الأميرة للا أسماء تفتتح المؤتمر الإفريقي الأول لزراعة قوقعة الأذن للأطفال بالرباط

الرباط – 12 دجنبر 2025 (وكالة المغرب العربي للأنباء – GiL24) –
ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، اليوم الجمعة، حفل افتتاح المؤتمر الإفريقي الأول لزراعة قوقعة الأذن للأطفال، الذي انعقد في جامعة محمد السادس للعلوم والصحة بالرباط. يُعتبر هذا الحدث خطوة هامة نحو إنشاء قطب إفريقي متخصص في علاج الصمم لدى الأطفال، مما يعكس التزام المغرب بتعزيز التعاون الجنوبي-جنوبي في مجالات الصحة والتنمية البشرية.
يأتي المؤتمر في سياق الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يركز على تعزيز التضامن الإفريقي الملموس والإنساني، بهدف دعم تنمية الشعوب الإفريقية. ويجمع الحدث خبراء من القارات الخمس، بما في ذلك أطباء، باحثين، مهندسين، ومتخصصين في تقويم النطق، لمناقشة الابتكارات في علاج ضعف السمع لدى الأطفال وتبادل الخبرات.
ولدى وصولها إلى مقر الجامعة، استعرضت الأميرة للا أسماء تشكيلة من القوات المساعدة، قبل أن يتقدم للسلام عليها كبار المسؤولين، من بينهم وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين الميداوي، وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نعيمة بن يحيى. كما حضر والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة محمد اليعقوبي، والمنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية محمد دردوري، إلى جانب رؤساء المجالس المحلية والمسؤولين عن المؤسسات الشريكة.
خلال الزيارة، توجهت صاحبة السمو الملكي إلى جناح مؤسسة للا أسماء، الذي يعرض الأنشطة والمبادرات التي نفذتها المؤسسة على مدى سنوات لدعم إدماج الأطفال الصم وضعاف السمع في المجتمع، من خلال التمدرس والتكوين.
في مستهل الحفل، ألقى المدير المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، يونس بجيجو، كلمة نيابة عن الرئيس المدير العام البروفيسور لحسن بليماني، مشيداً بحضور الأميرة للا أسماء الذي يضفي على المؤتمر بعداً استراتيجياً ومعنوياً. وقال: “يبرز هذا الحضور التزام المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالإدماج الاجتماعي والتنمية البشرية”. وأكد أن جهود الأميرة جعلت من علاج الصمم لدى الأطفال أولوية في مجال التضامن الإفريقي، مما ساعد عشرات الآلاف من الأطفال على استعادة حاسة السمع واندماجهم في الحياة الاجتماعية.
من جانبه، أبرز الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، كريم الصقلي، في كلمته أن المؤتمر يحول العلم إلى “أداة خيرة” لمكافحة الصمت الذي يعاني منه الأطفال الصم. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس للصحة والتعليم، سواء داخل المغرب أو في إطار التضامن الإفريقي. وذكر الصقلي بالإنجازات البارزة للمؤسسة، مثل برنامجي “نسمع” و”متحدون، نسمع بشكل أفضل”، حيث خضع 850 طفلاً لزراعة قوقعة الأذن في المغرب، و341 آخرين خارج البلاد، مع اعتراف 21 دولة بالخبرة المغربية.
شهد الحفل توقيع اتفاقيتين هامتين تحت إشراف الأميرة للا أسماء. الأولى بين مؤسسة للا أسماء ومؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، تهدف إلى تعزيز التعاون في البحث والابتكار المتعلق بصمم الأطفال، من خلال مشاريع مشتركة في التعليم والتكنولوجيات السمعية. وقعها كريم الصقلي ويونس بجيجو.
أما الثانية، فتربط بين مؤسسة للا أسماء والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، وتمثل خطوة نحو تحقيق المساواة في الوصول إلى خدمات علاج السمع. وقعها الصقلي ولحسن الغدير، مدير الصندوق بالنيابة، وسيتيح للمستفيدين من الصندوق وأسرهم الاستفادة من التكفل الكامل بزراعة قوقعة الأذن.
كما سلمت الأميرة جائزة “صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء للبحث العلمي” للدكتورة غيثة مشيع، عن مشروعها في تطوير تطبيق جوال تفاعلي بالدارجة المغربية لتدريب الأطفال على السمع بعد الزراعة. تهدف الجائزة إلى تشجيع البحوث التطبيقية التي تحدث تغييراً ملموساً في حياة الأطفال الصم.
اختتمت الأميرة الحفل بزيارة أروقة الفاعلين في تكنولوجيا السمع، مما يعزز من دور المؤتمر في إرساء تعاون علمي غير مسبوق. يُتوقع أن يدشن هذا الحدث دينامية جديدة للابتكار والمشاركة، مساهماً في مستقبل أفضل لإفريقيا في مجال الصحة السمعية للأطفال.









