محمد امهيدية : رجل سلطة إستنجدت به الدارالبيضاء الكبرى.

وجدة : عزالدين عبد الكريم ع.

حظي السيد محمد امهيدية مرى أخرى بثقة ملكية جديدة بعد تعيينه واليا على جهة الدارالبيضاء سطات عاملا على عمالة الدارالبيضاء.

تجديد الثقة في السيد محمد امهيدية بمثابة تكليف جديد، بعدما أبان مهندس الدولة عن كفاءة عالية كمسؤول ترابي، ونجح في تنزيل المفهوم الجديد للسلطة، كممثل ومندوب، وهو الذي رفع من أسهمه كعامل، ليعين واليا على جهة مراكش وجهة الشرق وبعدها جهة الرباط سلا زمور وصولا إلى جهة طنجة تطوان الحسيمة.

يتساءل البعض عن سبب تمديد مهام مسؤول ترابي لما بعد السن القانونية للتقاعد الإداري، وهل لم تعد الإدارة الترابية قادرة على فرز مسؤولين من حجمه، والحال أنه من المجحف أن نقر بذلك ولكن للأمانة والتاريخ أن عملة محمد امهيدية ناذرة ووصفات علاجه للمشاكل ماركة مسجلة.

ليس في الأمر أي تمجيد، أو سياق تبجيل و لا أدنى تملق، نحن أمام قامة تقنقراطية إدارية ومسؤول مواطن يبحث عن حلول لكل المشاكل، يكفيه أن تكون صريحا معه وأن تساعده على إيجاد مفاتيح البحث عن حلول.

لكل مشكلة حل بالنسبة له، لأنه يؤمن أن مهام المسؤول هو حل المشاكل وتبسيط المساطر الإنصات والاستماع وإشراك الجميع.

حريص على معرفة كل تفاصيل الحياة بالجهة التي يشغل فيها، يقترب من الأحزاب بشكل غير مباشر، يفتح مكتبه للنقابات لمعرفة مطالبها والقطاعات التي تهيمن عليها، دائم التواصل مع هيئات المجتمع المدني، يعرف حجم صعوبة القطاعات غير المهيكلة ومدى تأثيرها على عملية عصرنة و تمدين المجال الترابي، غير متسامح مع موظفي الإدارات والمصالح اللاممركزة إلى درجة أنه قد يفقد أعصابه في حالة تهاون مسؤول أو تجاوزه للقانون.

*سيرة ومسيرة السيد محمد امهيدية.*

ولد السي محمد امهيدية يوم 8 أكتوبر سنة 1954 بمدينة سيدي قاسم، حصل على دبلوم مهندس دولة من المدرسة الوطنية العليا للمعادن (دووي) بفرنسا، ودبلوم المعهد العالي للإسمنت المسلح بمرسيليا 1982، وتوشح بوسام العرش من درجة فارس. بدأ مسيرته المهنية بوزارة التجهيز، تولى عدة مسؤوليات كمدير إقليمي بمدينة أزيلال من سنة 1987 إلى سنة 1993، ثم رئيس قسم مديرية الطرق والسير على الطرقات من سنة 1993 إلى سنة 1996، ومن بعدها مدير شركة تهيئة سلا الجديدة.حظي بثقة جلالة الملك محمد السادس فعينه عامل على عمالة الصخيرات تمارة سنة 2002، ثم جدد فيه الثقة فعينه واليا على جهة تازة الحسيمة تاونات2007، ثم واليا على جهة مراكش تانسيفت الحوز 2010، ثم واليا على جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد.تجددت الثقة المولوية فعين بعد ذلك واليا على ولاية الرباط سلا زمور، ثم جهة طنجة تطوان الحسيمة وهو الآن واليا عاملا على الدارالبيضاء الكبرى.

*الدارالبيضاء تستغيت بمحمد امهيدية.*

لم يعين السيد محمد امهيدية بالدارالبيضاء لملىء الفراغ أو في حركة انتقالية عادية روتينية بل جيء به و هو يحمل ملفات و مشاكل و قضايا، مع توصية بتحيين ومعالجة الكثير من الإختلالات، لأن الرجل يمتلك القدرة على إتخاد القرار، و يتسلح بفضلية الإنصات والإستماع و هذا سر تجدد الثقة المولوية في شخصه.

يعتمد والي جهة الدارالبيضاء سطات نهجا خاصا في تناوله للقضايا المطروحة عليه بتعدد الطرق والأساليب؛ يدرس يتشاور يتداول ويضع صوب أعينه عينة من الحلول لأن في الأول والأخير بالنسبة له لا توجد مشكلة دون حل وهذا سر نجاحه منذ أن تولى أول منصب كمسؤول ترابي.

عينه حريصة كل الحرص على أحوال الساكنة لأنه يعلم أن المشاكل الإجتماعية إذا تراكمت ستثقل كاهل المؤسسات، ويعي جيدا أن هذه المشاكل يتداخل فيها شركاء لذلك يفتح قنواته مع كل الفاعلين و لا يترك مجالا لأي فراغ.

يستقبل السياسي و النقابي و الفاعل المدني ويشجع أصحاب رؤوس الأموال، ولا يجد حجرا في دعوتهم أحيانا لحضور بعض الاجتماعات كلما دعت الضرورة إلى ذلك وهو نهج يجعله قريب من الجميع.

شغوف بدراسة ملفات المستثمرين و يدعو إلى تبسيط المساطر، لأنه يعتبر أن تشجيع الاستثمار فرصة لا تعوض لخلق مناصب شغل وفي هذا الإطار يدعو كل المتدخلين إلى إعطاء وجهات نظرهم في كل ملف.

وبما أنه رياضي يعشق السباحة و المشي يتابع عن كثب أحوال النوادي والفرق الرياضية و يعمل جاهدا على دعمها ويطالب الجميع بتوفير كل الشروط لأنه يعلم جيدا أن الرياضة قاطرة للتنمية.

تعيين السيد محمد امهيدية على رأس جهة الدارالبيضاء سطات لن يخرج عن هذه القواعد العامة، أكيد أن بين أيديه ملفات كبرى عجز سابقوه على حلها، فالدار الدارالبيضاء ليست وجدة ولا الرباط ولا طنجة إنها العاصمة الإقتصادية للمملكة و بطنها مليء بالمشاكل و القضايا والملفات إن على مستوى تعاطي عمال العمالات والمقاطعات العديدة مع ملفات الساكنة أو على مستوى الجماعات الترابية التي تدبر الشأن العام.

يصف بعض المتابعين عمال مدينة الدارالبيضاء بالمترهلين (16 عامل إقليم ومقاطعات)، أغلبهم خارج أي أداء تنموي، بسبب خريطة إدارية قد تحتاح إلى تعديل. والحال أن مجلس جهة الدرالبيضاء سطات يسطو على كل الشراكات والإتفاقيات بالوحدات الترابية بالولادية، بالإضافة إلى أن نوعية المنتخبين، جاء بهم القاسم الإنتخابي بلا رؤية تنموية مع وجود مصالح خارجية قريبة إلى التكاسل.

يحتاج محمد امهيدية كما أعرفه الى فريق من العمال من طينته وكفاءاته و قدرته على اتخاد القرار و الترافع عنه، والذي اقترح محمد امهيدية واليا على ولاية الدارالبيضاء، أراد أن يململ فسيفساء المنتخبين للرفع من أداءهم، وأن يعيد النظر في الكثير من الاتفاقيات والشراكات التي تلتهم أموال الجهة دون مردودية، لأن من إستحوذ على المجال الترابي لجهة للدار البيضاء سطات، هم شركات ومقاولات لتهيئة الطرق والمرافق العمومية، مع تلكىء بعض المنتخبين في تفعيل دور لجان المراقبة في وجه بعض الشركات ومقاولات البناء وسماسرة العقار ذات الارتباط العائلي.

هكذا إذن تحتاج مدينة الدارالبيضاء وبنفوذها الترابي كولاية إلى رجة كبرى، لاريب أن رجلها هو السي محمد امهيدية.

*الإصلاح يحتاج إلى هدم وإعادة بناء.*

توجد العاصمة الإقتصادية للمملكة خارج الزمن التأهيلي والتنموي مقارنة مع بعض المدن والعواصم، لقد أجهض مسيرة تمدن كازابلانكا محيطها و الهجرة التي عرفتها حتى أنها تحولت إلى مدينة “عبث و فوضى”.

تعيش هدر تنموي وتأهيلي غلبت عليه الفوضى في كل المجالات وخاصة القطاعات غير المهيكلة مع غلبة النفوذ و تشعب لوبيات ضغط حولت المجال الحضري للدار البيضاء إلى مستنقع وجب تنظيفه. وحتى لا ننسى إننا أمام فشل ذريع في تنفيذ البرنامج العام المتعلق بتوقيع ثماني إتفاقيات تتعلق بمشروع وصال الدارالبيضاء الميناء “وصال كابيتال”، والذي أشرف عليه جلالة الملك محمد السادس سنة 2014.

رسب في تنزيله منتخبون و وولاة وعمال سابقون، وهو الملف الذي سيكون بمثابة معركة كبرى للوالي محمد امهيدية الذي يتفوق في إقناع الجميع.

الأكيد أن محمد امهيدية اليوم بالدارالبيضاء لن يكون الوالي الذي داع صيته من جهة مراكش إلى جهة الشرق إلى جهة الرباط و من بعدها جهة طنجة تطوان الحسيمة.

يعلم السي محمد امهيدية أنه سيواجه طاحونة ”المتغولين” الذين يتحكمون في المجالس المنتخبة. سيتصارع مع بعض مدراء شركات التنمية المحلية، الذين يواجهون انتقادات كبيرة، أصوات تنادي بالتحقيق في مآل وكيفية صرف مليارات الدراهم في مشاريع ما تزال متعثرة.

سيواجه السي محمد امهيدية حرب اعلامية، سيتواجد على فوهة مدفع لكنه وكما عرفته سيؤكد صرامته وجديته.

يتأبط والي الدارالبيضاء سطات ملفات وقضايا مغايرة غير أن أسلوبه وشخصيته ومنطقه لن يتغير وبالتالي على كل الفاعلين تقديم يد العون لهذا الرجل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى