استمرار استنزاف غابة بركين، وتقديم البسطاء أكباش فداء

أعاد نشر بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي تخص تدخل عناصر المياه والغابات التابعة لجماعة بركين (المادريات) خلال الأسبوع المنصرم، أسفر عن حجز بعض وثلاث حمير تعود ملكيتهم لساكنة تقبع في أعالي الجبال يقتات ابناؤها من أعشاب الأرض ومن بعض الفتات المتساقط من صفقات مافيا الذهب الأخضر بهذه الجماعة التي تحولت من أغنى جماعة على الصعيد الوطني إلى افقر جماعة، رغم ما كانت تزخر به من كنز يسمى الغطاء الغابوي والنباتي.
يقع هذا اليوم، مثلما وقع في الأمسين القريب والبعيد، في وقت يحاكم فيه المدير الإقليمي السابق للمياه والغابات ومحاربة التصخر بجرسيف واثنين آخرين بتهم ثقيلة، وفي وقت تقف فيه السلطات المعنية مكتوفة الأيدي، وفي وقت يتم تقديم مواطنين بسطاء أكباش فداء للتغطية على صفقاة أبطالها متخصصين في تهريب خشب الأرز وعشبة إكليل الجبل (الازير) في اواطئ مكشوف من بعض عناصر المياه والغابات التابعة لجماعة بركين وبعض الانتهازيين من المكاتب المسيرة لبعض التعاونيات وللذين باعوا ثروات أجدادهم بدراهم معدودة، عرض لحدهم على أنظار ابتدائية جرسيف بحر الأسبوع المنصرم بتهمة التلاعب في حصص المساهمين.

يتم تهريب خشب الأرز بطرق تحايلية على القانون وبواسطة شاحنات وسيارات الدفع الرباعي، في وقت يتم إيقاف مواطنين بسطاء وحجز حمير بحمولة معيشية مرصودة لتوفير القوت اليومي وعرض الموقوفين على أنظار المحكمة بتقارير مزورة تهدف إلى تضليل الجهات المسؤولة والتغطية على المافيا الحقيقية التي تعم على تجديد وتحديث أسالبها باستمرار، والتي خربت كل ما هو حميل بهذه الجماعة المنكوبة، بركين، في وقت يتساءل فيه متتبعي الشأن الإقليمي عن مصير صفقة (الدرون) التي عقدت بمكتب عامل إقليم جرسيف، والتي خصص،حسب رأيهم، للحد من تخريب الغابة والغطاء النباتي، ووضع حد لنشاط مافيا تهريب الذهب الأخضر.
والحال، إلى متى سيستمر استنزاف ما تبقى من الغطاء الغابوي والنباتي؟ إلى متى سيبقى المجرمون الحقيقيون يصولون وسجولون ويتحكمون ويزيدون من تفقير ساكنة جماعة بركين بإقليم جرسيف ؟ إلى متى سيستمر سكوت السلطات المختصة عما يقع بجبال وهضاب هذه الجماعة المحتاجة قبل أي وقت مضى إلى مداخيل صفقات الغابة للنهوض بالتنمية المنشودة؟ إلى متى سيستمر تقديم المغلوب على أمرهم كأكباش فداء؟