التعليم بفلسطين: الهندسة المتطورة في خضم المقاومة

إذا كان هناك أصحاب مهنة معينة يدين لأصحابها الفلسطينيون، فلا يوجد أكثر من المهندسين حقيقة، فمن يحيى عياش إلى محيي الدين الشريف وأيمن حلاوة ومهند الطاهر وإسماعيل أبو شنب وغيرهم الكثير،

فرجل اليوم، ليس مهندسًا استثنائيًا فحسب، بل عالمًا موسوعيًّا، قرر في لحظة اختيار حر أن يترك الوظيفة المرموقة في ناسا، والمكانة السامية في معهد فرجينيا للعلوم التطبيقية، والجنسية الأمريكية، لأجل أن يقدم أحد المساهمات العلمية الأكبر في تاريخ المقاومة الفلسطينية، إنه المهندس البروفيسور جمال الزبدة،

كلكم تعرفون الدكتور المهيب عبدالعزيز الرنتيسي، يروي أحد القيادات ممن أجريت معهم مقابلة بحثية أنه كان معزومًا على العشاء عند الرنتيسي، فذهب على عجل لمقابلة أحد الرجال وعند عودته، كان وجهه أبيضًا متهللًا كأنه القمر ليلة أربعة عشر، قال وعندما سألناه عن سر هذا الفرح، قال: يبدو أن الله سيفتح على مشروع المقاومة الفلسطينية فتحًا عظيمًا عبر هذا الرجل، كان قد قابل الدكتور العائد للتو جمال الزبدة،

فالبروفيسور، لم يقدم مساهمة ضخمة لتطوير القدرات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية فحسب، بل حمل قناعته الشخصية لعائلته ولابنه البكر خصوصا ولطلابه النجباء ليسيروا على طريقه، ويكملوا مشواره، والدكتور، لم يكن قائدًا كبيرا في الجناح العسكري أو وحدة التصنيع فقط، بل كان أستاذًا جامعيًا محبوبا وأبًا حنونًا لمئات الشباب ممن تخرج على يديه،

ولو تقرأ الكلمات التي قيلت في نعيه من طلابه لترى أن فلسطين ليست وحدها التي فقدت هذا الصرح الكبير بل العالم الإسلامي، كل العالم الإسلامي، كنت شاهدًا على فترة يسأل فيها المدرسون الفلسطينيون طلابهم المتفوقين، ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر، فيرد الطلاب المتفوقون مهندس كهربائي كما يحيى عياش، كثير من أبناء الجيل الجديد بات يربي أبناءه أن يصبح “مهندسًا مطورًا” كما البروفيسور المُلهم جمال الزبدة…!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى