سؤال موجه إلى نبيل بنعبد الله وحزب العدالة والتنمية : هل يمكن تحويل الفشل الذريع الى انجاز خارق ؟!!!

عبد السلام المساوي
رزقنا في هذا المشهد السياسي بصنف من الكائنات السياسية التي فشلت لعقود في تدبير كل الحقائب الوزارية التي أسندت اليها ، لكنها مصرة على تحويل فشلها الى انجاز خارق ، وهزائمها أمام السياسات العمومية الى انتصارات غير مسبوقة . ومن المضحكات الموجعة أنهم ينفضون أيديهم من المشاركة في السياسات العمومية التي نتج عنها هذا الوضع ويطالبون كأي مواطن عادي بتنقية الأجواء والعفو عن المعتقلين وطي الصفحة في إطار سياسة عفا الله عما سلف واستغلال السياسيين لملفات معروضة أو محكومة امام القضاء لتبييض وجوههم أمام الناخبين .
مثل هذه الكائنات السياسية تجدهم مع اقتراب كل محطة انتخابية يهيمون بالشعارات الفضفاضة والمزايدات الفارغة ويلبسون صوف الحملان للظهور في هذه الانتخابات بمظهر السياسي الطهراني العادل الذي يرفض الظلم وينحاز الى الحرية ، وهم بذلك يخلطون عن عمد بين الخطابة السياسية والبرنامج الانتخابي ، بين المبادرات المحددة بتدابير واضحة وأجندة زمنية ملموسة وبين الشعارات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع أو بطالة أو أمية ، لذلك ليس غريبا أن نجد أحزابا وزعماء ترعرعوا لعقود في حضن الحكومة وشاركوا في تدبير شؤون البلد لعقود ويتحملون ما وصل اليه الحال ، لكن بدل ان يقدموا كشف الحساب عن تدبيرهم للسلطة يختبئون وراء الخطابة السياسية المتخمة بالشعارات ، ولعل الشعار الأكثر استهلاكا شعار استغلال الورقة الحقوقية والمطالبة بالنفس الديموقراطي وكأننا أمام أحزاب وزعماء لم يشاركوا في الحكومة .
اذن كيف يمكن الوثوق برموز حزبية تشنف اذاننا وتصدع رؤوسنا عشية الاستحقاقات الانتخابية بشعارات تنقية الأجواء السياسية وضخ نفس سياسي جديد وتوسيع الهامش الديموقراطي وضرورة محاربة الفساد والاستبداد ، وهي أكثر من 20 عاما لم تحقق شيئا يذكر في مطالب اليوم التي ترفعها لاستمالة الناخبين . والغريب في الأمر انها تتناسى ان كل الانتقادات للاوضاع القائمة وقعت أثناء وجودها بالحكومة ، وساهمت بنصيبها في تأزيم الأوضاع ، فما معنى أن يخرج نبيل بنعبد الله للمطالبة بطي صفحة معتقلي الحسيمة وهو واحد من الذين شملهم الاعفاء الملكي بسبب فشل قطاعه الوزاري في انجاح مشروع الحسيمة منارة المتوسط الذي تسبب في توتر اجتماعي غير مسبوق ، وما معنى أن يرفع حزب العدالة والتنمية نفس المطلب والجميع يعلم انه كان قائدا للحكومة وبيده وزارة العدل ؟!!!!!!
لذلك لا يمكن اليوم التلاعب بعقول وقلوب وذاكرة المغاربة ومحاولة اقناع الشارع المغربي بالمزايدات السياسية والشعارات التي انتهت مدة صلاحيتها ولم تعد تقنع حتى أصحابها ، فالأحزاب التي تتعامى عن الاعتراف بالمشاكل التي ساهمت في صناعتها ، ولا توجد لديها مشاريع حلول للمرحلة المقبلة ، عادة ما تتهرب باتجاه الشعارات السياسية لستر عيوبها وفشلها أمام الناخبين . وهذه لعبة لم تعد مجدية من من مسؤولين عن استفحال العديد من المسلكيات التي شوهت الممارسة السياسية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى