ألغاز جريمة مقتل الطفل عدنان …البوليس دارو بلاغ والقضية فيها القتل العمد وهتك عرض قاصر

رشيد كداح

لا تبكي طنجة وحدها فلذة كبدها الطفل عدنان، بل كل المغرب يبكيه، فقد أصيب المواطنون بصدمة حقيقية، بعدما كشف بلاغ للأمن الوطني عن تفاصيل ما تعرض له الطفل من استدراج و هتك عرض وقتل عمد و تقطيع جثة ودفن.

و احتلت صور الطفل عدنان مواقع التواصل الاجتماعي، مرفوقة بتعليقات كلها حسرة وألم على ما تعرض له ، داعية له بالرحمة و لوالديه بالصبر.

و ساءلت التعليقات منظومة التربية والقيم التي تسرب لها الصدأ، و تعاني من عدة اختلالات على مستوى الأسرة والمدرسة والفضاء العام. و طالبت التدوينات بالإعدام للقاتل، و هاجمت كل الذين يدعون إلى إلغاء هذه العقوبة.

في تفاصيل فاجعة مقتل الطفل عدنان لا تزال العديد من الألغاز بدأت تجد طريقها إلى الحل.

فيبدو أن المجرم كان على معرفة مسبقة بالطفل، وأنه دأب، ربما، على التردد على بيته، لكن المشتبه به، قرر التخلص منه بعد أن اغتصبه.

يوم الاثنين 7 شتنبر غادر الطفل عدنان منزل عائلته في اتجاه الصيدلية من أجل إحضار دواء.

كانت الساعة تشير إلى حوالي الرابعة إلى الربع، وعاد إلى البيت ليسلم الدواء لوالدته، ويغادر المنزل الذي يقع بحي مارتيل من جديد، حيث وضع هاتفه و المفاتيح بدكان والده الذي يوجد الطابق الأرضي للمنزل. ورافق قاتله، وهو يضع كمامة بينما “القاتل” كما يظهر في الصورة، التي رصدتها الكاميرا، لا يضع كمامة، حيث سار بجنبه الطفل عدنان، إلى حيث يكتري معه أصدقائه في بيت تفصله عن منزل الضحية ثلاثة زقاق.

تخمينات الأبحاث تسير في اتجاه أن المشتبه به اغتصب الطفل عدنان في حدوث الرابعة والنصف، وقتله في بعد نصف ساعة، لأسباب سيكشف عنها التحقيق، تم شرع يخطط لتخلص من الجثة، قبل أن يدفنه في حفرة في حديقة بطريق الرباط في نفس اليوم.

المتهم، ظهر عليه ارتباك كبير بعد هذه الجريمة، خاصة بعد نشر صورة التقطتها الكاميرا في مواقع التواصل الاجتماعي، فعمد إلى حلق رأسه ولحيته، كما قام ببعث رسالة نصية لوالد عدنان، يخبره فيها أن ابنه لا يزال حيا وأنه يطالب بفدية، وذلك من باب طمأنته.

و رغم أن ثلاثة من الذين يقطنون معه في نفس البيت لاحظوا الارتباك الذي ظهر عليه، و شاهدوا صورته في الفايسبوك، فإنهم لم يعمدوا إلى تبليغ المصالح الأمنية، وفق ما يمليه الواجب والضمير.

من جهته قرر الوكيل العام للملك وضع  ثلاثة أشخاص يكترون مع المتهم باستدراج وهتك عرض وقتل ودفع الطفل عدنان تحت الحراسة النظرية للاشتباه في تورطهم في جريمة عدم التبليغ عن جريمة، خاصة أنهم يكترون معه في نفس البيت، وشاهدوا صور الجاني على “فايسبوك”، ولاحظوا كيف تغيرت طباعه حيث عمد إلى حلق شعر لحيته ورأسه، وظهر ارتباك على سلوكه.

وتشير المعطيات الأولية للبحث إلى أن المشتبه فيه أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بالحي السكني نفسه، وقام بتعريضه لاعتداء جنسي متبوع بجناية القتل العمد في اليوم نفسه، ثم عمد مباشرة إلى دفن الجثة بمحيط سكنه بمنطقة مدارية.

ويبلغ المتهم باستدراج و هتك عرض و قتل الطفل عدنان من العمر 24 و يعمل بوحدة صناعية بطنجة، و يقطن مع ثلاثة من اصدقائه في شقة. و ينحدر المتهم من مدينة القصر الكبير..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى