مصطفى الفن: استيراد النفط الروسي… حين يصبح السؤال أهم من الجواب

السؤال المدون، في هذه الوثيقة “النادرة” المرفقة بهذه التدوينة، هو ليس سؤالا كتابيا “روتينيا” طرحه برلماني على وزيرة للمالية..

وأفتح هنا قوسا لأقول أيضا إن لدينا وزيرة للمالية لكنها لا تهش ولا تنش، ولا تضر ولا تنفع، وربما وجودها كعدمها..

شخصيا لا أعرف ماذا تفعل وزيرة بلا بصمة على رأس وزارة هي عصب حياة الوطن كله؟

أغلق هذا القوس وأعود من حيث ابتدأت لأقول أيضا إن هذا السؤال الكتابي الذي طرحه هذا البرلماني هو ربما بمثابة “سؤال القرن”..

صحيح أني أبالغ هنا..

لكن دعونا نبالغ كثيرا لعلنا نقترب قليلا من “عش الدبابير” المسؤولة عن “مأساتنا الجماعية”..

ورأيي أن المضاربة والتلاعب في فواتير استيراد “النفط الروسي” الرخيص هو أشبه باللعب بالنار خاصة أن مسلسل هذه المضاربة والتلاعب يجري ربما ب”تواطؤ” و”رعاية” بعض كبار الفاعلين في قطاع المحروقات..

يقع كل هذا في ظرفية صعبة عنوانها العريض هو ارتفاع أسعار “المازوط” وهو غلاء المعيشة في بلد يعاني من الندرة ومن الخصاص في كل شيء..

والواقع أننا لم نعتد على طرح مثل هذه الأسئلة من طرف ممثلي الأمة داخل قبة البرلمان في مثل هذه القضايا ذات الحساسية الخاصة..

وهذا الذي وقع ليس لأن هذه القضايا لها حساسية خاصة فقط.. ولكن أيضا لأن طرح السؤال في قضايا لها صلة بمفاصل وبؤر “الاحتكار” هو أهم من الجواب نفسه..

لكن نحن في السياسة..

وفي السياسة ينبغي ألا نضع بيض “حسن النية” كله في سلة واحدة..

بل لا بد أن نستحضر بعض “سوء النية” لأن الذي طرح هذا “السؤال الكتابي” أو بالأحرى “سؤال القرن” لا يكتب ولا يقرأ بالمعني السياسي وهو نفسه لا يخرج من حزب إلا ليدخل لآخر ولا يخرج من منطقة رمادية إلا ليدخل في أخرى..

وأنا قد أزعم أيضا أن خلفيات طرح مثل هذا السؤال لا علاقة لها ربما بوجود “رؤية” أو بوجود “مشروع” بأفق يرمي إلى تخليق الحياة العامة..

أستبعد ذلك..

والراجح عندي أن هذا السؤال له “مهندس” هو الذي يتحكم في آلة “الريموت كونطرول” عن بعد.. وهو الذي يريد أن  يعيد ربما “سيناريوها” سابقا مع الوزيرة الحالية للمالية…

مصطفى الفن: استيراد النفط الروسي… حين يصبح السؤال أهم من الجواب插图

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى