الـجـزائـر: مــــن زنــقــة ” نـَــدْرومَـــة ” إلـى زنــقـة ” آســـفي “

الـجـزائـر: مــــن  زنــقــة ” نـَــدْرومَـــة ” إلـى زنــقـة ” آســـفي “

حـــراك الــخاوة ضــد ”  حَــــرْكــي تـَــبـّـــونْ ” ( الحلقة 1)

وجـــدة .مـــحمــد ســعــدونــي.

لقد حار جهابذة علماء النفس والاجتماع والفلك والأبراج في إيجاد تفسيـر أو دوافع مقنعة  للعداء الفاضح والغير المبرر الذي يكنه النظام العسكري والحرْكي في الجزائر للمملكة المغربية منذ 1962 إلى يومنا هذا، وما ترتب عن هذا السلوك الجزائري المشين من توترات في المنطقة المغاربية وشنــآن وتنافر، انتهى بالصراع المسلح مع بداية سنة 1975 بسبب قضية الصحراء المغربية التي أثارت ضغينة وحسد المقبور بوخروبة ( هواري بومدين ) الذي هلك وهو يتجرع ” طــريــحة ” حرب الرمال 1963، وهزائم معارك حرب الصحراء المغربية ، بمساعـدة القذافي والشيوعية العالمية والطابور الخامس الخائن الصحراوي الانفصالي.

عـبد المجـيد تـبـون يتنكر للتاريخ لإرضاء الحركي والعسكر:

على غرار عبد العزيز بوتفيقة الذي نصبه ” العسكر على عرش المرادية ( لمدة 20 سنة بالتمام  والكمال) سنة 1999، والذي كان قد اشتهر بحلقياته التهريجية والديماغوجية البومدينية، فإن تصريحات عبد المجيد تبون الرئيس خديم العسكر الجزائري هي الأخرى لم تشد عن نهج أسلافه خاصة بومدين وبوتفليقة وباتت تثير فعلا الاستغراب والاشمئزاز  بل وتجعل المتمعن في تواقيتها ومدادها  يطرح أكثر من علامات استفهام، فهي من حيث النص أكثر استفزازا للشعب الجزائري قبل أن تكون رسائل للشعب المغربي من حيث درجة العداوة التي يتمسك بها النظام  الجزائري في واقع علاقاته مع المملكة المغربية، حتى أن الإعلام الرسمي الجزائري أصبح يتجاهل  التطرق إلى الدعم الذي قدمه المغرب للثورة الجزائرية انطلاقا من وجدة والناضور وتويست وسيدي بوبكر …

ما سمي بثورة الجزائر ( …) ما كانت لتنجح لولا الدعم المغربي والتونسي والليبي والمصري، لكن بعد الاستقلال سنة 1963( حرب الرمال)، وبعد انقلاب بوخروبة على بنبلة 1965، عمل النظام الجزائري على تضخيم والنفخ في الثورة الجزائرية، وغرس  ” النرجيسية “والأنا الوهمية في نفوس الخاوة، حتى خيل  للجزائريين  أن بلدهم الذي هزم فرنسا هو دولة إقليمية عظمى لا مثيل لها في أفريقيا والعالم العربي، أضافوا لهم أن هناك عدوا ثابتا  يتربص بهم هو ” الــــمـَــرّوكْ” في محاولة لإشغال المواطن بخطر وهمي وحتى لا ينتبه إلى ما يدور حوله من نهب وسرقات، لكن  وبعد العشرية السوداء، وبعد الحكرة والمهانة التي عاشها الشعب الجزائري زهاء 20 سنة من حكم بوتفليقة وعصابته والذي حول الجزائر إلى دولة فاشلة، حتى أن عصابة العسكر وقصر المرادية  جعلت الخاوة عرضة لسخرية العالم، لأن  النظام العسكري الجزائري كان من  صالحه استمرار الحكم  برئيس مشلول مقعد لا يتكلم ولا يخاطب الشعب الجزائري، ولذر الرماد في عيون الخاوة قام العسكر بقيادة القائد صالح بانقلاب على بوتفليقة وزبانيته والذين نعتهم بالعصابة في محاولة لامتصاص غضب الشارع  الجزائري الذي يطالب برحيل النظام حتى يتحقق  الاستقلال الحقيقي كل يوم ثلاثاء وكل يوم جمعة منذ 22 فبراير 2019، فشعب الخاوة ” الزواليين” تيقن أنه كان ضحية توافقات وترتيبات بين فرنسا وبين “الحــَــرْكي” منذ بنبلة إلى غاية الآن لحكم  الجزائر بالوكالة لصالح ماما فرنسا، يقول جنرال فرنسي :<< كان بإمكاننا البقاء في الجزائر إلى غاية 1972، لكن الرئيس الفرنسي ديكـــــولْ قرر منح الجزائريين استقلالا صوريا تحت إشراف الحـَــــرْكي والذي لا يمكن له أن يقدم ولو مشروعا مجتمعيا حقيقيا واحدا  يحل مشاكلالجزائر وتنميتها بعد مغادرة المعمرين الذين تركوا فراغا كبيرا في الإدارات والمؤسسات>>، حتى أن هواري بومدين قرر الحفاظ على الجزائريين المنخرطين في الجيش الفرنسي ( كبرانات فرنسا)  لكي يؤطروا ويدربوا الجيش الجزائري والذين تحولوا إلى جنرالات يحكمون الجزائر بقبضة عسكرية فاشية، أما الصدمة  الأشد إيلاما هي عندما علم  الجزائريون أن  فرنسا  ما زالت تستفيد مجانا من الغاز الجزائري منذ 1962.

وعلاقة بعنوان المقال يقول وزير خارجية المغرب بوريطة :<< إذا جارَـيــْــتُ الجزائر  “غايْخُصْني نــــردْ يوميا على الرئيس تـــبــّون ، في جوابه عن أسئلة هامشية لوسائل إعلام، أثناء حلوله بالبرلمان لمناقشة تفاصيل مصادقة المغرب على حدوده البحرية.>>.

خلال حملته الانتخابية، وبعد تعيينه رئيسا على الجزائر، ظل عبد المجيد تبون متمسكا بربط أزمات بلاده بالمغرب، حتى أنه  – ولكي يفتح الحدود -طلب من الرباط بتقديم اعتذار للجزائر بعدما قامت السلطات المغربية بفرض الفيزا على الجزائريين بعد أحداث أطلس اسني الإرهابية  سنة 1994.

حـتـى “تـبّــونْ ” رد لــنــا الـتحــيــة بـأحــسـن مـنــها:

يقول أحد المتتبعين 🙁 للأسف الشديد,  تبون لايقدم أي طروحات عصرية، ولن يكون وراءه أي تحسن مستقبلي في سياسات الجزائر الحالية البالية مع المغرب.. .  خليفة بوتفليقة المعين لم يرد فهم وعى واحترام طموحات الشعب الجزائري من خلال المظاهرات المستمرة ولا يريد احترام إرادة الشعب في تغيير النظام العسكري والتحول إلى النظام المدني، ومن سخرية القدر والتاريخ فإن الرئيس تبون هو الآخر عضو في جماعة وجدة ( بخروبة – بوتفليقة – مساهل …) فعائلة تبون كانت تقطن في زنقة ” آسفي ” بوجدة، أي غير بعيدة عن عائلة بوتفليقة التي كانت في زنقة ندرومة، تفرقهم زنقة الرباط ( وجدة)، أصَــــــرَّ لنا أحد المغاربة  عمل في صفوف المجاهدين بتلمسان 🙁 بعد انكشاف سري للشرطة الفرنسية وأعوانها من البوليس الحركي تم تهريبي خلسة إلى وجدة …وهنا وضعوني رهن إشارة والد الرئيس عبد المجيد تبون … الذي أوكلت له مهاما لم أكن أطلع عليها … لكنه كان طيبا وذا خلق حسن).

ففي الوقت الذي استبشر فيه الجزائريون والمغاربة، ومعهم دولا أخرى خيرا بعد فوز الجزائر بكأس أفريقيا2018، وظن الكثير، ربما تكون فرصة بين الجزائر والرباط لتلطيف الأجواء وتحسين العلاقات عندما خرج المغاربة للشوارع في وجدة وفي مدن أخرى ابتهاجا بهذا الفوز الكروي القاري، في نفس اللحظة أوعز النظام الجزائي لمرتزقة البوليساريو الانفصاليين للخروج إلى شوارع العيون في الصحراء المغربية حاملين الراية الجزائرية وما يسمى بعلم عصابة البوليساريو، مستغلين الفرصة للتخريب وإحداث القلاقل …وحرقوا عربات تبعة للشرطة وللقوات المساعدة…وعندما وصل سباق باريس – دكار إلى الصحراء المغربية تحركت الجزائر للتشويش على هذا الحدث الرياضي العالمي …وعندما نظم المغرب بطولة كأس أفريقيا لكرة القدم داخل القاعة أزبد وارعد  كبرانات فرنسا واللقيط البوليساريو لتعطيل هذا اللقاء الرياضي الأفريقي، والحمد لله البطولة مرت في أجواء حسنة وبتنظيم أبهر “الفيفا والكاف ” وهكذا رد لنا تبون التحية بأحسن منها، ومع الأسف لم يتضامن معنا الشعب الجزائري كما تضامنا معه في كأس أفريقيا

استفزازات النظام العسكري الجزائري للشعب الجزائري وللمغرب تعدت كل الحدود والخطوط الحمراء، الرئيس تبون هو الآخر يستخدم  نفس الأساليب البومدينية – البوتفليقية  لشحن مشاعر الشعب الجزائري القديمة، ( الجزائر مستهدفة و أنها معرضة دائما لخطر محدق بها بوجود أعداء خاصة المغرب بابتزاز فكري ونفسي للشعب الجزائري، وهاهو تبون يعيد إنتاج نفس وجوه العصابة والمافيا، فقد قرر تبون تعيين الجنرال المتقاعد عبد العزيز مجاهد(…) مستشارا أمنيا وعسكريا، هذا الجنرال الذي كان قد طرده الجنرال العماري، هو من مهندسي عمليات الاستئصال خلال العشرية السوداء وأحد قادة فرق الموت في منطقة الأخضرية التي كانت تخطف الناس وتقتلهم وترمي بجثثهم في الشوارع كما كانت تفعل المافيا في “شـيـكـاغــو “وفي إيطاليا، والخطير أن مجاهد هذا معروف بعدائه الشديد والمعلن بعد أحمد أويحي، وهو عضو في لجنة لمساندة ما يسمى ب” الشعب الصحراوي”، والأخطر يعد الجنرال مجاهد  من أكبر المساندين للمشروع الإيراني وحزب الله في الشرق العربي وشمال أفريقيا. والسوال :هل تعيين الجنرال مجاهد من طرف تبون كمساعد له في الشؤون الأمنية والعسكرية سيمر مرور الكرام، أم أنه سيثير حفيظة دولا خليجية ( الإمارات والسعودية) والتي كان قد تَهجّم عليها غير ما مرة بأقبح الأوصاف، واتهمها بتعطيل مقاومة جبهة الصمود والتصدي ومحاربة إيران الحليف القوي للجزائر ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى