تبون … واستمرار تسويق الوهم

الطيب الشكري
تعود الجزائر إلى عادتها القديمة التي تجترها منذ نصف قرن والتي لم تتخلص منها حتى الآن رغم التغيرات التي عرفها العالم بأسره، تغير كل شيء وسقطت أنظمة عتيدة وتحطمت جدران عنصرية وتصالحت شعوب فيما بينها لكن النظام الجزائري لم يتغير رغم أنه يعيش أسوأ أيامه على الأقل في مواقفه العدائية اتجاه المغرب والمغاربة، تصر من خلاله القيادة الجزائرية على أن تسير في نفس النهج الذي رسمه وأسس له بوخروبة تُردد في كل مرة بمناسبة وبدونها وفي كل محفل أممي نفس الكلمات ونفس الأسطوانة التي لم تعد تطرب أحد سوى بعض سياسي الجزائر ممن سقطوا سهوا على السياسة في الجزائر، أسطوانة أصبحت جزءا من التراث العدائي الجزائري للمغرب ولوحدته الترابية.
لم يجُل في ذهني ولو للحظة واحدة أن يغير الرئيس الجزائري المعين من مواقفه العدائية إتجاه المغرب وقضيته الوطنية لأنني أجد في هذا الأمر أحد المستحيلات، لكن أن يتمادى هذا ” التبون” الذي يستحيي الجميع من نطق اسمه وبشكل سافر في إدعائاته ومزاعمه واستغلال المنبر الأممي لتمرير خطاب عدائي لم تتخلص من الجزائر للأسف الشديد بالرغم من كل الإشارات القوية والإيجابية التي أطلقها المغرب والتي كانت في مجملها تصب في خلق مناخ للثقة المتبادلة وتلطيف الأجواء وفتح صفحة جديدة من العلاقات المغربية الجزائرية، فهذا ما لا يجب السكوت عنه لأننا لسنا ذلك الحائط القصير الذي يستغله دمية الجنيرالات لمدارات عجزه وفشله في التعاطي مع المشاكل الكبرى التي تعيشها الشقيقة الجزائر وكشف عنها حراك شهور من الإحتجاجات التي أطلقها أبناء الجزائر في أكثر من ولاية وأصبحت حديث الشارع الجزائري.
على الرئيس الجزائري الفاقد للشرعية الشعبية المدعوم من زمرة الجنرالات أن يعي وهو يعوي على في كل مناسبة أن المغرب ملك وشعبا يعرف جيدا النوايا الخبيثة لمعتوه السياسة في قصر المرادية وأن المغاربة في أرضهم وعلى صحرائهم يمارسون سيادتهم الكاملة على كل التراب الوطني وأن المغاربة اليوم وكما في السابق ومستقبلا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لن يفرطوا في حبة رمل من صحرائنا الغالية وأن الخاسر الأكبر في هذا النزاع المفتعل من بلد شقيق نتقاسم معه اللغة، الدم و الدين والذي أكل عشرات العقود من حياة الشعوب المغاربية هي الجزائر التي حولتها العصابة الحاكمة إلى بقرة حلوب اغتنت عبرها فئة قليلة ماسكة بزمام الأمر بيد من حديد على مقاليد السلطة عبر تسخير ملايين الدولارات من أجل إبرام صفقات للأسلحة وتوفير الدعم المالي لشردمة من الانفصاليين تحركها في كل الاتجاهات ومتى شعرت أن مصالحها الشخصية مهددة، ما لم يستوعبه النظام الجزائري عبر مسيرته العدائية الطويلة هو أن المغرب استكمل مسيرته الخضراء التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني والتي نحيي ذكراها كل سنة بكل فخر واعتزاز بمسيرات سياسية واقتصادية وتنموية يشهد بها الجميع الخصوم قبل الأصدقاء بتميزها وجديتها أهلته لأن يحضا بثقة دول العالم ومنظماته الأممية لاحتضان أكبر المؤتمرات والمنتديات وأن إستكمال معركة الوحدة الترابية حسمت بشكل نهائي في جزئها الجنوبي وأن مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها الملك محمد السادس هي اليوم واقعا معاشا من خلال الأوراش الكبرى التي تم فتحها بعدد من المدن الجنوبية والتي لامست شتى مناحي الحياة الإجتماعية، الإقتصادية، الثقافية والرياضية وكذا البنى التحتية، وبدلا من أن يتحمل النظام الجزائري مسؤوليته إتجاه المطالب المشروعة التي يرفعها أبناء الشعب الجزائري بتوفير سبل العيش الكريم وتوفير احتياجاته الأساسية في الشغل والصحة والتعليم وعندما تفقد الرئاسة الجزائرية في قصر المرادية بوصلتها في إيجاد الحلول للمعضلات الكبرى التي يعاني منها الجزائريون تلجأ وككل مرة إلى لعب لعبتها القديمة بتجنيد كل وسائلها لضرب المغرب واختلاق أحداث وسينريوهات لا وجود لها إلا في العقول المتحجرة لجنيرلات الجزائر وازلامهم من بعض النخب السياسية التي لفظها الشارع الجزائري بعدما كشف حقيقتها.