رسالة الرميلي… حينما رجحت وزيرة سابقة المسؤولية عن المنصب

وضعت نبيلة الرميلي حدا للجدل الذي رافق جمعها بين عمودية الدار البيضاء ووزارة الصحة، وما صاحب ذلك من كلام عن الجمع بين المسؤوليات والتفرغ وما إلى ذلك..

نبيلة الرميلي الوزيرة الجديدة التي أصبحت اليوم وزيرة سابقة للصحة، اختارت بين العمودية والوزارة، فغلبت كفة الدار البيضاء القلب النابض للمغرب اقتصاديا وحتى اجتماعيا.

العمدة المنتخبة للدار البيضاء فضلت منصبها الأول على المنصب الوزاري، وفي ذلك رجاحة وحكمة، فلم يغرّها كرسي المسؤولية على رأس قطاع حيوي وهام جدا، بقدر ما تمسكت بالمسؤولية على رأس أكبر مدن المملكة والتي تتطلب جهدا كبيرا وقبل ذلك تفرغا كاملا.

الرميلي خلقت الحدث بطلبها الإعفاء من منصب وزارة الصحة، لأننا نشاهد اليوم مرحلة جديدة من عدم التهافت على المناصب نشاهد لحظة يكون فيها حس المسؤولية أقوى وأكبر من لمعان وبريق المناصب، تلك هي رسالة نبيلة الرميلي من خلال هذه الخطوة.

الاكيد أن الأسبوع الذي قضته نبيلة الرميلي في وزارة الصحة، كان أسبوعا للتفكير والاختيار بين هذا وذاك وكلاهما ثقيل في ميزان المسؤولية، لذلك كان طلب الإعفاء من صميم تقدير حجم ما ينتظر العاصمة الاقتصادية، والأهم حجم ما ينتظر المغرب ككل والحكومة الجديدة التي يقع على عاتقها تدبير مرحلة ما بعد تداعيات الجائحة والحفاظ على المكتسبات والسير قدما في الأوراش الكبرى، حكومة يلزم فريقها الكثير من العمل والجهد والتفرغ الكامل دون أي شائبة انشغال بشيء آخر.

الحقيقة اننا نقف اليوم امام مغرب جديد، مغرب مغاير، لا علاقة له بمحيطه الإقليمي وحتى القاري، مغرب ينتمي إلى نفسه ويواكب العالم بخطواته المدروسة بعناية، لذلك فمن حق هذا المغرب المتألق أن ينال مسؤولين من مستوى تحمل المسؤولية وإعطاءها حقها بالكامل وليس فقط بهرجة المواعيد والألقاب..

طبعا عندما اختارت الرميلي العمودية على الوزارة، كان ذلك محض إرادة وقناعة شخصية، فالقانون لا يمنع جمعها بينهما، لكن الضمير المسؤول يقضي بأن يكون لكل منصب حقه.

وأمام وزارة الصحة كم هائل من العمل بدأه آيت الطالب وسيكمله بعد التعيين الملكي له، خاصة انه واكب الجائحة وكانت الصحة ناجحة إلى حد بعيد في الحد من تداعيات الوباء على المواطنين..

ومن جانب آخر فإن عمودية الدار البيضاء تساوي هذا المنصب فهي العاصمة الاقتصادية للمملكة والقلب النابض، أمامها بدورها مشاريع وأشغال وأوراش كبيرة لكي تكون هذه المدينة التي تلقب بـ “الغول” في مستوى ما يطمح إليه المغرب الحديث..

نقول ببساطة، أن الرميلي أرسلت برقية عاجلة إلى أن المنصب ليس هو المهم، الاهم تحمل المسؤولية والقيام بها على اكمل وجه… وطبعا رسالة أيضا لمن ما زال يعيش على أعتاب التردد في اتخاذ مثل هذا القرار الجريء..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى