التنسيق النقابي بوجدة: صرخة وحدة ضد الاحتقان في المركز الاستشفائي الجامعي

في خطوة نقابية تصعيدية، رفع التنسيق النقابي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة صوته عاليًا، معلنًا بدء مرحلة جديدة من النضال الوحدوي لمواجهة الاختلالات البنيوية التي تُهدد استقرار المؤسسة الصحية. اجتماع طارئ عقدته النقابة المستقلة للأطر الإدارية والتقنية والنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة يوم 11 يونيو 2025، أسفر عن إطلاق تنسيق نقابي موحد، يهدف إلى فرض تلبية المطالب المشروعة للشغيلة الصحية في ظل تفاقم الاحتقان الناجم عن ممارسات إدارية أحادية وغياب التشاركية الحقيقية.
أزمة بنيوية تُهدد المستشفى الجامعي
يعاني المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة من أزمة بنيوية تتجلى في اختلالات التسيير، التي يُرجعها التنسيق النقابي إلى تفشي “الإدارة الموازية” وتغاضي الإدارة الرسمية عن تنفيذ الالتزامات المتفق عليها في محاضر سابقة. هذا الوضع أدى إلى تصاعد منسوب الاحتقان بين الشغيلة الصحية، التي ترى في الممارسات الإدارية الحالية تهديدًا لمكتسباتها وإهدارًا لمبدأ التشاركية. منطق الزبونية والإقصاء والارتجال في التدبير، كما يصف البيان النقابي، لم يعد مقبولاً، بل أصبح عائقًا أمام أي محاولة لإصلاح الأوضاع وبناء الثقة داخل المؤسسة.
يُشير التنسيق النقابي إلى أن الإدارة تتحمل مسؤولية هذا التدهور، بسبب تماطلها في تنزيل المحاضر الموقعة وتجاهلها للمطالب المطروحة على طاولة الحوار. هذا الوضع، إلى جانب الممارسات التفضيلية التي تتعارض مع الأعراف والضوابط، أدى إلى تعثر الحوار الاجتماعي، مما دفع النقابتين إلى اتخاذ موقف موحد لمواجهة هذا “التراجع الخطير” عن المكتسبات.

خطوة وحدوية تاريخية
يُمثل هذا التنسيق النقابي سابقة محلية تُبرز نضج الحركة النقابية داخل المركز الاستشفائي الجامعي. اجتماع النقابتين المستقلتين لم يكن مجرد رد فعل على الأزمة، بل خطوة استراتيجية لتوحيد الجهود وإطلاق دينامية نضالية جديدة. البيان يُثمن هذه الخطوة “الشجاعة”، مؤكدًا أنها تعكس إرادة جماعية للدفاع عن حقوق الشغيلة الصحية، سواء من الأطر الإدارية والتقنية أو الممرضين وتقنيي الصحة.
في هذا السياق، يستنكر التنسيق النقابي بشدة الممارسات الإدارية “اللامشروعة”، التي تتسم بالعشوائية وتكرس الزبونية والمحسوبية. كما يُحمل المسؤولية لكل من يثبت تورطه في هذه الأفعال، داعيًا إلى الشفافية والمساءلة. ويؤكد البيان على تشبث النقابتين بالمطالب المشروعة، وعلى ضرورة تنفيذ كل المحاضر الموقعة كشرط أساسي لاستعادة الثقة وإنهاء الاحتقان.
برنامج نضالي تصعيدي
لم يكتفِ التنسيق النقابي بالبيانات الاستنكارية، بل وضع برنامجًا نضاليًا تصعيديًا يعكس تصميمه على مواجهة الأزمة. يتضمن البرنامج سلسلة من الاعتصامات داخل الإدارة المركزية خلال أوقات العمل، تبدأ يوم 18 يونيو 2025، وتتواصل يومي 24 و25 يونيو، لتصل إلى ذروتها باعتصام مفتوح يوم 30 يونيو. هذه الأشكال النضالية تهدف إلى الضغط على الإدارة للاستجابة للمطالب، مع تعبئة شاملة تشمل كل فئات الشغيلة الصحية.
التنسيق النقابي يدعو الأطر الصحية، التمريضية، التقنية والإدارية إلى الالتفاف حول هذا المسار النضالي، ورص الصفوف لضمان إنجاح الاحتجاجات. هذه الدعوة ليست مجرد شعار، بل تعبير عن وعي نقابي عميق بأهمية الوحدة في مواجهة التحديات، خاصة في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها القطاع الصحي.
خاتمة: وحدة الشغيلة لإنقاذ المستشفى
إن التنسيق النقابي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة يُمثل بارقة أمل في مسار النضال النقابي المغربي. في وقت تُهدد فيه الاختلالات الإدارية جودة الخدمات الصحية وكرامة العاملين في القطاع، يأتي هذا التحرك الوحدوي ليؤكد أن الشغيلة الصحية لن تقبل بالتفريط في حقوقها أو مكتسباتها. الاعتصامات المزمع تنفيذها ليست سوى بداية لمسار نضالي قد يمتد، ما لم تُظهر الإدارة جدية في الحوار وتنفيذ الالتزامات. وجدة، بهذا التنسيق النقابي، تُرسل رسالة واضحة: وحدة الشغيلة هي السلاح الأقوى لإصلاح الأوضاع واستعادة كرامة العاملين في القطاع الصحي. إلى الأمام، حتى تحقيق المطالب العادلة!
