
GIL24-Emission الفن كصوت: رحلة حنان مقران من وجدة إلى العالمية
. تعد حنان مقران ابنة مدينة وجدة، وهي حاليًا طالبة قانون بجامعة محمد الأول بوجدة. تعبر حنان عن فخرها بوجودها كضيفة في هذا البرنامج، محققة بذلك حلمًا راودها لثلاث سنوات بأن تكون فنانة تشكيلية.
ملامح من شخصية الفنانة وبداياتها الفنية: تصف حنان نفسها بأنها « فتاة أو طفلة طمحت إلى تحقيق أحلام وأهداف ». بعيدًا عن الألوان والريشة، هي محبة للتدوين واكتشاف الأزقة القديمة، والتأمل في الوجوه وكل شيء.
بدأت حنان رحلتها مع الفن التشكيلي في سن السابعة أو الثامنة، حيث كانت تحب إعادة رسم شخصيات الرسوم المتحركة التي تشاهدها مثل رسوم « البؤساء » (خاصة شخصية كوزيت)، و »سالي »، و »إيميلي ». وقد كانت فترة وباء كوفيد-19 هي اللحظة الحاسمة لاكتشاف موهبتها الفنية، حيث وجدت في الألوان والأشكال وسيلة للتعبير عن مشاعرها، خاصة الخوف والتوتر من أحداث الوباء، باستخدام الألوان الداكنة كالأحمر والأسود. كانت زيارتها الأولى لمعرض فني برواق الفنون بمدينة وجدة نقطة تحول أكدت لديها الرغبة في أن تصبح فنانة تشكيلية.
حظيت حنان بالتشجيع والدعم في بدايتها من عائلتها الصغيرة، بما في ذلك والديها وإخوتها، ثم من أصدقائها وأساتذتها، ليتسع نطاق التشجيع بعد ذلك ليشمل محبي الفن.
اللون الأزرق والتأثير الفني: اللون المفضل لدى حنان هو الأزرق. ويعود هذا الشغف إلى تأثرها الكبير بالفنان العالمي فان جوخ. كانت أول لوحة رسمتها حنان في عام 2021، بعد اكتشافها لفان جوخ، عبارة عن بورتريه له ولوحته الشهيرة « ليلة النجوم ». تعتبر حنان أن لوحة « ليلة النجوم » لفان جوخ، والتي يرى فيها المشاهد حركة في السماء، هي لوحة ملهمة. وتُركز حنان دائمًا في معظم لوحاتها على دمج اللون الأزرق مع الذهبي أو الأزرق الفاتح.
الفن كوسيلة للتعبير والصدق: بالنسبة لحنان، الفن التشكيلي هو فكرة وتعبير. تؤكد على أن الكلمات ليست دائمًا كافية للتعبير عن المشاعر، فالشاعر يعبر بشعره والرسام بألوانه. هدفها الأساسي هو أن يشعر المتلقي بشيء ما عند رؤية لوحاتها، ولا يخرج « فارغًا ». تلاحظ حنان أن الشباب غالبًا ما ينجذبون إلى اللوحات التي تعبر عن الاكتئاب والحزن، بينما تميل الأجيال الأكبر سناً إلى الرسومات التي تحمل البهجة والأمل أو ذات الطابع المغربي الأصيل.
تنبع فكرة اللوحة لديها من المشاعر والأحاسيس والتجارب التي تستلهمها. وقبل أن تبدأ بالرسم على القماش، تقوم بتصور اللوحة كاملة في ذهنها، حيث تحدد الألوان والتعبيرات والمواضع. تسعى حنان لإيجاد الصدق في اللوحة، مؤكدة أن الفن ليس مجرد تزيين للمنازل أو المعاهد، بل هو وسيلة لإيصال فكرة. وعلى الرغم من أنها مرت بفترة « حزن » خلال وباء كوفيد، إلا أنها ترفض وصفها بـ »الاكتئاب » لأنه كلمة أكبر من التعبير عن حالتها تلك، وقد عبرت عن خوفها برسومات ولوحات داكنة.
التحرر الفني والتقنيات المبتكرة: تفضل حنان استخدام صباغة الأكريليك في معظم لوحاتها. تؤمن بضرورة أن يكون الفنان حرًا في التعبير، وتحاول التركيز على دمج مدارس فنية مختلفة مثل الواقعية والتكعيبية والفن التجريدي. تطمح حنان للعثور على بصمتها الخاصة في إحدى هذه المدارس الفنية.
تتميز حنان بتقنياتها الإبداعية التي تتضمن إضافة عناصر غريبة ومبتكرة إلى لوحاتها، مثل عجينة الرسم، وقطع الثعابين، وتلصيق الزجاج أو القماش أو حتى الأبواب. في إحدى الفترات، استخدمت حنان فنجان القهوة لرسم بورتريه لفتاة، مستخدمة القهوة فقط لتحديد الملامح ولون البشرة.
رسالة اللوحة وتفاعل الجمهور: معظم لوحات حنان تحمل رسالة أو فكرة محددة. ومع ذلك، في معارضها، لا تفضل أن تكشف فورًا عن معنى اللوحة، بل تفضل أن تسأل المتلقي عما يشعر به وماذا يرى في اللوحة. بعد أن يعبر المتلقي عن رأيه، تقوم حنان بتوضيح فكرتها إذا لزم الأمر، مؤكدة أن فهم المتلقي قد يولد أفكارًا جديدة لها. تترك حنان أحيانًا المجال للمتلقي ليعيش مع اللوحة ويفكر فيما تثيره فيه.
الفن البشري مقابل الذكاء الاصطناعي: تؤكد حنان مقران رأيها الشخصي بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الفنان التشكيلي. ترى أن الفن الناتج عن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الإبداع الحقيقي والتفاصيل الفريدة التي يضيفها الفنان، مثل استخدام مواد مختلفة أو التعبيرات الدقيقة والـ »فصلات » الفنية الموجودة في أعمال مثل « ليلة النجوم » لفان جوخ. فالذكاء الاصطناعي يمكنه إعادة رسم لوحات موجودة، لكنه لا يمتلك القدرة على الابتكار العميق أو إضافة لمسات مادية معقدة.
التحديات والأمل: اعترفت حنان بأن بدايتها كانت صعبة، لا سيما في تنظيم المعارض بسبب قلة الفرص المتاحة. كما أن أفكار لوحاتها، والتي تميل إلى التجريدية والحديثة، كانت في البداية لا تلقى الفهم الكامل في منطقتها التي تميل إلى الفن المغربي التقليدي الذي يعبر عن التراث المحلي. ولكنها تشعر بالحمد لله لوجود جيل اليوم الذي أصبح أكثر انفتاحًا وتطورًا واهتمامًا بالفن والأدب، خاصة مع انتشار القصص الفنية مثل قصة فان جوخ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
رسالة أخيرة: تختتم حنان رسالتها لكل شابة أو فنانة طموحة، قائلة: « المرجو القيام بكل ما تريدون، القيام بكل ما تحبونه، فليس دائمًا يجب على الناس أو يجب على المتلقي أن يفهم ما نريد القول عنه ». تشجع على البحث عن الوصف والتفسير للأعمال الفنية وتؤكد على أهمية الأمل والعمل لتحقيق النتائج الجيدة. […]