الاتحاد الاشتراكي في وجدة يدق ناقوس الخطر: “مدينتنا تتدهور وسط صراعات المجلس الجماعي”

وجدة، 30 ماي 2025
في أجواء مشحونة بالمسؤولية والنقاش الحيوي، عقد المجلس الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعمالة وجدة-أنجاد دورته العادية بقاعات فندق “أسلي كولف“، ليصدر بيانًا قويًا يعكس هموم المدينة والإقليم، ويسلط الضوء على تحديات وطنية ومحلية ملحة.
الاجتماع، الذي ترأسه الحبيب السهلي وشهد مداخلات قيادية بارزة من عمر أعنان وغنية العايدي وسعيد الملحاوي وعبد السلام موساوي، كشف عن رؤية نقدية حادة للوضع الراهن، مع التزام متجدد بالنضال من أجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية.

على المستوى الوطني: إشادة وتعبئة
أثنى المجلس على الأداء المتميز للفريق البرلماني الاشتراكي، بقيادة النائب عمر أعنان، في التصدي لاختلالات الحكومة من خلال ملف “ملتمس الرقابة“، الذي وُصف بـ”مبادرة اتحادية أصيلة” تهدف إلى مساءلة “حكومة الهيمنة والتغوّل“.
ورفض البيان بشدة محاولات بعض الأطراف “السطو” على هذه المبادرة أو تحريفها، داعيًا إلى تحويلها إلى حركة شعبية تُشرك المواطنين في مواجهة التراجعات الاجتماعية والمؤسساتية. كما دعا المجلس إلى تعبئة شاملة لإنجاح المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، المقرر في أكتوبر 2025، ليكون محطة لتجديد الفكر وإعادة بناء الأمل الجماعي.
وجدة على المحك: “وضع كارثي”
على المستوى المحلي، وجه المجلس انتقادات لاذعة لتسيير المجلس الجماعي لوجدة، واصفًا إياه بـ”الكارثي” بسبب صراعات داخلية بين أغلبية “هجينة متناحرة” تقودها قيادات متصارعة. واتهم البيان الأغلبية بالاستخفاف بالمسؤولية، والتفريط في مصالح الساكنة من خلال التركيز على “التعطيل والمغانم“، وعرقلة برنامج “تدارك الخصاص” الذي أطلقته الولاية بميزانية 1.5 مليار درهم.
وأبرز البيان تدهور البنية التحتية، حيث باتت الطرقات “عيبًا وعارًا“، والإنارة العمومية شبه معدومة، والنقل الحضري في أزمة حادة مع حافلات عتيقة ومعطلة. كما حذر من تفاقم بطالة الشباب، التي تجاوزت 30% رسميًا، واتساع رقعة الفقر والفوارق المجالية، مما أدى إلى تزايد مظاهر التشرد، التسول، والجريمة، وصولاً إلى “انعدام الإحساس بالأمن“.
ولم يغفل البيان قضايا مثل الكلاب الضالة، التي تتسبب بحوالي 300 حالة عض شهريًا، ومشاكل مواقف السيارات والنفايات وسوء تدبير الأسواق.
دور الحزب: رقابة ومبادرات
لم يكتفِ الحزب بالانتقاد، بل قدم مقترحات عملية عبر “ملتمس شامل” للوالي، شمل تحسين البنية التحتية، فرص العمل، والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.
كما سجل حضورًا ميدانيًا قويًا من خلال أنشطة الشبيبة الاتحادية، مثل تنظيم مائدة مستديرة حول مشاركة الشباب، ودوري رياضي، وإفطار جماعي، إلى جانب الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وفي المجلس الجماعي، أظهر الحزب، كفريق معارض، التزامًا بالتصويت على أكثر من 80 مقررًا يخدم المدينة، مع مراقبة مستمرة لملفات مثل النقل والمقابر وأسواق القرب.
نحو مستقبل أفضل
ختم المجلس أشغاله بتجديد العهد بالنضال من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، مؤكدًا تمسكه بثوابت الحزب.
ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لعام 2026، يبدو الاتحاد الاشتراكي مصممًا على تحويل تحديات وجدة إلى فرص للتغيير، عبر تعبئة شعبية ومؤسساتية، لاستعادة الأمل في مدينة تعاني من إهمال وصراعات داخلية.
هل ستكون وجدة نموذجًا للتغيير الديمقراطي؟ الحزب يراهن على ذلك، والساكنة تنتظر النتائج.