افتتاحية “جيل” كتبها المصطفى العياش

جيل… كانت هنا قبل أن يُولد “جيل Z”

في زمنٍ تتبدّل فيه المفاهيم وتتشابك الأسماء، تبقى بعض العناوين شاهدة على لحظات وُلدت فيها الفكرة قبل الموجة.
هكذا هي “جيل” — جريدة مغربية وُجدت قبل أن يصبح “الجيل” وسمًا أو تصنيفًا اجتماعيًا، وقبل أن تُنسب الحروف إلى الأجيال.

“جيل” لم تولد من رحم “جيل Z”، بل من رحم الصحافة الحرة، المهنية، الوطنية.
انطلقت برؤية شبابية تؤمن بأن الكتابة ليست مجرد سردٍ للوقائع، بل مسؤولية في صناعة الوعي، وأن الإعلام حين يكون منفتحًا ومسؤولًا، يمكنه أن يبني الجسور بين الأجيال لا أن يفصل بينها.

واليوم، ونحن نتابع التحولات المتسارعة التي يعيشها المغرب والعالم، نجد أن اسم “جيل” يكتسب دلالات جديدة، ويلتقي مجددًا مع روح الشباب الذين سمّوا أنفسهم “جيل Z”.
غير أن الفارق الجوهري بين الاسمَين، هو أن جريدة “جيل” لم تركب الموجة، بل كانت الحاضرة قبل أن تبدأ الموجة، تحمل في مضمونها ما يبحث عنه هذا الجيل اليوم:
الصدق، الجرأة، والقدرة على مساءلة الواقع دون أن تفقد الانتماء.

في “جيل”، نكتب بضميرٍ وطنيٍّ صادق، نُحلّل الأحداث بعينٍ ناقدة، ونمنح الكلمة لمن يستحقها.
نؤمن بأن الصحافة لا تساير الرياح، بل تصنع الاتجاه.
ولهذا كانت “جيل” ولا تزال منبرًا يُعبّر عن وعي مغربي متجدّد، لا عن شعارٍ عابر.

إننا لا نكتب من أجل أن نُرضي أحدًا، بل من أجل أن نفهم، ونُفكّر، ونُسهم في النقاش العام بعقلٍ مفتوح وإحساسٍ بالمسؤولية.
فجيل اليوم، أيًّا كان اسمه، يستحق أن يجد صحافة تشبهه في الصدق والكرامة والطموح.

ولهذا نقول بكل اعتزاز:
“جيل” لم تولد من الموجة… بل كانت الموجة الأولى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!