الربيع المغربي لم تنته فصوله بعد..

حميد عزيز – الدار البيضاء

بعد عشر سنوات من ركوب الإخونج على حراك الشارع.. وتقديمهم لأسوأ نموذج في تدبير أمور البلاد والعباد.. ينتفض المارد في قمقمه لببتز الدولة مرة أخرى.. في تهديد مبطن بإمكانية العودة إلى نقطة الصفر في كل شيء..
البيجيدي في ورطة حقيقية.. لن يخرج منها سالما غانما كما يتوهم.. تفاصيل ورطته لن نجد أفضل وصف لها من رسالة الأزمي في تعليل استقالته من رئاسة المجلس الوطني للحزب.. ومن أمانته العامة بالنتيجة..رسالة تقول ما يقوله المغاربة عموما منذ سنوات..وهو من هو في القيادة المأزومة.. .دون أن يجرؤ أحد من زملائه على اتهامه بالتشكيك المغرض أو الحقد والتآمر والجهل…
يقول الأزمي “لم أعد أتحمل ولا أستوعب ولا أستطيع أن أفسر أو أستسيغ ما يجري داخل الحزب.. ولا أقدر أن أغيره”
فما الذي يجري داخل الحزب.. حسب الرسالة دائما..
غياب”الاستباقية المطلوبة، والتحضير الجيد، والنقاش الجدي، والتشاركية اللازمة، وتحمل المسؤولية الكاملةوالوضوح اللازم والموقف الشجاع.. “
وحضور” المباغتة والمفاجأة والهروب إلى الأمام، وتبرير كل شيء بكل شيء، في تناقض صارخ مع ما يؤسس هوية الحزب ويكون جيناته الأصلية..” إضافة إلى” الحيرة والتساؤلات التي تثار في كل مرة وتبقى بدون جواب، وبدون عبرة حول مدى ملاءمة مواقف الحزب مع مبادئه المعلنة والمعروفة وأوراقه المرجعية وأنظمته الأساسية وبرامجه الانتخابية.. “
هذا كلام الأزمي وليس كلام خصم حاقد أو مغرض.. كلام ينفي عن الحزب أية صدقية أو مصداقية سواء في التعاطي مع الشأن العام أو مع الشؤون التنظيمية الداخلية..
كلام يأتي في سياق تنظيمي يهتز على ايقاع استقالات معلنة وأخرى تنتظر.. أهمها استقالة الرميد التي لا يعتد بها على كل حال، لأنها ليست الأولى ولا حتى الخامسة…واستقالة عبد العزيز العمري عمدة الدار البيضاء.. وتجميد المقرئ أبو زيد لعضويته. وصولا إلى تهديد المعلم الأول بنكيران بالتخلي عن الحزب.. أما تعليل كل هذا اللغط. فيتوزع بين ما هو صحي زعما لا حقيقة . وبين ما أثير حول مشروع قانون القنب الهندي.. أو انحسار الدينقراطية الداخلية..
الأمانة العامة وكعادتها. تسعى إلى تطويق الأزمة بالتجاسر على اختصاصات المجلس الوطني. لترفض الاستقالات وتضغط في اتجاه التراجع عنها..
النقطة التي أفاضت كأس التردي.. والتي لا يريد أحد أن يتحدث عنها جهرا..هي توقيع اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل منذ 22 دجنبر الماضي.. وهو ما يؤكد غياب الموقف الشجاع والوضوح اللازم في حديث الأزمي..
كل هذا اللغط يأتي شهورا قليلة قبل موعد الاستحقاقات الانتخابية..في محاولة لاستدراك ما فات من الوقت في تنفيذ ما يعاكس إرادة الناخب.. ولاسترجاع الثقة المفقودة في حزب تخلى عن كل شيء تقريبا مقابل تمسكه بالكراسي والمناصب وما يجنيه من مغانم الريع.. لذلك يمكن أن تكون المحطة التالية دعوة إلى انعقاد المجلس الوطني، ومن خلاله إلى عقد مؤتمر استثنائي لتغيير القيادة.. في أفق طي صفحة العار التي استمرت عشرة أعوام..
المسألة هنا لا علاقة لها بكل ما يتم الترويج له.. عن المبادئ والمرجعيات المكذوب عليها..لأن المرجعية الوحيدة التي يتقنها الإسلام السياسي يمكن تلخيصها في عبارة واحدة “الحرب خدعة”..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى