بعد تنامي مظاهر الكراهية والتمييز ضد الافارقة … جمعيات وهيئات تندد

بعد تنامي مظاهر الكراهية والتمييز ضد الافارقة، أصدرت جمعيات مهتمة بقضايا الهجرة ومناهضة سياسة التمييز و نبذ خطابات الكراهية والعنصرية بيانا تنديديا ضد تنامي مظاهر الكراهية والتمييز ضد المهاجرين الأفارقة من سكان جنوب الصحراء.
وخاطبت الجمعيات الموقعة اسفله اليوم 8 مارس 2023 بالرباط بيانا للرأي العام الوطني والدولي تحت شعار “العنصرية ليست رأيا، العنصرية جريمة”.
وجاء في البيان الذي توصلت به جيل 24 أن ” الفضاء العام الافتراضي والواقعي بالمغرب، وبالمنطقة المغاربية، تميز بصعود خطابات عنصرية ضد المهاجرين/ات القادمين/ات من بلدان افريقيا جنوب الصحراء، والتي تفجرت بشكل كبير عقب التصريحات المقيتة للرئيس التونسي قيس سعيد.
واعتبرت الهيئات والجمعيات الموقعة على هذا البيان، “أن جزءا كبيرا من هذه الخطابات لا يختلف عن خطاب التيارات السياسية اليمينية المتطرفة بالدول الغربية، في محاولة من أجل استنساخها في واقع الهجرة بالمغرب وبلدان المنطقة المغاربية، والتي تعتبر فيها الهوية الإفريقية جزءا مهما من الهويات المتنوعة لبلدان المنطقة”.
كما وصفت الخطاب العنصري بكونه نوع من سرديات الخطاب التمييزي القائم على تضخيم وجود المهاجرين، تكذبها المعطيات الإحصائية والميدانية، بما فيها المعطيات الرسمية حول تواجد المهاجرين بالمغرب. فبعيدا عن الخطابات التهويلية المبنية على منطق هوياتي منغلق غارق في نظرية إثنية حول وهم جديد هو “العرق المغربي”، فواقع الهجرة بالمغرب مختلف ومتنوع.
وصنف موقعو البيان المغرب بكونه كان ولايزال متنوعا ومختلفا بهويات إثنية وثقافية متعددة ومتعايشة فيما بينها على مر القرون.
وربط الموقعون على البيان سياق هذا الهجوم على الأفارقة بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، ومظاهر غلاء المعيشة، التي يعاني منها المواطنون/ات المغاربة كمحاولة مباشرة للإلهاء وتحوير النقاشات العمومية، من المطالب المتعلقة بالقضايا الحقيقية للشعوب المغاربية في الديموقراطية والعيش الكريم، لتوجيه الاهتمام إلى”الاخر” و”الأجنبي” و”السود” كسبب للأزمات. وإضافة لذلك فالسلطات العمومية ببلداننا هي المسؤولة عن أعمال العنف اتجاه المهاجرين/ات من إفربقيا جنوب الصحراء، وهي ممارسات مرتبطة بالتنكر لالتزاماتها في ضرورة نشر ثقافة وقيم حقوق الإنسان في التعايش واحترام الآخر.
وختم الموقعين على هذا البيان بالتفكير على أن النقاش العمومي بخصوص موضوع الهجرات واللجوء بالمغرب أساسي، ولكن يجب أن ينصب على المواضيع التالية:

  • تبني سياسة للهجرة ترتكز على قيم ومبادئ حقوق الإنسان الكونية وسن قوانين للهجرة واللجوء تحترم الكرامة المتاصلة في الإنسان دون تمييز.
  • المطالبة بالإيقاف الفوري للحملات الأمنية الممنهجة التي تستهدف المهاجرين وعائلاتهم، حملات الترحيل القسري داخل المغرب والى الحدود الشرقية، مما يشكل خطرا على حياتهم/هن، كما حدث مؤخرا قرب “سياج العار والخندق” بين حدود المغرب والجزائر، وقبلها ما وقع على الحدود مع مليلية المحتلة والتي راح ضحيتها عشرات الموتى والجرحى والمفقودين. بالإضافة الى كل الممارسات التي تناقض تعهدات المغرب بموجب اتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة باللاجئين التي صادق عليها المغرب سنة 1957 والميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب، واتفاقية حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم التي صادق عليها المغرب في سنة 1993…
  • مطالبة الدولة المغربية بالكف عن لعب “دور الدركي” لصالح الاتحاد الأوروبي واسبانيا، مما يترتب عنه من مآسي إنسانية وأزمات تمس مبدأ التعايش المشترك داخل التراب الوطني كما هو الحال اليوم بمنطقة “اولاد زيان” بالدار البيضاء كمثال من أرض الواقع عن سياسات المناولة التي يقوم بها المغرب لصالح دول الاتحاد الأوروبي.
  • دعوة هيئات المجتمع المدني والإعلام والمثقفين والباحثين الجامعيين إلى التصدي الى خطاب الكراهية والتمييز والعنصرية إزاء المهاجرين/ات من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من خلال العمل الجماعي على تفكيك هاته الخطابات وضمان الكرامة وحقوق المهاجرين
  • تنفيذ الدولة المغربية لالتزاماتها المدرجة في الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق العمال المهاجرين وحقوق اللاجئين ومناهضة الخطاب العنصري كما هو منصوص عليه في الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل وكل الاتفاقيات الأخرى.
  • التنبيه الى دور الحياد السلبي التي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي (خاصة منصات شركة “ميتا”) من خلال الاستمرار في السماح بحضور خطاب عنصري تحريضي بشكل مفضوح في الحين يتم حجب كل الخطابات المناهضة للأبرتايد الصهيوني الممارس على الشعب الفلسطيني.
  • التأكيد على دور الاعلام والصحفيين من أجل تفكيك الخطاب العنصري المتداول اليوم، ونحذر وسائل الاعلام من خطر الانسياق في هذه الحملات التضليلية، حتى لا تساهم في الترويج لهذه الخطابات العنصرية طبقا للنصوص المنظمة للمهنة (مدونة الصحافة والنشر وميثاق الصحفي المهني).
  • تجديد مطلب بإقرار قانون يجرم كل أشكال التمييز والعنصرية لأي سبب كان بما في ذلك (بسبب الدين أو الجنس أو لون البشرة ..) وكيفما كان مصدرها.
    ودعت الجمعيات كافة المواطنات والمواطنين المغاربة وساكنة “المغرب الكبير” عامة الى التحلي باليقظة والحذر أمام الحملات العنصرية الحالية وتغليب قيم التسامح والعيش المشترك والافتخار بهويتنا الإفريقية مع كل الجاليات الأجنبية المتواجدة ببلدان المنطقة وخاصة إخواننا وأخواتنا القادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
    وفي اتصال مع الحسان عماري رئيس جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بوجدة والموقع على البيان أكد لجيل 24 أن هذا الهجوم على الأفارقة من هي حملة عنصرية وتمييزية لا تختلف في شيء عن المواقف التي يعبر عنها اليمين المتطرف بأوروبا وتندرج ضمن حملة دولية يقودها هؤلاء مم أجل تغيير جملة من القوانين التي تنتفي مع المواثيق الدولية وآخرها المشروع البريطاني الأخير ولا تعكس بالمرة موقع التعايش الذي يتميز به المجتمع المغربي الذي كان أرضا خصبة لتلاقح الثقافات .

لائحة الجمعيات الموقعة على البيان.
• الجمعية المغربية لحقوق الإنسان AMDH
• جمعية أطاك المغرب ATTAC
• مجلة مساواة
• جمعية قوارب الحياة-العرائش PDV
• شبكة جمعيات الشمال للتنمية والتضامن RANDS
• جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة – وجدة AMSV
• الشبكة المغربية لصحفيي الهجرات RMJM
• منظمة متضامنون-ات OS
• جمعية الفضاء الديمقراطي للتبادل الثقافي ببرشلونة AEDEC
• الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي FNE
• مغربيات ضد الاعتقال السياسي, MCDP
• جمعية توازة لمناصرة المرأة . ATSF
ملاحظة: البيان مفتوح للتوقيع في وجه كل المنظمات الديمقراطية والحقوقية والتقدمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى