
في الحلقة الرابعة من برنامج « ساعة شعر »، كان الشاعر المغربي علي الرباوي ضيفًا مميزًا، حاملاً معه إرثًا شعريًا غنيًا وتجربة أدبية تمتد لعقود. هذا الظهور لم يكن مجرد عرض لقصائد، بل كان فرصة لاستكشاف مسيرة شاعر جمع بين الجذور العربية الكلاسيكية وروح الحداثة، مع تقديم رؤى نقدية عميقة حول الشعر المعاصر.
علي الرباوي: شاعر الجيل السبعيني
علي الرباوي، المولود عام 1949 بقصر أسرير (تنجداد، الراشيدية)، ينتمي إلى جيل السبعينيات الشعري في المغرب، وهي فترة شهدت تحولات ثقافية وسياسية كبيرة في العالم العربي. بدأ الكتابة في سن مبكرة، وكان الشاعر الجزائري أبو القاسم الخمار أول من شجعه على النشر في جريدة « الشعب » عام 1970، ليبدأ مسيرة حافلة بالإبداع. عمل الرباوي مدرسًا للغة الفرنسية، ثم أستاذًا مساعدًا بكلية الآداب بجامعة محمد الأول بوجدة، وانضم إلى اتحاد كتاب المغرب عام 1976 ورابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1985.
في « ساعة شعر »، برز الرباوي كشاعر يمتلك حساسية أدبية رفيعة، حيث قدم قراءات لقصائد من أعماله المبكرة التي تعود إلى الفترة بين 1964 و1973، مثل « يا غزال » (1968) و »نسيمة الصبح » (1970). هذه القصائد، التي اتسمت بالطابع الليري، عكست قدرته على استلهام الصور الشعرية التقليدية مع إضفاء لمسة شخصية تعبر عن تجربته الذاتية. كما أشار إلى تأثره بالشعراء الكلاسيكيين مثل أحمد شوقي وابن زيدون، حيث بدأ بكتابة « معارضات » لنصوصهم كتمرين إبداعي لصقل موهبته.
في إطار الأنطولوجيا الشعرية « Premiers Écrits d’Ali Rebawi (1964-1973) »، يقدم الشاعر المغربي علي الرباوي شهادة أدبية غنية تروي مسار تطوره الشعري خلال مرحلته الأولى في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. من خلال حوار مُعمق، يكشف الرباوي عن تأثيراته الأدبية، سياقاته الاجتماعية والسياسية، وتجاربه في صياغة صوت شعري يجمع بين التقاليد العربية الكلاسيكية وروح الحداثة.
هذا المقال التحليلي يستعرض أبرز محطات هذه الأنطولوجيا، مُسلطًا الضوء على إسهامات الرباوي في الشعر العربي المعاصر، مع تعزيز النص بمعطيات إضافية لإثراء القارئ.
Soyez le premier à commenter