اتحاد المقاولات الصحفية بالصحراء يخلّد اليوم العالمي لحرية الصحافة.. بين المطالب المشروعة واستمرار المضايقات
توثيق استهداف الصحفيين وقطع أرزاقهم.. وتقاعس السلطات في تنظيم المهنة يطغى على الاحتفالية

في وقت تُخلّد فيه دول العالم اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو 2025)، تحت شعار “الصحافة في مواجهة الأزمات”، يأتي احتفال اتحاد المقاولات الصحفية بجهات الصحراء الثلاث مغايراً للسياق العالمي، حيث لا تزال الانتهاكات والمضايقات ضد الصحفيين تشكل العائق الأكبر أمام ممارسة المهنة بحرية، سواء في الميدان أو عبر الفضاء الرقمي.

واقع الصحافة بالأقاليم الجنوبية: بين التضييق والإفلاس
كشف الاتحاد، في بيان له، عن استمرار توثيق حالات الاستهداف وقطع الأرزاق، مع إدانة صريحة لتقاعس السلطات الترابية والأمنية والقضائية في تنظيم المهنة، وعدم الالتزام بمنح البطاقة المهنية للصحفيين أثناء التغطيات الرسمية، مما يحرمهم من الحقوق الأساسية ويُضعف مصداقية العمل الإعلامي.
مطالب عاجلة لإنقاذ المهنة:
استغل الاتحاد المناسبة لرفع جملة من المطالب إلى السلطات الترابية والتشريعية، والوزارة الوصية، والمجلس الوطني للصحافة، أبرزها:
- دعم مالي عادل للمقاولات الصحفية بالصحراء لوقف مسلسل الإفلاس.
- اعتبار الإعلام خدمة عمومية تُعنى بإعلام التنمية وضمان حق المواطن في المعلومة.
- إنصاف أرامل وأبناء الصحفيين الراحلين، بعد تجاهل واليي جهتي العيون وكلميم لحالتين مُوثّقتين.
- محاسبة رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون لتقاعسها عن الإفراج عن اتفاقية دعم المقاولات الصحفية منذ 2024.
- توفير ضمانات دستورية لممارسة المهنة بحرية، وإقرار قضاء مختص بحرية التعبير.
- تمكين الصحفيين من بطاقات القطار لتسهيل تنقلاتهم.
- دعم خطوات وزير الشباب والثقافة محمد مهدي بنسعيد لإنصاف المقاولات الصحفية.
- ربط المسؤولية بالمحاسبة في ملف نهب المال العام، خاصة بإقليم طانطان.
تحليل: لماذا تتعثر حرية الصحافة بالصحراء؟
- غياب الإرادة السياسية: تعامل السلطات مع الملف بشكل انتقائي، خاصة في ظل غياب آليات حماية الصحفيين.
- الأزمة المالية: إقصاء المقاولات الصحفية الجنوبية من الدعم العمومي يُفاقم أزمتها.
- الفساد المحلي: تورط منتخبين في نهب المال العام (مثل حالة طانطان) دون محاسبة يُعمّق أزمة الثقة.
تساؤلات مشروعة:
- هل ستستجيب الحكومة والمجلس الوطني للصحافة لمطالب الاتحاد، أم ستظل حبراً على ورق؟
- لماذا تُهمَّش جهات الصحراء في ملف الدعم الإعلامي، رغم دورها الاستراتيجي في الدفاع عن الوحدة الترابية؟
اليوم العالمي لحرية الصحافة يُذكّر المغرب بأن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق “صحافة حرة”، خاصة في الأقاليم الجنوبية، حيث تتداخل التحديات الاقتصادية مع القمع الممنهج. مطالب الاتحاد تشكل اختباراً حقيقياً لجدية الدولة في حماية الحقوق الدستورية، أم أنها ستظل رهينة الخطابات التجميلية دون فعل ملموس؟