إستبعاد روسيا من كأس العالم لكرة القدم على خلفية النزاع مع أوكرانيا

ومع – جيل24
استبعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) روسيا من منافسات كأس العالم للعبة، اليوم الاثنين، مع إعلان إيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها “حتى إشعار آخر”، وذلك على خلفية النزاع الروسي- الأوكراني.
ولن يتمكن المنتخب الروسي بالتالي من خوض الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، كما لن يتمكن منتخب السيدات من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنجلترا في يوليوز المقبل.
وتم أيضا إستبعاد نادي سبارتاك موسكو، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات الأوروبية، وتحديدا من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
وجاء في بيان مشترك مع الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) “كرة القدم هنا متضامنة ومساندة كليا لجميع الأشخاص المصابين في أوكرانيا. يأمل الرئيسان (لفيفا وويفا) في أن يتحسن الوضع في أوكرانيا بطريقة جدية وسريعة من أجل أن تكون كرة القدم مجددا عامل وحدة وسلام بين الشعوب”.
وحذا الاتحادان الدولي والأوروبي بالتالي حذو اللجنة الأولمبية الدولية التي أوصت لجنتها التنفيذية بحظر مشاركة الروس والبيلاروس في المسابقات الرياضية بعد النزاع الروسي- الأوكراني.
وقالت اللجنة الاولمبية الدولية في بيان “من أجل حماية نزاهة المسابقات الرياضية العالمية ومن أجل سلامة جميع المشاركين، توصي اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الرياضية الدولية ومنظمي الأحداث الرياضية بعدم دعوة أو السماح بمشاركة الرياضيين والمسؤولين الروس والبيلاروس في المسابقات الدولية”.
ويبدو أن منتخب بولندا هو المستفيد الأكبر من استبعاد منافسه الروسي، كونه في هذه الحالة ضمن تأهله مباشرة لمواجهة الفائز من مباراة منتخبي السويد والتشيك، ضمن المسار الثاني للملحق الأوروبي المؤهل لمونديال قطر 2022.
على أن يلعب الفائز من مواجهة منتخبي روسيا وبولندا، على أرضه في الـ29 من الشهر ذاته، مع الفائز من مباراة السويد والتشيك، لخطف بطاقة المشاركة في مونديال قطر.
وتعززت حظوظ منتخب بولندا، بذلك لأنه علاوة على تفادي مواجهة نظيره الروسي، فهو سيستفيد من سلاح اللعب على أرضه ضد الفائز من مباراة المنتخب السويدي وضيفه التشيكي.
واقتصر مطلب الجانب البولندي في البداية فقط على توضيح من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بشأن مباراته أمام روسيا في موسكو، وعن إمكانية توفير الظروف الملائمة للاعبين للاستعداد وخوض المباراة في ظل الوضع السياسي المتوتر بين روسيا وأوكرانيا، أو بنقل المباراة إلى أرض محايدة.
فقد صرح وزير الرياضة والسياحة البولندي كاميل بورتنيتشوك لإذاعة محلية يوم الثلاثاء الماضي، بأن الاتحاد البولندي لكرة القدم سيطالب نظيره الأوروبي بنقل مباراة بولندا ومضيفتها روسيا لأرض محايدة.
وقال بورتنيتشوك للإذاعة رقم 24 في بولندا، إنه لا ينبغي أن نسافر إلى روسيا في ظل التوتر الحالي بين روسيا وأوكرانيا على حد وصفه.
وأضاف: “سنحاول لعب هذه المباراة على ملعب محايد على الأقل”.
في المقابل، طلب الاتحاد البولندي لكرة القدم في بيان رسمي توضيحا من “الفيفا” بشأن المباراة وعن إمكانية توفير الظروف الملائمة للاعبين للاستعداد وخوض المباريات في ظل الوضع السياسي المتوتر بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة للتصعيد المحتمل وبدء نزاع مسلح بحسب ما جاء في البيان.
ولكن الاتحاد البولندي لكرة القدم عاد، يوم السبت الماضي، وأعلن رفضه خوض مباراة منتخبه أمام مضيفه الروسي، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022.
وكتب سيزاري كوليشا، رئيس الاتحاد البولندي لكرة القدم عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”: “لا مزيد من الكلمات، حان وقت العمل! بسبب تصاعد عدوان روسيا على أوكرانيا، لا ينوي المنتخب البولندي خوض مباراته الفاصلة ضد روسيا”.
وأضاف كوليشا: “هذا هو القرار الصحيح الوحيد. نحن نجري محادثات مع الاتحادات الوطنية المختلفة، لتقديم موقف مشترك للاتحاد الدولي لكرة القدم”.
كما أعلن الاتحاد السويدي لكرة القدم في بيان رسمي اليوم السبت عدم خوض المنتخب السويدي مباراة “محتملة” ضد نظيره الروسي، ضمن الملحق الأوروبي المؤهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم بكرة القدم “قطر 2022”.
وقال الاتحاد السويدي في بيانه أنه يرفض مواجهة المنتخب الروسي في شهر مارس، بغض النظر عن مكان إقامة المباراة اعتراضا على العملية العسكرية التي تقوم بها روسيا لحماية دونباس.
وبدوره أعلن المنتخب التشيكي رفضه خوض مواجهة “محتملة” أمام منتخب روسيا بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وبموجب لوائح تصفيات كأس العالم 2022، فإن أي اتحاد كرة قدم “يرفض المشاركة في التصفيات بمجرد بدئها سيتم تغريمه 40 ألف فرنك سويسري على الأقل”.
وتقول قواعد “الفيفا” أيضا، إنه اعتمادا على الظروف التي تم بموجبها اتخاذ قرار عدم إجراء أو إلغاء أي مباراة في تصفيات كأس العالم 2022، يحق للجنة الانضباط في “الفيفا”، بالإضافة إلى الغرامة، تطبيق عقوبات أخرى، بما في ذلك استبعاد المنتخب المنسحب من المشاركة في بطولات “الفيفا” اللاحقة.
وتؤكد لوائح “الفيفا” على أنه إذا لم تجر أي مباراة أو ألغيت بسبب عامل “القوة القاهرة”، فقد تطلب اللجنة التأديبية في مثل هذه الحالات إعادة المواجهة.
وربما جاء قرار الاتحادين الدولي “فيفا” والأوروبي “يويفا” لإنقاذ مونديال قطر من التأجيل أو الإلغاء.