سابقة تاريخية: “الجنائية الدولية” تصدر مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
أصدرت “المحكمة الجنائية الدولية” مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن المحكمة رفضت الالتماسات التي قدمتها إسرائيل في وقت سابق بهذا الخصوص وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع غالانت الذي أقاله نتنياهو من منصبه مؤخرا.
الجدير بالذكر أن مذكرات الاعتقال أصدرتها المحكمة في لاهاي وتتعلق بجرائم ضد الإنسانية وبجرائم حرب.
كما تعتبر مذكرات الاعتقال التي تصدر عن المحكمة الجنائية الدولية مُلزمة لما يزيد على 100 دولة، وهناك عدد كبير منها يقيم علاقات مع إسرائيل.
وتشمل الجرائم المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت “استخدام التجويع كسلاح حرب” و”القتل والاضطهاد” و”الأعمال اللاإنسانية”.
وهذا يعني أن نتنياهو وغالانت لن يتمكنا من الآن فصاعدا من زيارة الدول الـ120 الموقعة على “معاهدة روما” التي تستند إليها المحكمة في تنفيذ قراراتها.
وتأتي هذه المذكرات بعد طلب مدعي عام محكمة الجنايات الدولية كريم خان أواسط سبتمبر الماضي بتسريع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وحينها أوضح خان أنه تعرض لضغوط من بعض قادة العالم من أجل عدم إصدار مذكرة اعتقال.
وأضاف: “أخبرني كثير من القادة وغيرهم، ونصحوني وحذروني”.
الجدير بالذكر أن في شهر مايو الماضي، أعلن خان طلبه من “الجنائية الدولية” إصدار مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت، على خلفية عدة اتهامات، بينها ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وذكرت الإحصائيات الرسمية في قطاع غزة أن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع بلغت 44095 قتيلا منذ 7 أكتوبر 2023، بعد مقتل 110 فلسطينيين بالقصف الإسرائيلي لمناطق متفرقة في القطاع منذ أمس وحتى وقت سابق من اليوم الخميس.
من جهة اسرائيل دان كبار قادتها بأشد العبارات مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
ووصف القادة في إسرائيل، مذكرات المحكمة الجنائية الدولية بأنها مكافأة للمنظمات المسلحة ونموذج لمعادة السامية ومنهم من طالب بالرد عليها عبر فرض السيادة على الضفة الغربية.
- يائير لابيد
عبّر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عن إدانته لتلك القرارات وقال: “أدين قرار المحكمة في لاهاي، إسرائيل تدافع عن حياتها ضد المنظمات المسلحة التي هاجمت وقتلت مواطنينا، مذكرات الاعتقال هذه هي مكافأة لهم..”.
- بني غانتس
قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق بني غانتس: “قرار الجنائية الدولية عار تاريخي لا يمحى”.
- أفيغدور ليبرمان
اعتبر رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان “قدمت محكمة لاهاي اليوم دليلا آخر على ازدواجية المعايير ونفاق المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة”.
- بن غفير
اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن أوامر الاعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع “أمر شائن وغير مسبوق”، مشيرا إلى أن “الرد على الجنائية الدولية يكون بفرض السيادة على كل أرجاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وتعزيز الاستيطان على كل أرض إسرائيل”.
وأضاف: “المحكمة الدولية تثبت أكثر من مرة أنها معادية للسامية”.
- يتسحاق هرتسوغ
وصف الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ قرارات “الجنائية الدولية” بـ”اليوم الأسود للعدالة واليوم الأسود للإنسانية”.
وأضاف: “لقد أدى القرار السخيف الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية بسوء نيّة إلى تحويل العدالة العالمية إلى نكتة عالمية”.
وقال: “لقد سخرت المحكمة من تضحيات جميع الذين ناضلوا من أجل العدالة منذ انتصار الحلفاء على النازيين وحتى اليوم”.
وتابع: “لقد اختار القرار جانب الإرهاب والشر على حساب الديمقراطية والحرية، وحوّل نظام العدالة الدولي نفسه إلى درع بشري لجرائم “حماس” ضد الإنسانية”.
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
أكد مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو رفض مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما “الجنائية الدولية” بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت واتهم المحكمة بأنها “سياسية متحيزة وتمييزية”.
ووصف ديوان نتنياهو الحرب التي تشنها إسرائيل بأنها “أعدل حرب” وتابع: “ليس هناك أعدل من الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بعد أن شنّت منظمة “حماس” الإرهابية هجوما دمويا ضدها، ونفذت أكبر مذبحة ترتكب بحق الشعب اليهودي منذ حقبة المحرقة”.
وأردف البيان: “لن يستسلم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للضغوط، ولن يتراجع، ولن ينسحب إلا بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التي حددتها إسرائيل في بداية الحملة”.
واعتبر مكتب نتنياهو أن المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان “كذّب عندما قال لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إنه لن يتحرك ضد إسرائيل قبل أن يصل إليها ويستمع إلى ما تقوله في هذا الجانب”.
وأضاف: “لهذا ألغى وصوله إلى إسرائيل في مايو الماضي بصورة مفاجئة، بعد أيام قليلة من إثارة شبهات تحرش جنسي ضده”.