استنكار سلوك غير مسؤول من سفارة المملكة المغربية بجنوب إفريقيا

ببالغ الأسى والاستياء، ترفع “التنسيقية الديمقراطية للشتات المغربي” صوتها عاليًا لتستنكر السلوك غير المسؤول الذي تنتهجه البعثة الدبلوماسية المغربية في جمهورية جنوب إفريقيا، ممثلة في سفارة المملكة وقنصليتها ببريتوريا، في تعاملها مع أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد. هذا السلوك، الذي يتسم بالتجاهل والزبونية والاستعلاء، يمس بحقوق مواطنين مغاربة يطالبون فقط بما يكفله لهم دستور المملكة المغربية من خدمات أساسية، كاستخراج الوثائق الإدارية وجوازات السفر في ظروف تراعي أوضاعهم المعيشية الهشة والبعد الجغرافي الكبير الذي يفصلهم عن مقر السفارة، والذي قد يتجاوز 1500 كيلومتر في بعض الحالات.

إن هذا الإهمال الصارخ لا يقتصر على سوء المعاملة الإدارية فحسب، بل يتجاوزه إلى خرق واضح للتوجيهات الملكية السامية التي تحث على تقديم كل أشكال الدعم والتسهيلات لمغاربة العالم. فقد وصل الأمر إلى حد التغاضي عن معاناة إنسانية مؤلمة تتعلق بسجينة مغربية شابة تقبع في سجون جنوب إفريقيا، حيث تُركت دون مساعدة، بل وتم رفض طلبها لتسوية وضعية طفلها المولود في السجن لتمكينه من التسجيل في المدرسة الابتدائية. ومع كل الجهود المشكورة التي بذلها السيد عبد السلام حبيب الله، رئيس “الجمعية المغربية بجنوب إفريقيا”، لإيجاد حل لهذه المأساة، لم تجد هذه المبادرات سوى الصد واللامبالاة من قبل المسؤولين الدبلوماسيين.

وتحمل “التنسيقية الديمقراطية للشتات المغربي” مسؤولية هذه الانتهاكات لكل من القائم بالأعمال السيد محمد السعداوي والقنصل السيد أحمد الكراب، اللذين يديران البعثة الدبلوماسية بعقلية تفتقر إلى الاحترام والتقدير لمواطنيهم. كما توجه التنسيقية سهام النقد إلى “مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية” بوزارة الشؤون الخارجية، التي تبدو غائبة تمامًا عن قضايا مغاربة العالم، خاصة بعد إلغاء الوزارة المكلفة بهم وتجميد مصالحها. ولا يقل سوءًا أداء “مجلس الجالية المغربية بالخارج”، الذي ينشغل بأنشطة استعراضية وتنظيم احتفالات باذخة، تاركًا معاناة الجالية المغربية دون حلول فعلية.

وفي هذا السياق، تعلن “التنسيقية الديمقراطية للشتات المغربي” تضامنها الكامل والملتزم مع الجالية المغربية في جنوب إفريقيا، داعية إلى تحرك عاجل من الجهات المسؤولة لتصحيح هذا الوضع المؤسف، وتجدد مطالبتها بتفعيل سياسة القرب والالتزام بالتوجيهات الملكية لضمان كرامة وحقوق مغاربة العالم. إن صمت المسؤولين لن يزيد الجالية إلا إصرارًا على المطالبة بحقوقها المشروعة، فالوطن لا يتجزأ، ومغاربة العالم جزء لا يتجزأ منه.

سكرتارية التنسيقية الديمقراطية للشتات المغربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!