الزواج الكوفيدي بين الحسناء والوحش

لاحديث في غابة الصحة الا عن زواج الحسناء بالوحش. فالحسناء ليست إلا مؤسسة صحية بوجدة أما الوحش فهو طبيب الإنعاش الذي عقد قرانه الغير شرعي بها في حفل وبائي محفوف بكل الأمراض من فساد وابتزاز واستغلال للنفوذ. فهذا الوحش استباح لنفسه استغلال الحسناء بأبشع الطرق وأمام ولي أمرها والمسؤول الأول عنها والذي تحول الى صنم لايقوى لا على الحديث ولا على الحركة، تاركا الحسناء بين أيدي هذا الوحش يستغلها كما يحلو له فأصيبت حسناؤنا التي فقدت كل معالم جمالها وزينتها بمرض الجشع والخبث لم ينفع معه لاتلقيح ولاتعقيم. أما الوحش فأتخم بكل أنواع المتعة واللذة من حسنائنا الى درجة احساسه بجنون العظمة جعله يعتقد بأن لا أحد يستطيع ايقافه عند حده.

فبالعودة للحديث عن أحداث ووقائع صيفنا الكوفيدي فقد أصيب أحد الخرفان بسعال حاد وحرارة مفرطة وقام بزيارة نسر من أجل استشارة طبية فنصحه بالذهاب الى الحسناء قصد الاستشفاء، لكن عند وصوله ثار الوحش في وجه الخروف وصاح بالصوت المرتفع: الحسناء حسنائي ولامكان للخرفان فيها. فذعر الخروف الهزيل من هول الصدمة والذي لطالما كان يردد على مسامعه بأن الاستفادة من الحسناء حق مكفول للجميع. فعاد الخروف المصاب الى باقي القطيع ليسمع في اليوم الموالي بالنشرة الاخبارية الوبائية بأن خروفنا توفي وأنه سبب من أسباب ارتفاع عدد المصابين بهذا الوباء اللعين. غير أن الأغرب في كل هذه الاحداث والوقائع الكوفيدية أنه عندما أصيب الذئب بهذا الوباء أراد أن يسلك نفس مسار الخروف لكن زميله الثعلب نصحه بطلب تدخل النمر المقنع لدى الوحش لأن النمر صاحب جاه ومال ونفوذ وطلباته غير مردودة وتدخلاته أوامر، أخد الذئب بنصيحه الثعلب فوجد الوحش في إستقباله وهيأ له كل الظروف للإستفادة من الحسناء التي كانت بالامس القريب ممتلئة ولامكان لخروفنا المسكين فيها من أجل العلاج.

فشفي الذئب وأمسك بمكفرفون أحدى القنوات العمومية وبدأ بالتهليل والتطبيل والثناء على المؤسسة الصحية وعلى طبيب الانعاش في محاولة بئيسة لإخفاء الجانب المأساوي والمظلم والاجرامي لما تعرض له الكثير من الخرفان المستضعفين والمغلوبين على أمرهم والممنوعين من الاستفادة من الحسناء.

في الختام أقول للحسناء والوحش أنكما بين رشيدين: الأول يسخر قلمه لأنتقادكما وفضح خروقاتكما، أما الثاني فيستغل عدسته من أجل تلميع صورتكما المهزوزة داخل الوسط الصحي والمجتمع المدني محليا ووطنيا، فيا ترى لمن الغلبة: هل للقلم الشريف أم للعدسة المأجورة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى