إقصاء بركان من تعيينات الأطباء المتخصصين 2026: غضب السكان يتصاعد أمام “حيف واضح” في توزيع المناصب

صباح الشرق / SABAHACHARK
بركان – 16 أكتوبر 2025
في قرار أثار موجة من الغضب والاستياء بين سكان إقليم بركان، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن توزيع 543 منصبًا ماليًا جديدًا للأطباء المتخصصين برسم سنة 2026 (فوج 2025)، دون تخصيص أي منها للإقليم، رغم الاحتياجات الملحة لمؤسساته الصحية. ووصف الفعاليون المحليون هذا الإقصاء بأنه “غير مبرر”، معتبرين إياه انتهاكًا صارخًا لمبدأ العدالة المجالية الذي تروج له الحكومة.
كشفت وثيقة رسمية حصلت عليها “صباح الشرق” عن توزيع المناصب على مدن وأقاليم مختلفة في المملكة، لكن اسم بركان غاب تمامًا عن اللائحة، مما أثار تساؤلات حول معايير الاختيار المعتمدة داخل الوزارة. ويأتي هذا القرار في وقت يعاني فيه المستشفى الإقليمي الدراق، الرئيسي في الإقليم، من نقص حاد في الأطر الطبية، خاصة في مصلحة المستعجلات التي يديرها خمسة أطباء فقط يعملون بنظام مرهق يصل إلى 12 ساعة متواصلة مقابل 36 ساعة راحة.”
هذا الفراغ الخطير يهدد حياة المواطنين مباشرة”، يقول مصدر من المديرية الإقليمية للصحة ببركان، مشيرًا إلى أن المديرية راسلت الوزارة مرات عديدة للإنقاذ، دون جدوى. ويفتقر المستشفى أيضًا إلى أخصائيين في تخصصات أساسية مثل الأشعة، الإنعاش، والجراحة العامة، مما يجعل الوضع “حالة طوارئ دائمة”، حسب وصف أحد الأطباء الميدانيين.
يزداد الإحباط مع تذكر زيارة الوزير أمين التهراوي إلى جهة الشرق يوم 17 شتنبر 2025، حيث ركزت الجولة على أقاليم الناظور والدريوش فقط. خلالها، أشرف الوزير على مشاريع صحية كبرى وأعلن عن تعزيز الموارد البشرية هناك، بما في ذلك تخصيص مناصب مالية جديدة للمستشفيات والمراكز الصحية. أما بركان، فقد بقي خارج الدائرة، دون أي إشارة إليه أو تخصيص ولو منصب واحد.”
كيف يمكن أن تُعامل الأقاليم الشقيقة بهذا التمييز؟”، يتساءل محمد بن علي، فاعل جمعوي في بركان، مضيفًا: “هذا القرار ظالم ومجحف، ويضرب في صميم مبدأ الإنصاف الذي ترفعه السياسة العمومية”. وانضم إليه النقابيون والجمعويون في وصف الإقصاء بأنه “ضربة للعدالة المجالية”، مطالبين بمراجعة فورية للتوزيع لضمان توزيع عادل للموارد.
يعيش سكان بركان يوميًا معاناة حقيقية بسبب النقص في الخدمات الطبية الأساسية. حالات المستعجلات تتراكم، والمرضى ينتظرون ساعات طويلة للحصول على رعاية، في الوقت الذي يُجبر فيه بعضهم على اللجوء إلى مدن أخرى. “نحن نطالب بإنصاف حقيقي، لا شعارات”، يؤكد أحد السكان الذين تحدثوا إلى “صباح الشرق”.
في ظل هذا التهميش المستمر، يتردد السؤال في أوساط الرأي العام المحلي: إلى متى سيظل إقليم بركان خارج أجندة وزارة الصحة؟ وهل ستتحول وعود الإنصاف إلى واقع ملموس ينهي معاناة السكان مع نقص الخدمات الطبية؟ هذه الأسئلة الملحة تنتظر إجابات عملية، بينما يبقى مستشفى الدراق ومرضاه في انتظار تدخل حاسم يعيد التوازن إلى الجهة الشرقية.