هل للمستقبل وجود في المستقبل

استفسر البير إنشتاين، هل هناك للمستقبل وجود في المستقبل ?وقد تم تناول السؤال من زوايا متعددة بين مشكك ومستفسرو مستفز،فتبلورت نظريتين كبيرتين في اطار الدراسات المستقبلية،اتجاه يرى ان الزمن موجود وممدود فهو كما هولانملك تغييره ،واتجاه ثان يرى ان الزمان موجود الااننا نحن نصنعه فالزمان هو ما نصنعه الان وبالتالي فنحن نملك صناعته ونملك ثانيته ودقيقته وساعته….،وقد عرفه العالم المستقبلي المهدي المنجرة بالتعاضض في الزمان والمكان افقيا وعموديا وهو مفتوح وله اتجاهات متعددة ونحن مهووسون به لاننا سنعيش فيه وفي نفس الوقت فهوليس مرتبطا باعمارنا ،يبتدئ بفكرة حلم ثم حرية وديمقرطية تحميه وتنميه ،وقد اورد العالم المستقبلي والبيولوجي الفرنسي joel de rosny مجموعة من القيم لصناعة المستقبل بادئها احترام التعددية الثقافية واعتبارها مفتاحا للمستقبل وغناءا لابد منه لتشجيع الحوار بين الحضارات وبناء المشترك بين الشعوب وتقليص مصادرالخوف ،ثانيا الحوافز التي تدفع كل حضارة وشعب الى البحث عن الثروة وتطويرادوات الانتاج الابتكار وتراكم المعرفة ،في نفس الوقت الايمان بقيمة ان الاخرله نفس الحوافز وهي مصدر كل حلم يحمله كل كائن بشري وقيمة اساسية لبناء المستقبل ،ثالثا التضامن في الزمان ،فماهو في ايدينا هو ماض المستقبل والزمن الذي سنعيش فيه ،رابعا بناء قيمة الاحترام المتبادل داخل المنظمات الدولية،خامسا العطاء والبذل وتقاسم المعرفة فاللذي يعرف قيمة التقاسم والعطاء يبقى ويستمر في الزمان . في اطارهذا التوجه الفكري يرى انصار مدرسة المستقبل الممكن ومن بينهم andre yve porttnof ان الذهاب خطيا في المستقبل مكلف وينذر بكوارث اقتصادية وبيئية واجتماعية…اي سيناريوالكارثة حيث ستسيطر فيه المافيا على السلطة كما جرى في ايطاليا مع برلسكوني ويجري حاليا في روسيا مع بوتين.ويؤمن هؤلاء بان المستقبل مفتوح لجميع الاحتمالات وان مصدرالقيم هي العلاقات الانسانية بما لها من تاثيرات على ابتكار ادوات الانتاج ووحدة المنتوج واعتباره كائنا واحدا ومرتبطا بعلاقات انتاجية واجتماعية وانسانية ابتداءا من المكون الفكري والهندسي…ثم المرحلة الانتاجية والتسويق ،فالربح السريع يقوي من احتمالات سيناريواقتصاد الجريمة.
كثر الحديث عن تراجع دور الدولة وافول بريقها السيادي ،اذ ان الادوارالجديدة والفاعلين الجدد في علم السياسة قد تغيرت طبيعتهم بشكل كلي ،فممارسة السلطة بمفهومها الجاكوبي وانسيابها على شكل هرمي اصبحت من الامورالغيرالمستساغة ،فاحتكار مادة الحقوق والرياضيات والفزياء لمجال الشأن العام وانتاج القرار السياسي صارمحل نقاش جدي وصراع مفاهيمي .
مع بداية التسعيات اثير نقاش حول مستقبل الانسان، العلم والسلطة بصدور رسالة طوكيو والتي استهلت تقريرها بأن اللذين يرون اللامرئيات قادرون على صنع المعزجات ،وقد جاء التقرير بثلاثة اشكاليات علمية ،انصهار العلم والثقافة ،التسارع التاريخي والمادة واللامادة .
اكد روني ماهو المدير السابق لمنضمة اليونسكو roni mahou أن التنمية هي العلم حين يصبح ثقافة ،أي ان العلم اللذي لايفهمه الناس ليس بالعلم ،اذ إن لم يخاطب كل الناس فإن هناك مشكلة ما ،فالزيادة في صغر حجم المادة حيث انه كلما تسارع حجم المنتوج صغروتقوت فاعليته كالحواسب و الرقائق الالكترونية٠٠٠وأن الانسان انتج و دون في الاربعين سنةالاخيرة مجموع ما انتج منذ بدئ تاريخ البشرية .
سنة 1997/98 نضمت جامعة محمد الاول بوجدة ندوات علمية عنونت بمجموعة بحث حول العلم والثقافة بمشاركة عالم المستقبليات المهدي المنجرة وكان السؤال المركزي ،كيف ينصهر العلم مع الثقافة ؟ وماهي نقطة التقاطع ؟ وما هي تداعياتهما على العلوم الاجتماعية و الانسانية ؟
اول ملاحظة ان القرن الواحد والعشرين قرن البيولجيا بامتياز وان العالم دشن تحالفا جديدا بين العلم والثقافة ،البيولوجيا والمعلوماتية وبين العلم و المجموعات النظمية .وعلى الكيانات السياسية القوية و الناظمة للسياسات العمومية ان تتبنى حقيقة امتلاك العموم للسلطة وانها تمارس عن طريق التقاسم والحوافز وانها كذلك تنساب بشكل افقي والمستقبل لمن يملك احتكارالمعرفة وفرض المصطلح وصناعة الصورة .
الملاحظة الثانية ان المجموعات السياسية كي تقوي مناعتها السيادية يجب ان تتوفرعلى سوق داخلية لاتقل عن مائة وخمسون مليون نسمة ،طريق سيارللمعومات ،بنك للجينات ،التخزين البيولوجي او الخلوي ،نظام تعليمي متكامل ،سياسة لغوية ،ترجمة كل مايكتب ،اتقان اللغات العلمية العالمية،تمويل وتشجيع البحث العلمي ،صناعة الصورة والانتاج من داخل العمليات المتجددة في مجال الطاقة والانترنيت وتحريربراءات الاختراع…
اخيرا ان الحرب بمفهوما الكلاسيكي قد ماتت بعد الانفجار النووي وان الانسان ان اقنعته بالعقل يعطيك ماله وروحه٠وان النظام الدولي لم يعد ترجى منه فائدة لان مؤسساته غير ديموقراطية وغيرتمثيلية، وان كل ما دة القانون الدولي لم تعد قادرة على مواكبة الوقائع القانونية الجديدة ،حروبا افتراضية ،دول فارغة من حمولتها الجاكوبية ،جرائم دولية لايطالها القانون الدولي،انقلابات سبرنيتكة …
تتمة
كاسة البشيرـ مونبليي فرنسا