليقة بين جيشه والمغرب، وهكذا أصبح له جيشان، جيش على الحدود (…) وجيش في الداخل، بينما حكم بومدبن بالجيش ، وحكم الجيش بعد بومدين / الأسبوع الصحفي . عدد الخميس 04 أبريل 2019)). وعلاقة بعنوان الموضوع ، وتضامنا مع الجماهير الشعبية المسحوقة ، فقد وجه عدة ناشطين وحقوقيين ، ومعارضين في الداخل والخارج رسائل ساخنة إلى الرئيس الجديد عبد القادر بن صالح يدعونه فيها إلى التنحي حتى يحفظ كرامته، لأنه كان من الباءات الأربع التي رفع المتظاهرون الشعارات ضده في مظاهرات الجمعات السبعة السابقة ، لأن الشعب الجزائري كسر حاجز الخوف والتردد ، لأن حكم بوتفليقة كان من أسوء الفترات التي ألمت بالشعب الجزائري ، وهو الذي سطر الأخطاء طيلة 20 من سطوته وحكمه وقمعه، وها هم الجزائريون يستعدون لوضع صيغة دستور الجمهورية الثانية أو لنقل الجمهورية الجديدة حسب تعبير المعارض الجزائري الشهير محمد العربي زيتوت ، من جهة أخرى لم يعد في مقدور شلة جنرالات الجزائر القذارى أو لنقل كبرانات فرنسا إخضاع الناس بقوة الحديد والنار ، أو باستبدال الشيطان بإبليس للبقاء في السلطة، لأن 90 يوما من حكم بن صالح المؤقتة (…) ستكون كافية لاستنساخ بوتفليقة آخر وعصابة أخرى، وهو ما يرفضه الخاوة جملة وتفصيلا.