جرسيف وفي عز العطش ونذرة الماء.. رئيس جماعة لتادرت يفضل التبوريدا بدل تضميد معاناة الساكنة

محمد العشوري*
أقر رئيس مجلس جماعة تادارت (البوابة الغربية لإقليم جرسيف بجهة الشرق)، ومن معه من المنتخبين، على تنظيم النسخة الثالثة لمهرجان التبوريدة، في حين تعاني ساكنة المنطقة للماء الصالح للشرب في ضل إستمرار المعاناة القاتلة جراء موجة الجفاف التي تعصف بالمنطقة.
في ضل ضعف الإنجازات أو الأوراش أو مشاريع للمجلس الجماعي لتادارت التي تزخر بموارد وخيرات يمكن تسخيرها للدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، منذ سنوات، يصر الرئيس ، من خلالها، على حماية مصالح الطبقة تملك السلطة والمال والجاه، لا يفقهون سوى تلاوة برنامجهم الإنتخابي المنسوخ (كوبي كولي)، ولا يعرفون كيفية التفاعل مع شكايات المواطنين والمواطنات، وحل مشاكل الساكنة، من خلال الترافع أمام الجهات الوصية وجلب الاستثمارات والمشاريع…
كيف يعقل، وفي عز أزمة العطش والجفاف والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، يجتهد مجلس جماعة تادرت في تنظيم ( فيجطة) ، لتلميع صورته متجاهلا في ذلك حقوق الساكنة، التي تعاني من هشاشة البنية التحتية وغياب المرافق الأساسية اللازمة، ثم انعدام فرص الشغل، وما يزيد الطين جفافا، شبح العطش الذي يلاحق أهل المنطقة خاصة بعض الدواوير التي تعيش العزلة، التهميش والإقصاء، ولا يزورها السيد الرايس وبعض ” المنتخبين” إلا في الحملات الإنتخابية، لينشروا بهتانهم المعتاد ويتوسلوا اصواتهم التي بحت من المطالبة بحقوقها.
طبعا لا معنى لتبذير الميزانية المالية والموارد المائية، في ظل عدم تلبية الحاجيات الأساسية ذات الأولوية، فلا يعقل أسر لا تتوفر على لتر ماء”وأنت طرطق 1000 درهم ديال البارود فالطلقة.. وااا هيا الرايس”
وشارك في مهرجان التبوريدة بتادارت. ما لا يقل عن 33 سربة للخيل، بمعنى أن القيمة المالية التي يحتاجها هذا العدد الكبير من السربات من البارود والحبة يقدر بعشرات الملايين، ناهيك عن الإقامة والتغذية والوسائل اللوجستية، حيث كان من الأجدر أن تصرف(القيمة المالية) في منافع تخذم الساكنة، حتى يكون هذا المهرجان وسيلة حقيقية لتتويج هذا المجهود الاحتفال به، بدل إهدار هذا المال العام في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تروي من عطش.

وقد يبرر البعض بإسم التراث والحفاظ على الموروث الثقافي، وأن تنظيم التظاهرة يروم خلق الرواج الثقافي، والتعريف بالتراث اللامادي للمنطقة و…، صحيح لتراثنا أهمية وقيمة كبيرة، لكن نحن في عصر التكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي، فالطرق والوسائل متعددة ومتنوعة ولا تتطلب هدر وصرف الأموال في ظروف غير ملائمة بل تستدعي فقط بعض الأفكار والذكاء الذي يفتقره مجلس تادارت المحترم، كما أن هذا التراث له جهات مسؤولة عن الحفاظ عليه وجمعيات تعنى به يمكنها جلب التمويل اللازم لتنظيم مثل هكذا تظاهرات.
فكيف يسهل على المجلس الذي يسير جماعة يبلغ عدد سكانها أكثر من 21 ألف نسمة، حرمان هؤلاء السكان من حقهم المشروع، ، من خلال الحفاظ على الماء والإنخراط في برامج التوعية والتحسيس بعدم تبذيره، ناهيك عن التخفيف من الأزمة الإقتصادية والبحث عن حلول بديلة وعاجلة، بشكل محكم وبدون عبث وعشوائية.
هذا وتتميز جماعة تادرت بموقعها الإستراتيحي، حيث تعتبر بوابة لجهة الشرق من الناحية الغربية، كما تحتل مراتب مهمة في إنتاج الزيتون، إضافة إلى كونها تشكل قاعدة انتخابية هامة لمختلف الأحزاب المتحالفة على تدبير الشأن العام الجماعي والإقليمي وممثلي البرلمان، دون أن تحظى بنصيبها من المشاريع التنموية.
- المقالة تعبر فقط عن رأي الكاتب