ماكرون : الحاجة إلى تحرك فرنسي وأوروبي في مواجهة عالم متزايد الخطورة وعدم اليقين

الرئيس الفرنسي ماكرون يظهر لأول مرة في خطاب عاجل "مهدداً الأمريكيين" ومحذراً القارة الأوروبية من التهديد الروسي.. تفعيل الدفاع النووي الفرنسي

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم الأربعاء، أنه قرر بدء مناقشة استخدام الأسلحة النووية الفرنسية لتشكيل مظلة نوية لحماية الاتحاد الأوروبي بأكمله. واليكم أهم النقاط التي تطرق اليها الخطاب :

تدهور النظام العالمي وتزايد التهديدات:

تشكل الحرب في أوكرانيا محور الاهتمام، نظرا لعواقبها الدراماتيكية ومشاركة القوى الخارجية.
“إنني أعلم أنك تشعر بقلق مشروع بشأن الأحداث التاريخية الحالية التي تعطل النظام العالمي”.
لا يزال التهديد الإرهابي قائما، والرخاء والأمن معرضان للخطر…. “وبشكل عام، أصبحت رخاءنا وأمننا أكثر غموضاً. ولا بد من القول إننا ندخل عصراً جديداً”.

وقال ماكرون في خطاب موجه إلى الشعب الفرنسي، تم بثه على موقع قصر الإليزيه: “قررت بدء نقاش استراتيجي حول حماية حلفائنا في القارة الأوروبية بأسلحتنا النووية. ولكن مهما حدث، فإن القرار (باستخدامها) سيظل دائما بيد رئيس الجمهورية.”

العدوان الروسي وتداعياته:

يتم تقديم روسيا باعتبارها تهديدًا مباشرًا لفرنسا وأوروبا، ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضًا من خلال الإجراءات الهجينة (التلاعب بالانتخابات، والهجمات الإلكترونية، والتضليل).

وأضاف أن “روسيا أصبحت تشكل تهديدا لفرنسا وأوروبا ككل”، مشيرا إلى أنه في رأيه فإن “موسكو تشكل تهديدا في الجو وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي الفضاء الإلكتروني”…. “أصبحت روسيا، كما أتحدث إليكم ولسنوات قادمة، تهديدًا لفرنسا وأوروبا”

كما سلط الضوء على زيادة الإنفاق العسكري الروسي وإعادة تسليحه : “وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا إعادة تسليح نفسها، حيث تنفق أكثر من 40% من ميزانيتها لهذا الغرض”.

دعم أوكرانيا والسعي إلى تحقيق السلام الدائم:

وتم التأكيد على أهمية دعم أوكرانيا من أجل حريتها ومن أجل أمن أوروبا.حيث قال “يجب علينا أن نستمر في مساعدة الأوكرانيين على المقاومة حتى يتمكنوا من التفاوض مع روسيا على السلام لأنفسهم ولنا جميعا”.
الحاجة إلى ضمانات قوية للسلام، والتعلم من إخفاقات الماضي (مينسك)… كما طرح فكرة نشر قوات أوروبية بعد التوصل إلى اتفاق سلام لضمان احترامه.

وأشار ماكرون إلى “ضرورة توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا في المستقبل، لأنه لا يمكنه الوثوق بكلمة روسيا”، وأكد أنه يهدف إلى “تحقيق ذلك من خلال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، والتي لن تذهب للقتال على خط الجبهة، بل ستكون مسؤولة عن مراقبة تنفيذ اتفاقية السلام بعد توقيعها”.

تعزيز الدفاع الأوروبي:

يجب أن تكون أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل أفضل وردع أي عدوان، مهما كان تطور الوضع في أوكرانيا والتدخل الأمريكي. حيث قال “سواء تم تحقيق السلام في أوكرانيا بسرعة أم لا، يتعين على الدول الأوروبية، في ضوء التهديد الروسي الذي وصفته لكم للتو، أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل أفضل وردع أي عدوان جديد”.
واشار الى أن أهمية حلف شمال الأطلسي والشراكة مع الولايات المتحدة أمر معترف به، ولكن يتعين على أوروبا أن تعمل على تعزيز استقلالها في المسائل الدفاعية، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ قرارات مهمة في بروكسل لزيادة الإنفاق العسكري وتمويل عمليات شراء وإنتاج الأسلحة الأوروبية.

فرنسا دولة قوية ومستقلة:

تتمتع فرنسا بجيش فعال وقوة ردع نووية، تلعب دورا في الحفاظ على السلام في أوروبا.
ومن المقترح افتتاح نقاش استراتيجي بشأن حماية الحلفاء الأوروبيين بواسطة الردع الفرنسي.
إن الاستقلال الاقتصادي والتكنولوجي والصناعي والمالي أمر ضروري.

التحديات الاقتصادية وضرورة الإصلاحات:

يتم أخذ التهديد بفرض رسوم جمركية أمريكية على المنتجات الأوروبية على محمل الجد، ويتم النظر في الرد… مصرحا أن “الإصلاحات والاختيارات الشجاعة ضرورية لتكييف السياسات العامة مع السياق الجديد”. كما شدد على ان “حلول الأمس لن تكون كافية لمواجهة تحديات الغد”.

ماكرون يُحذر: “الصلب والألمنيوم الأميركي في مرمى الرسوم الأوروبية”: الرئيس الفرنسي يصف الرسوم الأميركية بأنها “غير مفهومة” ويتوعد برد أوروبي إذا مضت واشنطن في قرارها ضدهم.

دعوة للوحدة والالتزام:

ومن الضروري ألا نستسلم للمبالغة في “شن الحرب” ولا للانهزامية. والدعوة موجهة إلى وحدة الأمة والتزام الجميع لمواجهة التحديات والدفاع عن قيم فرنسا… وفي محاولة لتجييش الرأي العام الفرنسي ختم قائلا “لذلك الوطن يحتاج إليكم وإلى التزامكم”.

خاتمة :

ودعا الخطاب إلى الوعي بالمخاطر والتحرك الحازم للدفاع عن مصالح وقيم فرنسا وأوروبا. وأكد على الحاجة إلى أوروبا أقوى وأكثر استقلالية وقادرة على مواجهة تحديات العالم اليوم.

في علاقة بالموضوع :

الجدير ذكره أن في مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتفصيل أن موسكو لن تهاجم دول حلف شمال الأطلسي، مؤكدا أنه ليس هناك معنى في هذا.

وأشار رئيس الدولة إلى أن السياسيين الغربيين يرهبون شعوبهم بانتظام بتهديد روسي وهمي من أجل صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية، لكن الأشخاص الأذكياء، كما أكد الرئيس، يدركون جيدا أن هذا الأمر مزيف.

نائب رئيس مجلس الأمن مدفيديف ردا على تصريحات ماكرون بشأن التهديد الروسي لأوروبا: “ماكرون نفسه لا يُشكل تهديدا كبيرا وبحلول مايو2027سيختفي. ولن يفتقده أحد”

اما المتحدثةباسم الخارجيةالروسيةزاخاروفا فقالت: “لماذا يأتي السفير الفرنسي إلى موسكو في ظل تصريحات ماكرون حول ضرورة “خضاع روسيا”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى