الاوروبيون يشدّون بحرارة على يد الملك الممدودة للجزائر والصدى صفر في قصر المرادية

جيران الشمال في اوروبا، احتفوا بدورهم بالدعوة الملكية الكريمة التي وجهها الملك محمد السادس للجزائر، والتي دعت إلى تغليب الحكمة والأخوة على العداوة.

وكان صدى الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 22 لتربع الملك محمد السادس على العرش، طيبا وأشادت العديد من الجهات بالنداء الملكي المتجدد، وهو ما لم يتردد صداه في الجارة الشرقية التي تواصل اللعب بنيران العداوة التي لن تحرق سوى حاملها.

وعلى غرار امريكا اللاتينية، نسوق هنا بعض النماذج كجزء فقط من جملة التصريحات والبلاغات المشيدة بالدعوة الملكية الكريمة للجزائر، ونفتتحها بفرنسا حيث اكد الخبير الجيوسياسي، أيمريك شوبراد، أن المغرب يسعى بشكل حثيث إلى التهدئة والمصالحة مع الجارة الشرقية، وخطاب الملك محمد السادس يشكل، مرة أخرى، تجسيدا لذلك، معتبرا أن اليد الممدودة للجزائر تعد “النقطة الجوهرية” في خطاب العرش لهذه السنة.

وقال شوبراد، إن  الملك محمد السادس ألقى، في العام 2021، خطابا للأمل في مواجهة جائحة كوفيد-19 التي تضرب جميع الأسر بشكل عشوائي. وكان متواضعا من خلال عدم التذكير بأن المغرب يعد من أوائل الدول في العالم التي بادرت إلى تلقيح شعبها، والذي أظهر استجابة للوباء كانت في كثير من الأحيان أكثر فاعلية من بعض البلدان الأوروبية. لكن النقطة الجوهرية في خطاب العرش هذه السنة، هي اليد الممدودة، مرة أخرى، للجارة الجزائر.

وأشار شوبراد إلى أنه “برفعة كبيرة، لم يخض صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الجدل المتعلق بالمسؤوليات وراء طبيعة العلاقات القائمة بين البلدين. فقد دعا إلى تجاوز خلافات الماضي والتطلع إلى المستقبل، بما يحقق مصلحة الشعبين ووحدة المغرب العربي. ودعا إلى فتح الحدود بين البلدين الشقيقين ولم يتردد في تحديد التهديد والمأساة الإنسانية التي تمثلها الهجرة غير الشرعية بالنسبة لبلدان المنطقة”.

وأكد مؤلف كتاب “جيوسياسة ملك: مقال حول مغرب حديث ومتعدد الأقطاب”، الذي يتناول عشرين سنة من حكم جلالة الملك، أن “المغرب يسعى بشكل حثيث إلى التهدئة والمصالحة مع جاره، وخطاب جلالة الملك يشكل، مرة أخرى، تجسيدا لذلك”.

وخلص المحلل الجيوسياسي إلى القول “إنها لا محالة إحدى نقاط قوة هذا الملك، الذي يدافع بحزم عن سيادة مملكته، والذي استطاع تحقيق نجاحات مهمة خلال السنوات الأخيرة على الساحة الدولية، من قبيل الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، والكثير من البلدان الصاعدة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولكنه في ذات الآن لا يستسلم للقومية العدائية التي يمكن أن تطبع دولا أخرى”.

من فرنسا إلى سويسرا، وتشديد المنظمة السويسرية غير الحكومية “تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، على أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة ذكرى عيد العرش، يعد دعوة مخلصة ومتجددة لقادة الجزائر للمشاركة في بناء مستقبل هادئ، يتجاوز العقبات التي تعيق التكامل والتعاون الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.

وأكدت المنظمة، في بلاغ لها، أن هذا الخطاب التاريخي الذي دعا الجارة الشرقية إلى إعادة فتح الحدود وطي صفحة الخلافات، “دليل جديد على التزام المغرب الواضح بتوفير جميع الظروف اللازمة في إطار الحوار والتشاور، بهدف مصالحة تاريخية تتيح الاستفادة من مؤهلات البلدين لإقامة منطقة مشتركة للأمن والتكامل والتعاون”.

كما أشادت المنظمة بـ “رسالة السلام” التي يحملها الخطاب وتجسيده “لبعد نظر الملك” وتشبت جلالته بالحوار والسلام، معربة عن أملها في رؤية البلدين “ينتهزان هذه الفرصة لوضع حد للركود في العلاقات الثنائية وتدشين عهد جديد بآفاق جديدة من حيث التقدم والتنمية في المنطقة المغاربية”.

في إسبانيا جارة المغرب والجزائر معا، جاء صوت الخبير القانوني الإسباني، ميغيل أنخيل بويول، مؤكدا أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ 22 لعيد العرش، يعد دعوة صادقة وبادرة نبيلة من أجل تحقيق الاندماج المغاربي الذي تتوق إليه شعوب المنطقة.

وأوضح بويول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الملك لطالما عبر عن تطلعه إلى العمل من أجل إعادة فتح الحدود مع الجزائر ولم يتوقف عن توجيه دعوات بهذا الخصوص، مضيفا أن خطاب الملك بمناسبة عيد العرش يجسد روح اليد الممدودة والنية الحسنة التي يبرهن عليها المغرب إزاء النظام الجزائري.

وشدد على أن الملك محمد السادس، الذي يدافع بقوة عن الاندماج المغاربي، أعطى درسا عن التضامن، وروح التعاون والسخاء، عبر دعوة الجزائر إلى تجاوز الصعوبات وفتح صفحة جديدة، بما يعود بالنفع على الشعبين، مسجلا أن المغاربة والجزائريين لطالما كانوا جيرانا وإخوة.

وأكد بويول أن الاندماج المغاربي سيعود بالنفع على بلدان المنطقة، وأيضا على الاتحاد الأوروبي ومختلف المجموعات الإقليمية التي ستجد أمامها مخاطبا قويا وأساسيا من أجل تحقيق التنمية الشاملة.

وخلص إلى أن المغرب كان متشبثا على الدوام بتوحيد المغرب العربي، حيث يفتح جلالة الملك في إطار هذه السياسة المتبصرة، طريق الأمل والتقدم لشعوب المنطقة.

وتبقى هذه فقط مجرد نماذج لمجموعة كبيرة من التصريحات والبلاغات القادمة من أوروبا والتي سارت كلها على درب الإشادة بالدعوة الملكية الكريمة والبيد الممدوة للجزائر من اجل طي صفحة الخلاف، وهو ما لم يتردد صداه مطلقا لدى الجيران في الشرق الذين ركنوا إلى الحقد وأعلنوا أن نية العداء للمغرب هي عقيدة وسبب وجود..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp