
في لقاء حصري مع قناة « جيل 24 » اعده وقدمه الفنان عزالدين الزناكي، فتحت الفنانة أميمة قلبها لتشارك الجمهور تفاصيل من مسيرتها الفنية، مؤكدة على أصالتها الفنية وحبها العميق للتراث المغربي والعربي الأصيل.
نشأة فنية مبكرة من مدينة أصيلة ولدت الفنانة أميمة وترعرعت في مدينة أصيلة الساحرة، حيث بدأت علاقتها بالفن منذ نعومة أظفارها. تتذكر أميمة بابتسامة مشاركاتها في الحفلات المدرسية منذ الصف الثاني الابتدائي، حيث كانت تغني دائمًا في نهاية العام الدراسي. لم تكن مجرد مشاركة، بل كانت نجمة الحفلات، متفوقة أكاديميًا وفنيًا، حيث كانت دائمًا ما تحتل المرتبة الأولى في المدرسة وتحصل على جائزتين: واحدة للتفوق الدراسي وأخرى لموهبتها الغنائية. كانت أميمة تغني أغاني صعبة لكبار الفنانين مثل لطيفة رأفت ورجاء بلمليح، مما يدل على موهبة فذة بدأت تتشكل مبكرًا. تتذكر كيف كانت تدندن أغنية « مغيارة » لميادة الحناوي في المطبخ مع والدتها، وهي أغنية لا تزال تحتل مكانة خاصة في قلبها.
بين أصالة الطرب وضجيج « الواي واي » ترى أميمة أن الفن القديم لا يعوض، مشبهة عودته بعودة صيحات الموضة القديمة. وتؤكد أن الأغاني القديمة التي ترعرعنا عليها مع آبائنا وأمهاتنا، مثل أم كلثوم ووردة وميادة الحناوي ومحمد الإدريسي، هي الأصل الذي يجب العودة إليه.
تعبر أميمة عن استيائها من موجة الأغاني الحديثة، والتي تصفها بـ « محدودة » و »تجارية »، وتنتقد ما تسميه أغاني « الواي واي » التي أصبحت سائدة. تعتبر أن هذه الأغاني، التي غالبًا ما تكون قصيرة جدًا وتعتمد على « الأوتوتيون »، تنسينا في التراث المغربي الأصيل. ورغم إقرارها بأن لكل منها جمهوره، إلا أنها تعتقد أن « الواي واي » لا تمثل شيئًا نفخر به كفنانين مغاربة.
المغرب: تنوع ثقافي غني يستحق الاحتفاء تفتخر أميمة بالتنوع الثقافي الهائل للمغرب، من طنجة إلى الكويرة، مؤكدة أن كل مدينة وحي له تراثه الخاص، بما في ذلك الأمازيغية والشلحة والشمالية والشرقية. وتتساءل: « لماذا نقلد شيئًا ليس منا ونحن نملك كل هذا التراث والمواهب الرائعة دون الحاجة إلى ‘الأوتوتيون’؟ ». هي ليست ضد الأغنية القصيرة إذا كانت تحمل قيمة فنية، فـ « خير الكلام ما قل ودل »، ولكن يجب أن تحمل « نسمة » من تراثنا وهويتنا.
تحديات المسيرة الفنية وآمال في المستقبل بالنسبة لحضورها في الحفلات والمهرجانات، تعترف أميمة بأنها ربما لم تحصل على فرصتها الكاملة بعد، لكنها لا تلقي باللوم على أحد، لأنها لم تطرق الأبواب بما يكفي. هي ترى أن مسيرتها الفنية بدأت للتو في التفريغ، وأن الحياة اليومية والمسؤوليات العائلية كانت لها الأولوية.
تجد أميمة راحتها وعلاجها في الغناء. ومن أبرز التحديات التي تواجهها في الحفلات هي المشاكل التقنية في الصوت والمعدات، بالإضافة إلى انسحاب بعض أعضاء الفرق الموسيقية. تعرب عن أملها في توحيد الجهود بين الفنانين والعمل على تقنين العمل الفني في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وخاصة في مدينة أصيلة التي تصفها بأنها « مدينة الفنون » و »مظلومة » في نفس الوقت. وتؤكد على استعدادها للتضحية والاجتهاد من أجل الفن، حتى لو لم يكن هناك مقابل مادي مباشر، إيمانًا منها بأهمية إيصال الفن للأجيال القادمة.
رسالة للمرأة والرجل المغربي وجهت أميمة تحية تقدير للمرأة المغربية، واصفة إياها بالصبورة والمجاهدة والأم التي تؤدي دور الأب والأم معًا في كثير من الأحيان. وتعتز بكونها مغربية، مؤكدة أنها لو خيرت لاختارت أن تكون مغربية مرة أخرى. كما وجهت رسالة للرجل المغربي، مناشدة إياه بأن يخفف على المرأة وأن يتفهمها، مؤكدة أن الرجل والمرأة المغربية يكملان بعضهما.
في ختام اللقاء، لم تخفِ أميمة رغبتها في غناء عمل جديد يلامسها، معربة عن سعادتها بأن تغني عن الأم المغربية المناضلة التي أنجبت أجيالاً ورفعت راية المغرب عالياً. وأتحفت الجمهور بصوتها الجميل وهي تؤدي مقطعًا من أغنية « ست الحبايب ».
تتمنى أميمة النجاح والتيسير للجميع، مؤكدة أن لقاءها مع قناة « جيل 24 » كان ممتعًا وملهمًا.
Soyez le premier à commenter