
تتناول الساحة السياسية المغربية، قبيل انتخابات مجلس النواب لعام 2026، نقاشاً محورياً حول مقترحات الإصلاح الانتخابي التي قدمها حزب التقدم والاشتراكية. هذه المقترحات، التي تُعد رؤية متكاملة وشجاعة، تهدف إلى معالجة تحديات عميقة في المشهد السياسي المغربي، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول مدى واقعيتها وإمكانيات تطبيقها في الأجل الزمني المحدد. […]
تُعد مقترحات حزب التقدم والاشتراكية لإصلاح النظام الانتخابي في المغرب، والتي قُدمت قبل انتخابات مجلس النواب لعام 2026، رؤية طموحة وشجاعة تسعى لمعالجة تحديات عميقة ومزمنة في المشهد السياسي والانتخابي. لكن هذه الرؤية الشاملة تثير تساؤلات جدلية حول مدى واقعيتها وقابليتها للتطبيق في الأجل الزمني المحدد، وحول التوازن المطلوب بين الطموح والإمكانيات الفعلية على أرض الواقع [20, 23، 36]. […]
الرباط – قدم حزب التقدم والاشتراكية مذكرة تفصيلية في ندوة صحفية بمقره المركزي بالرباط، تتضمن مقترحاته لإصلاح النظام الانتخابي في المغرب، مع التركيز بشكل خاص على انتخابات مجلس النواب لعام 2026. وتأتي هذه المذكرة في سياق سياسي مهم، استجابة للتوجيهات الملكية السامية، وبعد مشاورات مع وزارة الداخلية والأحزاب السياسية.
سياق الإصلاح وتحديات الواقع يثمن الحزب عاليًا حرص جلالة الملك على الإعداد الجيد لانتخابات 2026، وضمان إجرائها في موعدها الدستوري، في سبتمبر من العام المقبل، مع اقتراح إمكانية تقديمها إلى يونيو 2026. كما ينوه بالأجواء الإيجابية التي سادت لقاء قادة الأحزاب السياسية مع وزير الداخلية في 2 أغسطس 2025، وتأكيد الوزير على تنظيم انتخابات تشريعية نزيهة وذات مصداقية.
يرى الحزب أن مسألة الانتخابات ليست مجرد تدبير تقني، بل هي قضية سياسية ودستورية بامتياز، تهم بناء المسار الديمقراطي والمؤسساتي والتنموي للبلاد. وتهدف هذه الإصلاحات إلى جعل انتخابات 2026 محطة سياسية مميزة تعزز الشعور بالانتماء وتصالح المغاربة مع الشأن السياسي.
ويشدد الحزب على أن الواقع الحالي يبرز ضعف المشاركة، مع حوالي 18 مليون مغربي لا يصوتون (9 ملايين غير مسجلين و9 ملايين مسجلين لكنهم لا يشاركون). كما يرى أن إغراق الفضاء الانتخابي بالمال والفساد كان أخطر معضلة واجهت العملية الانتخابية، كما حدث في انتخابات 2021. […]
عندما نذكر كلمة « منطق »، قد يتبادر إلى الأذهان فورًا تلك القواعد الصارمة والرموز الجافة التي نراها في كتب الرياضيات أو علوم الكمبيوتر. صورة لأداة محايدة، موضوعية، هدفها الأساسي هو الوضوح والدقة، وضمان سلامة الحجج بعيدًا عن أي لبس. هذا هو المنطق الصوري، البطل الذي تستخدمه التكنولوجيا الحديثة لضمان عمل برامجنا بكفاءة وخلوها من الأخطاء، وهو ما تشير إليه مذكرات الدكتور سامي الصادي في مجال التحقق الصوري من البرامج.
ولكن، هل هذا هو كل شيء عن المنطق؟ أم أن له أبعادًا أعمق وأكثر تعقيدًا تتجاوز كونه مجرد « قواعد وهياكل ثابتة »؟ المصادر التي بين أيدينا اليوم تدعونا لاستكشاف هذه الأبعاد المتعددة، من أعماق الفلسفة إلى التطبيقات التكنولوجية المعاصرة وحتى طريقة تفكيرنا وتعلمنا.
نقد الفيلسوف: المنطق الجدلي وواقع التناقض […]
عندما نذكر كلمة « منطق »، قد يتبادر إلى الذهن فورًا صور القواعد الصارمة، الرموز الجافة، والمعادلات الرياضية المعقدة. وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه مجال أكاديمي بحت، بعيد عن نبض الحياة اليومية. لكن، هل هذا التصور يفي المنطق حقه؟ بالنظر في مجموعة من المصادر الفلسفية والتقنية والتعليمية، نجد أن المنطق يتجاوز بكثير كونه مجرد هيكل جامد؛ إنه تيار فلسفي عميق، وعمود فقري للتكنولوجيا الحديثة، وجزء لا يتجزأ من طريقة تفكيرنا وتعلمنا كبشر. […]
تُمثل عملية التحول من المعرفة البدائية أو « الساذجة » إلى المعرفة العلمية تحديًا فلسفيًا وتربويًا محوريًا في فهم تطور الفكر البشري. ففي حين تستند المعرفة الساذجة إلى التجربة اليومية والمواقف الفردية، تُبنى المعرفة العلمية على أسس منهجية من التحقق التجريبي والنظري. إن فهم هذا الانتقال ليس ضروريًا فحسب لتقدير كيفية بناء الأفراد لفهمهم للعالم، بل هو أساسي أيضًا لتطوير الممارسات التعليمية الفعالة. وتُساهم تخصصات متعددة، مثل علم النفس، أصول التدريس، الأنثروبولوجيا، وعلم المعرفة، في إثراء هذا الحوار.
تتسم المعرفة الساذجة بطابعها التلقائي وغير المنظم، حيث تتشكل لدى الأفراد، وخاصة الأطفال، من خلال تفاعلاتهم المباشرة مع بيئتهم. فقد أشار بياجيه إلى أن تفكير الطفل في مرحلة الروضة يعتمد بشكل كبير على المراجع المادية والمفاهيم التلقائية. على سبيل المثال، يميل الرضع إلى تمييز الأجسام ثلاثية الأبعاد عن الخلفية وتصنيف الكائنات بناءً على حركتها. هذه المفاهيم، وإن كانت ضرورية للتكيف الأولي مع العالم، إلا أنها غالبًا ما تكون غير متماسكة وتفتقر إلى التحقق العلمي الصريح الذي يميز المعرفة المنظمة. فالطفل يفسر الظواهر البيولوجية، مثل النمو، وفقًا لمنظور ما قبل علمي، والذي قد لا يتوافق مع النظريات العلمية المعقدة.
يتطلب الانتقال إلى المعرفة العلمية إطارًا معرفيًا أكثر تعقيدًا، حيث تلعب عدة عوامل دورًا حاسمًا في هذا التطور. فاللغة، على سبيل المثال، ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي محرك أساسي في عملية التصنيف وتنظيم المفاهيم، مما يؤثر بشكل مباشر على كيفية بناء المعرفة العلمية. ومن منظور فيجوتسكي، تُعتبر التفاعلات الاجتماعية أمرًا حيويًا لتطوير المعرفة العلمية، خاصة ضمن « منطقة التطور الوشيك » حيث يتعلم الفرد من خلال التوجيه والدعم. وتُعد العمليات المعرفية مثل التجريد والتعميم ضرورية لتحويل المفاهيم الحسية إلى مفاهيم علمية أكثر شمولية. فالوصول إلى المعرفة العلمية يتطلب بناءً جديدًا، وغالبًا ما يتضمن « تجريدًا من الملموس »؛ أي تجاوز الارتباط الحسي المباشر لبناء فهم مفاهيمي أعمق.
تُبرز هذه الفروقات بين المعرفة الساذجة والعلمية تحديات جمة أمام الممارسات التربوية. فالمفاهيم البدائية غالبًا ما تكون راسخة ومقاومة للتغيير، مما يستدعي نهجًا تعليميًا يهدف إلى إحداث « صراعات معرفية » تُشجع المتعلم على إعادة تقييم أفكاره المسبقة. ولهذا الغرض، تُستخدم أساليب بحثية في علم أصول التدريس، مثل المقابلات السريرية والاستبيانات، لتحديد وتحليل تصورات الطلاب. كما يُشدد على أهمية « النقل التعليمي » (didactic transposition)، الذي يتضمن تحويل المعرفة العلمية المعقدة لتكون قابلة للتعليم. ومن الضروري أيضًا أن يُعيد المعلمون النظر في استراتيجياتهم التعليمية لدمج وجهات نظر مختلفة، ومواجهة مفاهيم الطلاب الساذجة بدلًا من تجاهلها.
في الختام، إن رحلة التحول من المعرفة الساذجة إلى الفهم العلمي ليست مسارًا مباشرًا، بل هي عملية معقدة تتداخل فيها العوامل المعرفية والاجتماعية واللغوية. وتُسلط الأبحاث في هذا المجال الضوء على الحاجة الملحة لتطوير طرق تدريس العلوم التي تُعنى بتلك الفروقات الجوهرية، بهدف تعزيز التفكير العلمي لدى الأفراد. فمن خلال نهج متكامل يجمع بين علم النفس المعرفي، أصول التدريس، والأنثروبولوجيا، يمكننا توجيه المتعلمين بفعالية نحو بناء معرفة علمية أكثر رسوخًا وفهمًا أعمق للعالم. […]
الجديدة، المغرب – في لقاء فني ملهم ضمن برنامج « جلسات فنية مع منى » على قناة جيل 24، استضاف البرنامج الفنان المغربي المبدع السيد منعم قسوح، الذي يُعد نموذجًا يحتذى به في الإصرار والعزيمة. هذا الفنان، الذي يصف نفسه بـ »ذو الهمم »، استطاع تجاوز التحديات الجسدية ليتبوأ مكانة مرموقة في عالم الفن والإخراج، مقدمًا رسائل عميقة تسعى لتغيير نظرة المجتمع.
رحلة تعليمية وفنية حافلة رغم التحديات وُلد السيد منعم قسوح عام 1981، وقد حصل على دبلومات متنوعة بعد البكالوريا، شملت التقني في المحاسبة بالمقاولات، ومدير مخيمات، ومساعد اجتماعي، ودبلوم في الإعلاميات، وتخصص في تسيير المقاولات. ورغم هذه المؤهلات، واجه منعم صعوبات في إيجاد عمل، خصوصًا في الشركات الخاصة التي لم تتقبل فكرة توظيف شخص في وضعية إعاقة. هذا النقص في التقبل الاجتماعي دفعه إلى التفكير في الإبداع كمنصة للتعبير عن قضايا ذوي الهمم.
بدأ مسيرته الفنية مبكرًا في المسرح خلال السنة السادسة ابتدائي، حيث شارك في أعمال مثل « مصباحي » و »الأهلادي » و »بيض الزقوم ». ثم انتقل إلى عالم السينما، وهي خطوة واجهت في بدايتها صعوبة في تقبل البعض لفكرة دخول شخص في وضعية إعاقة هذا المجال. لكن إرادته وعزيمته كانتا أكبر.
« أصدقاء الفنان المعاق »: جسر يجمع المبدعين تكللت جهود السيد قسوح بتأسيس « جمعية أصدقاء الفنان المعاق ». هذه الجمعية تتميز بكونها الوحيدة في المغرب التي تجمع بين الفنانين الأسوياء وذوي الإعاقة. وتهدف الجمعية إلى مساعدة وتطوير المواهب الفنية لدى الأشخاص في وضعية إعاقة في مجالات متعددة كالموسيقى والمسرح والسينما. ومن أبرز إنجازاتها تنظيم إفطارات رمضانية تجمع بين الأسوياء وذوي الإعاقة، والاحتفال بيوم الاستقلال، ويوم المعاق بالتعاون مع جمعيات أخرى. وقد شاركت الجمعية في مهرجانات وطنية ودولية في طنجة، والرباط، وأكادير، والبيضاء، والقدس، وإيطاليا، وفرنسا، وفلسطين، والعراق.
أفلام قصيرة برسائل عميقة برز السيد منعم قسوح في مجال الإخراج السينمائي من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة التي تتناول قضايا مجتمعية هامة:
• « دو الاعاقة والعمل » (2020): يحكي فيه الفنان قصته الشخصية وتحدياته.
• « يوم الأيام »: يتناول هذا الفيلم معاناة مستخدمي الكراسي المتحركة مع صعوبة الوصول إلى المراكز الإدارية بسبب عدم توفر الممرات الخاصة.
• فيلم ثالث (غير مُسَمَّى في اللقاء): يروي قصة واقعية عن تجربة كاستينغ في السعودية وفرنسا والمغرب، ويكشف عن خيبة الأمل التي تواجه الفنانين في وضعية إعاقة، بالإضافة إلى الوصمة المجتمعية التي تصورهم كمتسولين.
« فهمني كومبوا »: دعوة لتغيير النظرة المجتمعية أحدث إبداعات السيد منعم قسوح هو الفيلم القصير « فهمني كومبوا » (Comprends Qui Pourra). يشارك هذا الفيلم حاليًا في المهرجان الدولي للفيديوهاتية بتونس. يدور الفيلم حول سوء الظن بالآخر، خصوصًا تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة، مؤكدًا على أن « الإعاقة هي إعاقة الذهن لا غير ». ويستشهد منعم بأمثلة عالمية مثل ستيف ووندر وعالمة لم تكن تتكلم لكنها حققت وجودها.
دعوة للمشاركة ودعم الفيلم المغربي يناشد السيد منعم قسوح و »جيل 24″ مغاربة العالم والجمهور الكريم بدعم فيلم « فهمني كومبوا » في المهرجان الدولي للفيديوهاتية بتونس. يطمح الفيلم للحصول على المرتبة الأولى، علمًا أن المغرب حاليًا يحتل المرتبة السادسة بـ350 إعجابًا، بينما تتصدر مصر بـ3500 إعجاب وتونس بـ3200. يمكن للمشاركة أن تكون سهلة عبر الإعجاب (جيم) والتعليق على الفيديو المتوفر رابطه في التعليق الأول.
إن قصة منعم قسوح وفيلمه « فهمني كومبوا » ليست مجرد عمل فني، بل هي رسالة إنسانية قوية تدعو إلى التضامن، وتغيير المفاهيم النمطية، والاعتراف بقدرات وإبداعات ذوي الهمم. دعونا ندعم هذا الجهد الفني المميز ليحتل المرتبة التي يستحقها. […]
يؤكد حزب العدالة والتنمية على التزامه بالمبادئ الدستورية ودوره كحزب سياسي مسؤول يثق في الدولة، لكنه يدعو إلى تضافر جهود الدولة والأحزاب والمواطنين لإعادة البريق للاختيار الديمقراطي في المغرب.
https://www.gil24.com/360/—-/ […]
في خطوة استباقية ومفصلية، قدم حزب العدالة والتنمية مذكرة تفصيلية إلى وزارة الداخلية بتاريخ 26 غشت 2025، تتضمن مقترحاته وتحليلاته للواقع الانتخابي والسياسي في المغرب. جاء ذلك بهدف توفير شروط انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في استحقاقات مجلس النواب لسنة 2026، وهي المذكرة التي حملت شعار « توفير شروط الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة واجب دستوري ومصلحة وطنية لمحاربة العزوف الانتخابي واستعادة مصداقية الاختيار الديمقراطي ». وتهدف المذكرة، حسب الحزب، إلى إفراز مؤسسات منتخبة حقيقية تحظى بالشرعية والمصداقية والثقة. […]
يُشكل **البرنامج الوطني للتخييم** في المغرب ركيزة أساسية ضمن السياسات العمومية الموجهة للشباب، حيث تدرك الدولة المغربية أن الاستثمار في القيم هو استثمار في مستقبل الوطن، وأن تربية جيل متشبع بالمواطنة الحقة ضمانة لاستمرارية المسيرة التنموية. هذه المخيمات ليست مجرد محطات صيفية للترفيه، بل هي ** »مدارس للحياة »** ومجالات لغرس قيم وطنية وإنسانية تبني شخصيات متوازنة قادرة على الانفتاح والمساهمة في خدمة الصالح العام.
**المواطنة الفاعلة في صميم التجربة**
يهدف البرنامج إلى تمكين الناشئة من عيش تجربة مصغرة للمواطنة الفاعلة من خلال المشاركة في اتخاذ القرار بشكل جماعي، وتقاسم المهام، والتعلم عبر الأنشطة الفنية والثقافية والبيئية . وفي هذا السياق، يظل دور الأطر التربوية محورياً في مرافقة الأطفال والشباب وتوجيههم نحو استيعاب معاني المواطنة المرتبطة بالكرامة والمسؤولية وخدمة الصالح العام . كما توفر المخيمات مساحة خصبة لغرس قيم التضامن والتطوع من خلال برامج وأنشطة تشجع على تقديم المساعدة للغير والانخراط في المبادرات الجماعية التي تعكس روح الفريق والمسؤولية المشتركة، وهي ممارسات تصنع شخصية مواطنة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة الإيجابية في بناء المجتمع.
**استراتيجية جديدة لتخييم شامل ومندمج**
في إطار هذا التوجه، أطلق معالي السيد الوزير وفريق عمله بالإدارة المركزية استراتيجية جديدة للبرنامج الوطني للتخييم، حرصت على شمول مجالات متنوعة ومتكاملة . تشمل هذه المجالات المخيمات القارة الموجهة لليافعين، والدورات التدريبية، والأصياف التربوي، ويتم تنفيذها في إطار حكامة رشيدة تؤمن المتابعة الدقيقة عبر لجان للمراقبة والتتبع . وتغطي محاور البرنامج مجموعة من المجالات الحيوية منها: الصحة، البيئة، الحقوق والمواطنة، الأنشطة البدنية، الأنشطة الرقمية، الموروث الثقافي، السياحة، الريادة والابتكار، التطوع، والأنشطة الفنية [ هذا الشمول يجعل البرنامج أكثر قدرة على تلبية احتياجات الأطفال واليافعين بمختلف اهتماماتهم وتطلعاتهم .
**الإنصاف والاندماج: أولوية في النسخة الحالية**
تتميز النسخة الحالية من البرنامج باهتمام خاص بفئات معينة من الأطفال واليافعين، لا سيما المنحدرين من الوسط القروي، والفتيات، والأطفال في وضعية الإعاقة، وأطفال المؤسسات الاجتماعية، وأبناء المهاجرين .يمثل هذا التوجه تجسيداً واضحاً لإرادة صادقة في جعل الممارسة تخييمية دامجة ومنصفة تعكس قيم المساواة والعدالة الاجتماعية . كما تحرص المخيمات على توفير خدمات استقبال قائمة على شروط مثلى تراعي الصحة والسلامة، مما يجعل تجربة التخييم محطة متكاملة ذات بعد تربوي عميق تساهم في تنمية الناشئة وترسيخ قيم المواطنة لديهم
**شراكات استراتيجية لنجاح مستدام**
إن نجاح المخيمات يعتمد بشكل كبير على شراكة مختلف الفاعلين من قطاعات حكومية وجماعات ترابية وجمعيات، كالجامعة الوطنية للتخييم كشريك استراتيجي، التي تُعد أداة رئيسية لضمان هذا النجاح . وفي هذا السياق، يُجدد الشكر العميق لكل الأطر التربوية والشركاء والفاعلين على ما يبذلونه من جهود وتضحيات لتأمين فضاءات آمنة ومفيدة لأطفالنا وشبابنا . ويؤكد قطاع الشباب بجهة الشرق على وفائه لرسالته التربوية وعزمه على تطوير هذا البرنامج لتظل المخيمات مدرسة حقيقية للمواطنة الفاعلة وفضاء يواكب التحولات ويغرس في ناشئها حب الوطن وروح المسؤولية والالتزام
إن الاحتفال بالذكريات الوطنية المجيدة يدعونا إلى استلهام روحها في تربية الناشئة على التشبث بالثوابت الوطنية وجعل المواطنة ممارسة يومية تترجم في احترام القانون، والمشاركة في الحياة العامة، والإيمان بقدرة الوطن على التقدم بفضل أبنائه […]
وجدة، المغرب – في قلب قرية الصناع التقليديين بمدينة وجدة الألفية، حيث تتجسد براعة الأيادي في أعمال فنية، يبرز السي نور الدين كأحد أبرز الحرفيين المتخصصين في صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية المتنوعة. وقد التقت « جيل 24 » بالسي نور الدين الذي يعمل على مدار الساعة لتقديم منتوجات فريدة تجمع بين الأصالة والدقة.
السي نور الدين: شغف بحرفة الجلد يعرض السي نور الدين تشكيلة واسعة من الأحذية ومختلف أنواع الجلد التي يتم تصنيعها يدوياً وباستخدام الآلة. ويؤكد أن هذه الحرفة تتطلب جهداً كبيراً ودقة متناهية، وهو ما يحرص عليه في كل قطعة يبتكرها.
قرية الصناع التقليديين: تحفة حرفية تنتظر الاكتشاف لا يقتصر عمل السي نور الدين على حرفة الجلد فقط، بل هو جزء من نسيج أكبر يضم « جميع الصناع » في هذه القرية. يصف السي نور الدين القرية بأنها « تحفة تبارك الله » و »رياض للصناع »، حيث تتواجد بها مجموعة واسعة من الحرف التقليدية مثل الخياطة التقليدية، وصناعة القفطان، والبلوزة الوجدية، وجميع أنواع الجلد، والحدادة. وقد تم تنظيم نشاط حالي في القرية بهدف إحيائها وتعريف سكان مدينة وجدة بها، حيث يشير إلى أن « أغلبية الناس ما كيعرفوش هذه القرية الصناعية فين جات ».
تحديات الإقبال وأمل المستقبل بالرغم من الجمال والتنوع الحرفي الذي تقدمه القرية، يشير السي نور الدين إلى أن الإقبال على منتوجاته داخل القرية « مازال ناقص 100% » منذ افتتاحها. ويوضح أنه في الوقت الحالي يعتمد بشكل كبير على « الكليان اللي على برا اللي كيعرفونا »، والذين يأتون إليه خصيصاً.
وعلى الرغم من هذا التحدي، يحمل السي نور الدين « نظرية بعيدة » وتفاؤلاً كبيراً بمستقبل القرية. يتوقع أن « هذه القرية إن شاء الله غادي زايدة في الازدهار »، ويتمنى لها التقدم لتكون مزدهرة. كما يوجه نداءً لسكان وجدة « يزورونا يزوروا هذا المكان »، ويشكر المسؤولين الذين يرى أنهم « ساهرين عليها » و »خادمين بالعمل ودايرين جميع المجهودات ديالهم ». يعرب السي نور الدين عن تفاؤله بالخير، مؤكداً: « احنا متفائلين خير ». […]
وجدة، المغرب – في قلب قرية الصناعة التقليدية بوجدة، حيث تتجسد الحرف اليدوية كفن أصيل، تشارك مجموعة من الصانعات التقليديات المتخصصات في « الدوم » في معرض يُقام بهذه القرية. المعرض، الذي نظمه الوطن في الصناعة التقليدية، شهد إقبالاً ممتازاً من الزوار.
تهدف الصانعات من خلال مشاركتهن إلى التعريف بمنتوجاتهن وإظهار مهاراتهن الفريدة في هذا الفن العريق. وقد قدمن للجمهور مجموعة متنوعة من المصنوعات اليدوية التي تعكس إبداعهن:
• الطرزات: تُعرض قطع فنية مزينة بالتطريز اليدوي الدقيق.
• منتجات الكروشي: تشمل أعمال الكروشي المتنوعة، بالإضافة إلى ما يبدو أنه « الحلبه » المصنوعة بالكروشي، والتي أثارت اهتمام الزوار.
• مستلزمات العرائس: تُقدم الصانعات أيضاً قطعاً مصممة خصيصاً للعرائس، مما يضيف لمسة تقليدية خاصة لهذه المناسبات.
• السماوات: كما يعرضن منتجات تُعرف باسم « السماوات ».
لقد أتاحت هذه المشاركة للصانعات فرصة قيمة لعرض إبداعاتهن أمام جمهور واسع، مؤكدات على الدور الحيوي الذي تلعبه الصناعة التقليدية في الحفاظ على التراث الثقافي المغربي وتطويره. […]
وجدة، المغرب – في قلب قرية الصناعة التقليدية بمدينة وجدة الألفية، التقت « جيل 24 » بالصانع المبدع رشيد جيحة، الذي يُعرف ببراعته في التصميم والابتكار في عالم الأزياء التقليدية. جيحة، الذي يُعد شخصية متعددة المواهب، تحدث عن مسيرته الطويلة في فن « البلوزة » وعن رؤيته لمستقبل هذا الصرح الحرفي الجميل.
من هو رشيد جيحة؟ رشيد جيحة ليس مجرد صانع تقليدي؛ بل هو مصمم أزياء، رئيس تعاونية « التواصل الشامل »، مدرب عارضات أزياء، وحاليًا طالب جامعي بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية. هذه الخلفية المتنوعة تمنحه منظورًا فريدًا في عمله، خاصة فيما يتعلق بلمسته الخاصة في تصميم « البلوزة » وإكسسواراتها.
« البلوزة » بين الأمس واليوم: رحلة من المحلية للعالمية يتحدث جيحة عن علاقته العميقة بـ »البلوزة » التي بدأ العمل عليها منذ عام 1986. يشير إلى أن « البلوزة » قد قطعت أشواطًا بعيدة وتطورت بشكل كبير. ففي الماضي، كانت تخاط ببساطة وتُزين فقط بالقماش. أما اليوم، فقد تحولت إلى قطعة فنية تضاهي « التكشيطة » في فخامتها، بل ووصلت إلى العالمية. هذا التطور أدى إلى ازدياد الإقبال عليها بشكل كبير، خاصة في المغرب، حيث أصبحت تحظى بجمالية خاصة ومميزة. يؤكد جيحة على هذا الإقبال المتزايد بتلقيه طلبات من مدن مغربية مختلفة مثل السمارة والرباط والدار البيضاء وغيرها.
قرية الصناعة التقليدية بوجدة: قصر ينتظر الاهتمام عبر رشيد جيحة عن إعجابه الشديد بقرية الصناعة التقليدية بوجدة، واصفًا جمالها بأنه « رائع » وموقعها بـ** »المميز »**. يرى أن القرية تتيح فرصة ذهبية للصناع التقليديين للإبداع والعمل في بيئة هادئة وجميلة. ومع ذلك، أبدى أسفه لقلة الاهتمام الذي تحظى به القرية من قبل المسؤولين. وبشغف كبير، يقترح جيحة إعادة تسميتها من « قرية » إلى « قصر الصانع »، نظرًا لروعتها التي تفوق مفهوم القرية العادية.
نداء للمسؤولين ورؤية للمستقبل يؤكد رشيد جيحة على أن مستقبل القرية واعد « إذا واظب الصانع التقليدي على المجيء إليها والعمل والإبداع ». ولكنه يوجه نداءً عاجلاً لجميع المسؤولين لـ** »الاهتمام بهذه القرية »**، معتبرًا إياها فضاءً رائعًا يستحق الدعم. يكشف جيحة عن طموحه في استخدام القرية كمنصة لمهرجانات وعروض الأزياء، مفضلاً إقامة « مهرجان عروض الشرق » في وجدة بدلاً من الانتقال إلى مدن أخرى، إيمانًا منه بأن « مدينة وجدة محتاجة لنا ».
في الختام، يظل رشيد جيحة نموذجًا للصانع المغربي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، ليس فقط في إبداعاته، بل في رؤيته الطموحة لمستقبل الصناعة التقليدية في مدينته وجدة. […]
يُعتبر رشيد لعتابي، المصور البارز بالقناة الأولى المغربية، واحداً من الأسماء الراسخة في مجال التصوير التلفزيوني بالمغرب. يمتد مساره المهني لأكثر من أربعين سنة، قضى معظمها في خدمة الصورة والتلفزيون. لم يكن عمل لعتابي منذ بداياته مجرد ممارسة مهنية آلية، بل كان رؤية إبداعية وفنية متكاملة. فقد استطاع بعدسته الدقيقة وحسه الجمالي أن يحول الصورة إلى شهادة حية تحفظ الذاكرة الجماعية وتخلد اللحظات الإنسانية والسياسية والتنموية الكبرى. وبذلك، لم يكن ناقلاً للحدث فحسب، بل كان صانعاً لرواية بصرية متكاملة.
شمل توثيقه ورصده مختلف الأحداث التنموية والاجتماعية والثقافية والرياضية بجهة الشرق، كما تنقل بعدسته إلى مناطق أخرى خارج الجهة، شاهدًا على وقائع ومحطات هامة. ومن أبرز محطاته الإعلامية والإنسانية، مواكبته للقوافل المغربية التي حملت مساعدات عاجلة إلى الأشقاء في غزة وفلسطين. كانت تلك التجربة بالنسبة له أكثر من تغطية إعلامية عادية، فقد كانت لحظة وطنية وإنسانية عميقة جمعت بين الالتزام المهني ونبض التضامن المغربي مع قضايا الأمة.
طوال مساره الطويل، ظل رشيد لعتابي رمزًا للمهنية العالية والالتزام الصارم بأخلاقيات العمل الإعلامي. هو مصور لا يبحث عن الأضواء، بل يجعل من الصورة أداة لخدمة الحقيقة. هذه السمة، إلى جانب تفانيه في العمل وتواضعه في التعامل، جعلت منه شخصية محبوبة لدى زملائه وجميع من تعامل معه. يُعرف لعتابي بميولاته الفنية وإبداعاته البصرية، التي تنعكس في قدرته على التقاط تفاصيل دقيقة تضيف بعدًا جماليًا وإنسانيًا للحدث.
وإلى جانب مهنته كمصور تلفزيوني، ظل سندًا دائمًا للشباب الذين يلجون عالم الإعلام، يمدّهم بالنصح والتوجيه، ويشجعهم على الاستمرار وتطوير قدراتهم. يُعد ذلك تجسيدًا عمليًا لقيمة نقل الخبرة وتكريس روح الزمالة. لقد صنع رشيد لعتابي اسمه محفورًا في سجل الإعلام الوطني، ليس فقط بفضل سنوات الخبرة الطويلة التي راكمها، بل بفضل الروح الإنسانية التي وسمت مساره. فهو نموذج للمصور الذي لا يكتفي بأداء الواجب، بل يجعل من مهنته رسالة نبيلة، ويفتح دربًا للأجيال الجديدة مملوءة بالقيم المهنية والوطنية. […]
في كلمة مختصرة أُلقيت بمناسبة احتفالية، أعرب رئيس فرع جهة الشرق للفدرالية المغربية لناشري الصحف عن شكره وتقديره للعديد من الشركاء والمسؤولين، مسلطًا الضوء على تطور مفهوم المواطنة بالمغرب، ومعربًا عن تفاؤله الكبير بمستقبل الأجيال الشابة.
بدأ المتحدث كلمته بتقديم الشكر الجزيل لجميع الشركاء الحاضرين، وعلى رأسهم السيد الباشا على حفاوة الاستقبال والضيافة الكريمة. كما توجه بالشكر للسيدة المديرة الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب)، والسيد المدير الإقليمي لنفس الوزارة، وكذلك السيد رئيس الجامعة الصيفية وجماعة تخفيين. ولم يفت المتحدث الإشادة بالجهود الجبارة التي قام بها السيد شكري، وهو عضو في الفدرالية، نيابةً عنهم. كما أوصى السيدة المندوبة بالعناية بشاب لفت انتباهه، هو السيد أحمادو، مشيرًا إلى أن له « مستقبلاً واعدًا » ويعتبر « حالة خاصة » تستحق الاهتمام.
في الجزء الثاني من كلمته، تناول المتحدث مفهوم المواطنة، موضحًا أنه في فترة الاستعمار، كان هذا المفهوم يتجلى بشكل أساسي في الالتحام حول الملك الراحل محمد الخامس، كرمز للسيادة الوطنية في مواجهة المستعمر. وبعد الاستقلال، ومع إرساء أسس الدولة المدنية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني والدساتير المتعاقبة، وصولًا إلى دستور 2011 في عهد الملك محمد السادس، تطور هذا المفهوم ليشمل الديمقراطية التمثيلية والتشاركية.
واختتم المتحدث كلمته بملاحظة تبعث على الأمل، حيث ذكر أنه حضر الكواليس قبل بدء النشاط وشاهد كيف كان الأطفال والشباب ومؤطروهم يعملون بـ** »جدية كبيرة »**. ورغم أن النتائج قد تتضمن بعض الأخطاء التي يمكن التعلم منها، إلا أن هذه الجدية التي لاحظها جعلته يعرب عن اطمئنانه على المستقبل، مؤكدًا: « أنا مطمئن على المستقبل من خلال ما شاهدته ». […]
تكريم الفنان الدوزي في منتدى المواطنة ويوحي فنيا مع أطفال المخيم الصيفي بالسعيدية . […]
**السعيدية، المغرب** – في إطار تظاهرة نظمتها وزارة الشباب والرياضة، شاركت المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات ببركان في منتدى المواطنة المقام بمدينة السعيدية، وذلك بهدف **توعية الناشئة بأهمية الغابات ودورها الحيوي** . وقد جاءت هذه المبادرة ضمن الأنشطة الموجهة للأطفال المشاركين في المخيم الصيفي بالسعيدية .
صرحت فاطمة الزهراء مهيري، وكيلة التنمية والشراكة بالمديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات ببركان، بأن المديرية تواجدت لتقديم مجموعة من الشروحات المفصلة لفائدة الأطفال . وأكدت مهيري أن الأنشطة تضمنت **التعريف بالغابة وأدوارها المتعددة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهميتها البالغة** . كما تم استعراض **أهم الغابات الموجودة في المغرب** .
لم يقتصر العرض على الجانب التعريفي فقط، بل شمل أيضاً مناقشة **مجموعة من العوامل التي تؤثر على هذا الموروث الغابوي الهام** . وفي ختام فعالياتهم، قدم ممثلو الوكالة **مجموعة من التوصيات والنصائح التي تهدف إلى تنوير ذهن الناشئة فيما يخص الموروث الغابوي**، وذلك لتعزيز وعيهم البيئي وحسهم بالمسؤولية تجاه هذه الثروة الطبيعية .
تأتي هذه المشاركة في إطار جهود الوكالة الوطنية للمياه والغابات لغرس قيم المحافظة على البيئة والتوعية بأهمية الغابات لدى الأجيال الصاعدة، بما يضمن استدامة هذا المورد الحيوي للمستقبل . […]
شهد مخيم الشباب والرياضة بمدينة السعيدية تنظيم منتدى للمواطنة، يهدف إلى تعريف الأطفال المشاركين بالخدمات الجوهرية التي تقدمها الجماعة للمواطنين، ودورها المحوري في تحقيق التنمية المحلية. وقد أكدت السيدة نور الهدى شريف، موظفة بجماعة السعيدية، على الأهمية الكبيرة لهذا المنتدى للأطفال، مشيرة إلى أن الجماعة تمثل « العمود الفقري » للتنمية في أي منطقة.
وأوضحت السيدة شريف أن الجماعة تُسهم بفاعلية في العديد من الجوانب الحيوية التي تخدم المواطنين وتدفع بعجلة التنمية، منها:
• جمع النفايات المنزلية وغير المنزلية والمماثلة لها.
• صيانة الطرقات.
• ترميم المآثر التاريخية.
• إنشاء دور الشباب لتوفير فضاءات للتنشيط والتكوين.
• إنشاء ملاعب القرب لتعزيز الممارسة الرياضية.
• صيانة الحدائق والمنتزهات للحفاظ على البيئة وتوفير مساحات خضراء للراحة.
ويأتي هذا المنتدى ضمن الأنشطة التي تهدف إلى غرس قيم المواطنة لدى الأطفال، وتعريفهم بالجهود التي تبذلها المؤسسات المحلية في سبيل تقدم الوطن الحبيب. […]
شهد فضاء مخيم السعيدية يومًا حافلاً بالأنشطة والاحتفالات، ضمن فعاليات البرنامج الوطني للتخييم، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم. وتأتي هذه الاحتفالات لتخليد ذكرى عيد الشباب، والذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وعيد العرش المجيد، وهي مناسبات وطنية غالية على قلوب المغاربة.
صرح السيد موحى مزيان، المدير الإقليمي لقطاع الشباب ببركان، بأن أطفال وأطر المرحلة الخامسة من البرنامج الوطني للتخييم، والذين يبلغ عددهم حوالي 1200 طفل مستفيد، يحتفلون بهذه المناسبات العزيزة. ويشارك في هذه المرحلة أطفال من ست جمعيات مختلفة قادمة من جميع أنحاء المملكة، متواجدين حاليًا في مجال السعيدية.
وقد تم تقسيم الاحتفالات إلى شطرين رئيسيين:
• الشطر الأول (الحالي): يتضمن معرضًا للمهن يهدف إلى تعريف الناشئة بمجموعة من المهن المختلفة، وخاصة تلك التي يمثلها شركاء البرنامج الوطني للتخييم، وذلك لإبراز أهمية هذه المهن في بلادنا.
• الشطر الثاني (غدًا): سيقدم الأطفال مجموعة من اللوحات والعروض الفنية تخليدًا وتقديرًا لهذه الذكريات الوطنية الغالية على نفوس المغاربة.
وتؤكد هذه المبادرة حرص القائمين على البرنامج على تقديم تجربة شاملة للأطفال، تجمع بين الاحتفال بالهوية الوطنية والتوجيه المبكر نحو المستقبل المهني. […]
شهد فضاء مخيم السعيدية انطلاق معرض للمهن، ضمن الأنشطة الختامية لموسم التخييم، بهدف تعريف أطفال المغرب بالمسارات الدراسية والمهنية المختلفة. وقد صرح السيد حمو امزان، نائب مدير مخيم السعيدية ومنشط ورشة التعريف بقطاع الشباب والثقافة والتواصل، بأن المعرض يأتي في إطار يومين من الأنشطة المكثفة التي ستتوج بيوم وطني كبير ينظم غدًا.
ويُعد هذا المعرض، الذي يُعاش مع الطفولة المغربية في المخيمات، فرصة لتعريفهم بمجموعة من المسارات التي يجب عليهم اتباعها لاختيار مهنة معينة. وأكد السيد امزان أن تنظيم هذا المعرض يتم بالشراكة مع مجموعة من الشركاء الذين قدموا دعمهم للبرنامج الوطني للتخييم.
وفيما يخص ورشته الخاصة بقطاع الشباب والثقافة والتواصل، أوضح السيد حمو امزان أنه سعى إلى تقديم معلومات حول مكان تواجد الوزارة المعنية والفئة المستهدفة لديها، بالإضافة إلى المسارات الدراسية التي يتبعها الراغبون في الولوج إلى المهن المتعددة ذات البعد الإنساني والمرتبطة بهذا القطاع.
تُظهر هذه المبادرة حرص القائمين على برنامج التخييم على تقديم قيمة مضافة للأطفال المشاركين، تتجاوز الجانب الترفيهي لتشمل التوجيه المهني المبكر، مما يسهم في بناء وعيهم بمستقبلهم التعليمي والمهني. […]
وجدة .. الطرز، الخياطة و التصميم في زمن التطور التكنولوجي و الرقمي . […]
وجدة .. رسالة صانع تقليدي إلى المسؤولين لإھتمام بالصناعة التقليدية . […]
في قلب مدينة وجدة الألفية، تنسج **التعاونية الإنسانية للخياطة التقليدية والعصرية** قصة نجاح ملهمة، مدفوعة بشغف نسائي لا يلين بقيادة السيدة نوال . هذه التعاونية ليست مجرد ورشة خياطة، بل هي فضاء لتمكين النساء ورمز حي للهوية الوجدية في عالم الأزياء .
**من هواية شخصية إلى رسالة مجتمعية**
تحكي السيدة نوال، رئيسة التعاونية، عن بداياتها بابتسامة هادئة، مؤكدة أن « الخياطة بالنسبة لي ليست مجرد مهنة، إنها عشق وهوى وهوية » . ما بدأ كهواية شخصية، حيث كانت نوال تخيط وتزين الملابس لعائلتها وجاراتها، تطور مع مرور الوقت إلى شعور بأنها « تخلق شيئًا من لا شيء وتحكي قصة من كل تطريزة ». نضجت موهبتها على مدار 15 عامًا، وهو المسار المهني الذي تعتبره قديمًا قدم ابنها الأصغر، ليتحول شغفها إلى رسالة نبيلة . أسست نوال التعاونية الإنسانية للخياطة التقليدية والعصرية في عام 2019، بهدف صون اللباس التقليدي الوجدي وتجديده بروح عصرية تحفظ أصالته، وبدأت في تكوين الفتيات ونقل حبها لهذه الحرفة التي لا تموت .
**التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة**
تعد التعاونية ملاذًا للنساء اللواتي يطمحن لإبراز مهاراتهن في الطرز والخياطة. تأسست بأهداف واضحة لتحقيق الاستقلالية المادية للنساء وتوفير فرص عمل لماكثات في البيوت ليتمكنّ من الخروج إلى ميدان العمل. إلى جانب دورها الاقتصادي، تؤدي التعاونية **رسالة اجتماعية نبيلة** من خلال تكوين وتأهيل الفتيات والشابات في وضعيات هشة، مانحة إياهن فرصة لاكتساب مهنة تفتح أمامهن آفاق الاستقلالية وتحقيق الذات. فبالنسبة لنوال، الخياطة « ليست مجرد فن بل وسيلة للتعبير عن الذات والحفاظ على الهوية وتمكين المرأة من تحقيق ذاتها ».
**إبداع يمزج الأصالة بالمعاصرة**
تعتبر التعاونية مثالاً حيًا على الابتكار في خدمة الأصالة، ودليلاً على أن اللباس التقليدي ليس مجرد زي موروث، بل تراث حي قابل للتجديد على أيدي نساء يؤمن بالجمال والهوية . تقول نوال: « نؤمن بأن اللباس مرآة للثقافة، ومن خلال خيوطنا وأقمشتنا نسعى لتعريف العالم بخصوصية مدينة وجدة وتقاليدها الراقية ».
تقدم التعاونية منتجات تمزج بين **الحرفية الدقيقة واللمسة العصرية**، ما جعلها تحظى بإقبال واسع في الأعراس والمناسبات. تبدع التعاونية في تصميم وإنتاج **القفطان، الشلابة، والبلوزة الوجدية** وغيرها من القطع التي تعبر عن غنى التراث المحلي . من أبرز إبداعاتهم **البلوزة الوجدية**، التي تصفها نوال بأنها « تراث المنطقة » وتتميز بقصاتها الخاصة، أكمامها، صدرها، ظهرها، و »الجلطيطة » التي تلبس تحتها، مما يميزها عن البلوزة الوهرانية الجزائرية . كما أنهم يقدمون تصاميم عصرية مثل « الكيمونو بلمسة تقليدية » الذي يلقى إقبالاً من الفتيات .
تستخدم التعاونية أقمشة متنوعة حسب طلب الزبائن، منها **البروكار، والحرير، واللاسوا، والمليفة أو الكريب للجلابيات. تختلف الأسعار بناءً على جودة ونوع القماش والعمل اليدوي المستغرق، حيث يمكن أن يشارك ثلاثة صناع في قطعة واحدة، بدءًا بالخياطة الآلية، مرورًا بالتطريز (يدوي أو آلي)، وصولًا إلى تشبيك العقاد يدويًا، لتخرج في النهاية « تحفة فنية » .
**رؤية مستقبلية وتأثير متواصل**
شاركت التعاونية في معارض جهوية ووطنية للتعريف باللباس الوجدي ولمسة المرأة الشرقية، مما ساعدها على استقطاب زبونات جديدات وتوسيع نطاق تأثيرها .
اليوم، تعرف نوال في وجدة كرمز للمرأة الطموحة التي جعلت من الخيط والإبرة جسرًا نحو التغيير . وتؤكد بشغف: « الخياطة كانت بدايتي وستظل عشقي الذي لا ينتهي » . إن التعاونية الإنسانية للخياطة التقليدية والعصرية لا تكتفي بخلق أزياء جميلة، بل هي تنسج في كل غرزة خيوط الأمل والتمكين والتأكيد على هوية وجدة الثقافية الغنية، متمنين لها الاستمرارية بإذن الله . […]
من قلب وجدة، المدينة التي شهدت تاريخًا طويلًا من النضال والصمود، نعود بكم في رحلة عبر الزمن لنتتبع مسار الانتخابات في المغرب منذ الاستقلال عام 1956 وحتى عام 1970. فالديمقراطية كانت مفهومًا جديدًا على المغرب المستقل، ومحطاتها الأولى لم تكن مكتملة أو ربما جاءت قبل أوانها.
القفزة الأولى نحو الديمقراطية: تحديات البدايات
بعد استقلال المغرب عام 1956، كان يسعى لبناء نظام ديمقراطي، وقد شهد أولى انتخاباته الجماعية في عام 1960. كانت هذه التجربة الأولى للمواطنين لاختيار ممثليهم في إدارة المدن والقرى. ومع ذلك، واجهت هذه العملية تحديات كبيرة تمثلت في قلة الوعي، والأمية، والصعوبات اللوجستية، خاصة في المناطق الريفية والجبلية حيث تباعد السكان. الإدارة نفسها لم تكن مستعدة تمامًا لهذه التجربة الأولى.
توالت التطورات السياسية، ففي عام 1962، تم وضع أول دستور للمملكة، وقد أشار هذا الدستور إلى الانتخابات والأحزاب السياسية. وعلى ضوء هذا الدستور، أجريت أول انتخابات برلمانية في عام 1963. حينها، لم تكن الأحزاب قوية بما يكفي، وكان التنافس يتم بين « مجموعات » أو أفراد يلتف الناس حول أفكارهم، بدلًا من الأحزاب المنظمة ذات الهياكل الواضحة.
المشهد السياسي والانتخابات الحاسمة
شهد مارس 1960 انتخابات مهنية فاز فيها حزب الاتحاد الوطني بعد أشهر قليلة من تأسيسه. وفي الانتخابات البلدية والقروية التي جرت في 29 ماي 1960، تصدر حزب الاستقلال المشهد بحصوله على 40% من المقاعد، تلاه الاتحاد الوطني بنسبة 23%، بينما نال حزب الحركة الشعبية 7%.
أما الانتخابات التشريعية الأولى التي جرت في 17 ماي 1963، فقد أفرزت فوزًا ساحقًا للجبهة الموالية للملكية، والمعروفة باسم « جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية » (الفديك)، التي حصلت على 69 مقعدًا. ورغم ذلك، استطاع حزبا المعارضة الرئيسيان حينها، وهما حزب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الحصول مجتمعين على نفس العدد من المقاعد (69 مقعدًا). بلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات حوالي 71.8%.
لكن الصورة لم تكن وردية بالكامل؛ ففي نوفمبر من نفس العام، ألغت المحكمة العليا نتائج عدة مقاعد فازت بها المعارضة. كما أن الانتخابات الفرعية التي أجريت في يناير 1964 عززت سيطرة الفديك على البرلمان، قبل أن يتم حلها من قبل الملك الحسن الثاني عام 1965.
توظيف الانتخابات لتعزيز الشرعية التقليدية
تكشف هذه المرحلة عن ثلاث ثنائيات مركزية حكمت المشهد السياسي:
1. ثنائية الشرعية: بين الشرعية التقليدية للملكية (المستمدة من الزعامة الدينية والنضال الوطني) والشرعية الديمقراطية الصاعدة التي كانت تطالب بها الأحزاب الوطنية، خاصة الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية. لم يكن الصراع حول إلغاء إحدى الشرعيتين، بل حول أي منهما ستكون مهيمنة. ونجحت الملكية، بذكاء، في توظيف الآلية الانتخابية لا لتعزيز الشرعية الديمقراطية النيابية، بل لتعزيز وتحديث شرعيتها التقليدية وجعلها المصدر الأسمى والأول.
2. ثنائية الإجماع مقابل التنافس: بعد مرحلة الكفاح ضد الاستعمار التي تميزت بإجماع وطني حول الملك، كسر دخول الانتخابات هذا الإجماع، وأدخل الأطراف في دائرة التنافس والصراع العلني على السلطة. رأت الملكية في ذلك تهديدًا لوحدتها ولدورها كحكم فوق الأطياف السياسية. وبالتالي، تحولت الانتخابات إلى أداة لتدبير الصراع واحتوائه، عبر إقامة تعددية موجهة تهدف إلى إضعاف المعارضة الموحدة وتفكيكها.
3. ثنائية التحديث الشكلي مقابل الهيكلة التقليدية: اعتمد المغرب قوانين انتخابية عصرية وليبرالية مستوحاة من النموذج الفرنسي، لكن الممارسة العملية ظلت رهينة الهياكل التقليدية للمجتمع والسلطة. فقد فهم الناس التصويت في البداية على أنه تجديد للبيعة أو اختيار وكيل للقبيلة أو الدوار للدفاع عن مصالحهم أمام السلطان، وليس اختيارًا لصانع قرار سياسي. كما تم توظيف استفتاء 1962 لتحويل المشاعر الدينية والتقليدية للبيعة إلى تأييد شعبي عبر صناديق الاقتراع. وسيطرت الإدارة بشكل كبير على العملية الانتخابية عبر تحديد التوقيتات المفاجئة وحملات الدعاية المكثفة لصاحب القرار.
الستينيات: تأسيس « النموذج الهجين »
لقد نجحت الملكية عبر التجارب الانتخابية الأولى (1960 و 1963) والاستفتاء الدستوري (1962) في تحقيق هدفها الاستراتيجي الأساسي: احتواء الشرعية الديمقراطية الناشئة وتحويلها إلى خادمة للشرعية التقليدية. أصبحت الانتخابات أداة لتجديد شرعية النظام، وليس لتغيير الحكام أو مراقبتهم. هذه النتيجة أسست « للنموذج الهجين » الذي ميز الحياة السياسية المغربية لاحقًا. هذا النموذج يجمع بين مظاهر ديمقراطية ليبرالية (أحزاب، برلمان، انتخابات) تمارس في إطار هيمنة مركزية تقليدية تتحكم في القواعد وتوجه اللعبة لضمان استقرارها كفاعل مركزي لا ينافس على السلطة الحقيقية.
الستينيات كانت لحظة تأسيس هذا النموذج، حيث تم تفكيك إجماع الحركة الوطنية وبناء إجماع جديد تكون فيه الملكية هي المحرك والضامن والقطب الذي لا يتزعزع. وبالرغم من قبول الدستور عام 1962 بنسبة 80% من الأصوات، إلا أن الأحداث اللاحقة، خاصة أحداث 1965 وانهيار جبهة الفديك، عجلت بنهاية هذه المرحلة. دخل المغرب في فترة « بياض سياسي » عقب الإعلان عن حالة الاستثناء التي استمرت حتى عام 1970. هذه الفترة شهدت تقوي نفوذ وزارة الداخلية، التي تحولت إلى أداة وحيدة في يد الملك لتنفيذ اختياراته في كل القطاعات والمجالات.
هكذا، شكلت الفترة من الاستقلال حتى 1970 مرحلة تأسيسية في تاريخ المغرب السياسي، حيث بدأت معالم نظام ديمقراطي محدود، توظف فيه الآليات الحديثة لتعزيز ركائز تقليدية للسلطة. […]
في لحظة مؤثرة عكست قوة الفن وصدق المشاعر، شهدت إحدى المقابلات الصحفية مع الفنانة أميمة تأثرًا بالغًا للفنان حسن لحناش عضو نقابة الفنانين بجهة فاس مكناس، وذلك عندما بدأت الفنانة الضيفة في أداء أغنية « ست الحبايب » الخالدة، جاء ذلك خلال حوار كان بصدد تسجيله الزميل عز الدين مع الفنانة.
وبحسب ما ورد من وقائع، فقد بدأت الفنانة في أداء الأغنية التي تعد رمزًا للحب الأمومي والوفاء، وتتضمن كلمات مؤثرة مثل « ست الحبايب يا حبيبه أغلى من روحي ودمي إحنا وكل الطيبة يا رب خليكي يا أمي »، ت لم يلبث رئيس نقابة الفنانين أن غلبته مشاعره الجياشة، فلم يتمالك نفسه أمام هذا الأداء الصادق والكلمات التي تلامس الوجدان .
وقد عبّر أحد الحضور، الذي يُعرف بـ »سي توشون »، عن إعجابه الشديد بصوت الفنانة، قائلاً إن « صوتك تيدخل في الدم في الحواس في الإحساس الز ما شاء الله عليك بنتي بكل الإخلاص كنقولها لك الله يوفقك »،. هذه الكلمات تعكس الإجماع على جمال صوت الفنانة وقدرتها على لمس القلوب.
كما أظهرت المداخلات الأخرى مدى التأثر الشخصي بكلمات الأغنية، حيث ذكر أحد المتحدثين، الذي يُرجح أنه رئيس النقابة المتأثر، أنه يحمل تقديرًا كبيرًا للأمهات، قائلاً: « خصني بزاف اسمح لي بزاف أم باحيه وكل شيء ولكن تنبغي الأم ديالي بزاف بزاف ». هذا التصريح يكشف عن ارتباطه العميق بموضوع الأغنية وأمه، مما يفسر شدة تأثره .
واختتم الحديث بالتأكيد على القدرة الفنية الكبيرة للفنانة، حيث قيل عنها: « ما أثقت في أنا كفنان كانسان ممكن هذه السيدة هذه تقيس الجمهور المغربي كله تقص هذه هذه بلا ملاخصه ». هذا يبرز أن صوتها وأداءها يمتلكان القدرة على الوصول إلى قلوب الجمهور كافة وإحداث تأثير عميق دون الحاجة إلى تفصيل أو شرح. هذه الواقعة تسلط الضوء على قوة الفن في توحيد المشاعر وتجاوز الحواجز، وتؤكد على أن الأصوات الصادقة تظل الأقدر على ترك بصمة خالدة في النفوس. […]
عبارة « لا مكان لمغرب يسير بسرعتين » هي العبارة الأكثر إثارة لانتباه الرأي العام في الخطاب الملكي الأخير، وأكثر جملة ترددت في تعليقات المعلقين على خطاب العرش. هذه العبارة تُعد تشخيصًا دقيقًا لواقع اقتصادي واجتماعي مُركّب يقسّم المواطنين والخدمات والتجهيزات إلى قسمين. المغرب، كما يتضح، لا يعيش تطورًا موحدًا بل واقعًا مزدوجًا وفوارق مجالية عديدة.
ماذا يعني « المغرب بسرعتين »؟
المغرب « بسرعتين » تعبير مستلهم من الأسلوب الفرنسي « à deux vitesses »، وقد ظهر هذا التعبير في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية لوصف واقع اقتصادي يقسم المواطنين والخدمات إلى نوعين. في السياق المغربي، يشير إلى:
• قسم يسير بسرعة كبيرة: يتمثل في المدن الكبرى وعواصم المال والتجارة.
• قسم يسير بإيقاع السلحفاة: يتمثل في البوادي والمناطق النائية والمدن الصغيرة والمهمشة.
هذا التعبير ليس جديدًا في المعجم السياسي المغربي، لكنه جديد في الخطاب الملكي الذي سبق واستعمل تعابير أكثر قسوة عن « المغرب النافع » و »المغرب غير النافع ». إنه تعبير عن اختلال التوازن وغياب العدالة المجالية وعدم تساوي الحظوظ بين المواطنين.
فوارق صارخة في الواقع المعيش
الواقع المعيش في المغرب اليوم يعكس هذه الفوارق بوضوح. على سبيل المثال، يمكنك أن ترى سيارة بنتلي تبلغ قيمتها ملايين الدراهم تسير في نفس الشارع الذي تجر فيه عربة ببغل وعليها عدد كبير من البشر، وذلك لغياب النقل العمومي في بعض الأحياء. جل مدن المغرب اليوم مجرد « صناديق أسمنتية بطوابق مغلقة للفقراء » في أحيائهم وشوارعهم، بينما يمتلك الأغنياء « أحياءهم الراقية وفيلاتهم الفسيحة وفنادقهم البهية وطرقهم المعبدة التي تنقلهم غالبًا من البيت إلى المطار ».
هذه الفوارق ليست وليدة اليوم، بل هي موروثة من أيام الاستعمار الفرنسي والإسباني الذي طوّر الساحل الغربي والشمالي ومدن الموانئ وشبكة السكك الحديدية لخدمة مصالحه، وترك العالم القروي يعيش في ظروف القرون الوسطى دون طرق أو ماء أو كهرباء أو بنية تحتية. وحتى بعد الاستقلال، سارت الدولة على نفس النهج، وكانت أولوياتها ضبط الاستقرار وليس التنمية.
تأثير التفاوت على حياة المواطنين
• متوسط العمر: تُظهر أرقام 2020 أن متوسط العمر في المدن أعلى بحوالي خمس سنوات عنه في البوادي، وهذا بسبب التفاوت في الوصول إلى العلاج والدواء والمستشفيات والتغطية الصحية وجودة الماء والطعام والعمل.
• سوق الشغل: يتركز التوظيف عمومًا في المجال الحضري، بينما يواصل العالم القروي فقدان فرص الشغل بسبب موجات الجفاف وسوء توزيع المياه، مما يؤدي إلى الهجرة نحو المدن.
• الفقر: ما يزال الفقر متركزًا بنسبة عالية في البوادي، خاصة في الجبال والهضاب والصحاري البعيدة عن المركز، حيث موارد الدخل محدودة.
• التعليم: معدلات الهدر المدرسي، خاصة بين الفتيات، أكبر بكثير في القرى النائية بسبب غياب المدارس الإعدادية والثانوية والإنترنت.
• السياحة: سجل المغرب في 2024 رقمًا قياسيًا في عدد السياح، لكن الغالبية الساحقة من الإيرادات والخدمات تتركز في المدن الكبرى مثل مراكش وأكادير وطنجة والدار البيضاء والرباط، مما يعزز الفارق بين المدن والبوادي التي غابت عنها استراتيجيات السياحة القروية.
المركزية المفرطة وعقبات التنمية
أحد أبرز مظاهر هذا الاختلال هو التخطيط المركزي للمشاريع دون مراعاة الواقع المحلي. قصة توزيع رؤوس الماعز في الأطلس المتوسط كجزء من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عام 2015 هي خير مثال. الخبراء في الرباط تخيلوا مشروعًا ممتازًا لتربية الماعز وإنتاج الحليب وبيعه لمركز تجميع الحليب، لكن عندما زارت اللجنة القرى بعد عام، وجدوا أن الماعز قد ذُبحت وأُكلت. السبب بسيط ومؤلم: لا توجد طرق لمركز الحليب ليأتي ويشتري منهم الحليب، وفي فصل الشتاء، تغطي الثلوج كل شيء، ويصبح القرويون ومعيزهم في عزلة كاملة، مما يجبرهم على أكل الماعز للبقاء على قيد الحياة. هذه القصة تكشف حجم الشرخ بين من يخططون المشاريع في المكاتب المكيفة في الرباط وبين واقع الناس في المناطق النائية.
هذا الواقع يطرح سؤالًا كبيرًا حول فعالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي وإن لم تفشل، إلا أنها لم تحقق مهمتها الأساسية في تقليص الفوارق وجبر الضرر الاجتماعي.
الحلول المقترحة ومستقبل المغرب
لتقليص هذه الفوارق، وليست إزالتها كليًا، هناك عدة حلول عملية مقترحة:
1. الطرق وفك العزلة: ربط البادية بشبكة طرق جديدة هو المطلب الأول لسكان العالم القروي، فهو أساس فك العزلة.
2. الجهوية الحقيقية: لا تنمية مجالية بدون جهوية حقيقية ومخططات محلية وصلاحيات كبيرة لرؤساء الجهات والمجالس المحلية. يجب التخلص من المركزية المفرطة لوزارات الداخلية والمالية، التي لا تثق في المنتخبين المحليين وتخاف من بروز نخب حقيقية.
3. التمويل الكافي: التنمية تتطلب ميزانيات ضخمة وأموالًا كبيرة. ميزانية المغرب السنوية لا تتعدى 72 مليار يورو، وهي أقل بكثير من دول صغيرة مثل بلجيكا (340 مليار يورو)، بينما المغرب ملتزم بمشاريع مكلفة مثل بناء ملاعب كأس العالم وتمديد السكك الحديدية فائقة السرعة، وهي مشاريع تزيد من سرعة « مغرب المونديال » على حساب « مغرب اللامونديال ». يجب على الحكومة أن تشرح من أين ستأتي بمئات الملايين لتمويل « جيل جديد من التنمية المحلية ».
في ظل غياب نقاش حقيقي حول هذه القضايا، ومع موجة ارتفاع الأسعار الصيفية التي وصفها البعض بأنها « محنة حقيقية للمواطن وللمهاجر على حد سواء »، يتساءل الكثيرون: هل نريد فعلاً مغربًا متوازنًا، أم أننا تعودنا على مغرب بسرعتين، واحد يركض نحو الواجهة العالمية والآخر يُترك لبرد الثلج وحرارة الصيف في رؤوس الجبال؟. بناء الإنسان مقدم على أي شيء، ولربط مغرب اليوم بمغرب الغد، كي لا نبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة بين « مغرب نافع » و »غير نافع »، لا بد من إرادة سياسية حقيقية، فهي الرافعة التي ينبثق منها الأمل. […]
في لقاء حصري مع قناة « جيل 24 » اعده وقدمه الفنان عزالدين الزناكي، فتحت الفنانة أميمة قلبها لتشارك الجمهور تفاصيل من مسيرتها الفنية، مؤكدة على أصالتها الفنية وحبها العميق للتراث المغربي والعربي الأصيل.
نشأة فنية مبكرة من مدينة أصيلة ولدت الفنانة أميمة وترعرعت في مدينة أصيلة الساحرة، حيث بدأت علاقتها بالفن منذ نعومة أظفارها. تتذكر أميمة بابتسامة مشاركاتها في الحفلات المدرسية منذ الصف الثاني الابتدائي، حيث كانت تغني دائمًا في نهاية العام الدراسي. لم تكن مجرد مشاركة، بل كانت نجمة الحفلات، متفوقة أكاديميًا وفنيًا، حيث كانت دائمًا ما تحتل المرتبة الأولى في المدرسة وتحصل على جائزتين: واحدة للتفوق الدراسي وأخرى لموهبتها الغنائية. كانت أميمة تغني أغاني صعبة لكبار الفنانين مثل لطيفة رأفت ورجاء بلمليح، مما يدل على موهبة فذة بدأت تتشكل مبكرًا. تتذكر كيف كانت تدندن أغنية « مغيارة » لميادة الحناوي في المطبخ مع والدتها، وهي أغنية لا تزال تحتل مكانة خاصة في قلبها.
بين أصالة الطرب وضجيج « الواي واي » ترى أميمة أن الفن القديم لا يعوض، مشبهة عودته بعودة صيحات الموضة القديمة. وتؤكد أن الأغاني القديمة التي ترعرعنا عليها مع آبائنا وأمهاتنا، مثل أم كلثوم ووردة وميادة الحناوي ومحمد الإدريسي، هي الأصل الذي يجب العودة إليه.
تعبر أميمة عن استيائها من موجة الأغاني الحديثة، والتي تصفها بـ « محدودة » و »تجارية »، وتنتقد ما تسميه أغاني « الواي واي » التي أصبحت سائدة. تعتبر أن هذه الأغاني، التي غالبًا ما تكون قصيرة جدًا وتعتمد على « الأوتوتيون »، تنسينا في التراث المغربي الأصيل. ورغم إقرارها بأن لكل منها جمهوره، إلا أنها تعتقد أن « الواي واي » لا تمثل شيئًا نفخر به كفنانين مغاربة.
المغرب: تنوع ثقافي غني يستحق الاحتفاء تفتخر أميمة بالتنوع الثقافي الهائل للمغرب، من طنجة إلى الكويرة، مؤكدة أن كل مدينة وحي له تراثه الخاص، بما في ذلك الأمازيغية والشلحة والشمالية والشرقية. وتتساءل: « لماذا نقلد شيئًا ليس منا ونحن نملك كل هذا التراث والمواهب الرائعة دون الحاجة إلى ‘الأوتوتيون’؟ ». هي ليست ضد الأغنية القصيرة إذا كانت تحمل قيمة فنية، فـ « خير الكلام ما قل ودل »، ولكن يجب أن تحمل « نسمة » من تراثنا وهويتنا.
تحديات المسيرة الفنية وآمال في المستقبل بالنسبة لحضورها في الحفلات والمهرجانات، تعترف أميمة بأنها ربما لم تحصل على فرصتها الكاملة بعد، لكنها لا تلقي باللوم على أحد، لأنها لم تطرق الأبواب بما يكفي. هي ترى أن مسيرتها الفنية بدأت للتو في التفريغ، وأن الحياة اليومية والمسؤوليات العائلية كانت لها الأولوية.
تجد أميمة راحتها وعلاجها في الغناء. ومن أبرز التحديات التي تواجهها في الحفلات هي المشاكل التقنية في الصوت والمعدات، بالإضافة إلى انسحاب بعض أعضاء الفرق الموسيقية. تعرب عن أملها في توحيد الجهود بين الفنانين والعمل على تقنين العمل الفني في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وخاصة في مدينة أصيلة التي تصفها بأنها « مدينة الفنون » و »مظلومة » في نفس الوقت. وتؤكد على استعدادها للتضحية والاجتهاد من أجل الفن، حتى لو لم يكن هناك مقابل مادي مباشر، إيمانًا منها بأهمية إيصال الفن للأجيال القادمة.
رسالة للمرأة والرجل المغربي وجهت أميمة تحية تقدير للمرأة المغربية، واصفة إياها بالصبورة والمجاهدة والأم التي تؤدي دور الأب والأم معًا في كثير من الأحيان. وتعتز بكونها مغربية، مؤكدة أنها لو خيرت لاختارت أن تكون مغربية مرة أخرى. كما وجهت رسالة للرجل المغربي، مناشدة إياه بأن يخفف على المرأة وأن يتفهمها، مؤكدة أن الرجل والمرأة المغربية يكملان بعضهما.
في ختام اللقاء، لم تخفِ أميمة رغبتها في غناء عمل جديد يلامسها، معربة عن سعادتها بأن تغني عن الأم المغربية المناضلة التي أنجبت أجيالاً ورفعت راية المغرب عالياً. وأتحفت الجمهور بصوتها الجميل وهي تؤدي مقطعًا من أغنية « ست الحبايب ».
تتمنى أميمة النجاح والتيسير للجميع، مؤكدة أن لقاءها مع قناة « جيل 24 » كان ممتعًا وملهمًا. […]
شهدت مدينة وجدة المغربية مؤخرًا مظاهرات حاشدة، تعبيرًا عن تضامنها القوي مع أهالي غزة، ومطالبة بإنهاء فوري لـالتطبيع مع إسرائيل وإغلاق سفاراتها في المغرب. هذه التحركات الشعبية تأتي في ظل ما يواجهه الفلسطينيون من جوع وتهجير، مما يؤكد رفضًا شعبيًا مغربيًا قاطعًا لاستمرار العلاقات مع تل أبيب.
المتظاهرون، الذين يمثلون صوت مدينة وجدة « الأبية المناضلة » ذات التاريخ الطويل في الدفاع عن حقوق المواطن داخل وخارج الوطن، أعلنوا رفضهم القاطع لاستمرار أي شكل من أشكال التطبيع. وقد تصدرت مطالبهم الدعوة إلى إغلاق السفارات الإسرائيلية في المغرب وطرد الصهاينة من البلاد. كما طالبوا بضرورة إرسال بواخر محملة بالطعام لأهل غزة، معتبرين ذلك « أضعف الإيمان » في ظل الحصار والمعاناة.
وعبر المشاركون عن استيائهم الشديد من استمرار التطبيع « بينما إخواننا يذبحون الواحد تلو الآخر بالعشرات وبالمئات كل يوم ». وأكدوا على أن « النفس الأبية المناضلة » لا يمكن أن تقبل أن يبيت مسلم أو مسلمة بدون أكل بينما أهل غزة يجوعون لأيام طوال ولا يلتفت إليهم أحد. وقد وجه المتظاهرون رسالة قوية للحكام، محذرين إياهم من يوم الحساب أمام الله إن لم يعملوا على فك هذا الحصار وتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لأهالي غزة.
ولم تقتصر المظاهرات على المطالب الفورية، بل امتدت لتؤكد على التزام شعبي عميق تجاه القضية الفلسطينية. وصرح المتظاهرون بأنهم « لا نطبع ونحن مع أهل فلسطين ونحب أهل فلسطين »، وأنهم سيعملون على تربية أبنائهم على « طاقة الجهاد وطاقة إرجاع هذه الأرض المباركة أرض فلسطين ».
يعكس هذا الحراك الشعبي في وجدة ضغطًا شعبيًا واضحًا على صانعي القرار في المغرب لإعادة تقييم سياستهم الخارجية تجاه إسرائيل، مؤكدين أن استمرار التطبيع « لا نقبله ولا ترضاه نفس الأبية ». هذه المظاهرات تبرز تيارًا شعبيًا متناميًا في البلاد يرفض التطبيع ويدعو إلى موقف أكثر حزمًا دعمًا للقضية الفلسطينية، مما يشير إلى تأثير محتمل على مسار السياسة الخارجية المغربية في المستقبل. […]
وجدة، المغرب الشرقي –
انطلق بحمد الله « ديوان الانتخابات » ، ليكون منبرًا جديدًا لمناقشة كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية في المملكة.
يقدم البرنامج الأستاذ عبد العالي جابري، نيابة عن هيئة تحرير قناة وموقع « الجريدة جيل 24″، ويُعد استمرارًا لصيغة سابقة كان يقدمها المرحوم الأستاذ الجامعي بن يونس المرزوقي.
1- تكريم لروح الأستاذ الفقيد بن يونس المرزوقي
البرنامج الجديد ليس مجرد إضافة للمحتوى الإعلامي، بل هو إهداء لروح الأستاذ المرحوم بن يونس المرزوقي، الذي كان أستاذًا جامعيًا معروفًا في جامعة محمد الأول بوجدة، ومختصًا في القانون الدستوري. وقد عمل الأستاذ عبد العالي جابري إلى جانب المرحوم بن يونس المرزوقي لسنوات طويلة، ومنذ عام 2009، عملا على متابعة الاستحقاقات الانتخابية، وقانون الأحزاب، وأنماط الاقتراع.
لذا يهدف البرنامج إلى مواصلة المسيرة بنفس الشغف والإخلاص الذي كان يتميز به الأستاذ الراحل.
2- « الديوان »: فضاء للمشورة والنقاش العام
يتجاوز اسم البرنامج « الديوان » مجرد كونه عنوانًا، ليحمل دلالات عميقة من التاريخ والثقافة المغربية. ففي بعض القرى المغربية القديمة، كان « ديوان الشاي » مجلسًا غير رسمي لكبار السن لمناقشة شؤون القرية وحل مشاكلها.
والديوان، كلمة عربية، تشير إلى مكان التجمع أو المجلس الذي يناقش فيه الناس القضايا العامة.
في التاريخ المغربي، كان الديوان مكانًا للمشورة بين السلطان والوجهاء.
يطمح البرنامج إلى أن يكون « ديوانًا انتخابيًا » يشبه « الأغوراAgora » اليونانية القديمة، حيث كان الناس يلتقون لمناقشة السياسة والقرارات. كما يمكن أن يعني الديوان مجموعة من القصائد الشعرية، كل حلقة ستكون بمثابة « قصيدة » في هذا الديوان، تسرد حكاية الانتخابات وقوانينها وشخصياتها، بهدف تجميع موسوعة كاملة عن الموضوع.
وكما يقول المثل المغربي القديم: « الديوان بلا مشورة كقهوة بلا سكر »، سيعطي البرنامج « مشورة الانتخابات » بطريقة سهلة ومفيدة.
3- الانتخابات: تعريف بسيط وأهمية عميقة
يقدم البرنامج تعريفًا مبسطًا للانتخابات على أنها العملية التي يختار من خلالها المواطن ممثليه في الجماعات المحلية أو في البرلمان. ويشكل هذا الاختيار فرصة للمواطن لإبداء رأيه وصوته، وتفويض من سيمثلونه ويتحدثون باسمهم في المجالس المحلية، الإقليمية، الجهوية، أو الوطنية.
لتبسيط الفكرة، يشبه البرنامج الانتخابات بعملية اختيار مشروب بين الشاي والقهوة في مجموعة، حيث يتقرر الأمر بناءً على الأغلبية. ويعود البرنامج إلى التاريخ المغربي، مذكراً بأن القبائل الأمازيغية كانت تختار « أَمْغَار » كرئيس للقبيلة بالتوافق. واليوم، الانتخابات هي النسخة الحديثة من عملية اختيار « أمغار » المدينة أو القرية أو البلاد.
يؤكد البرنامج أن الدستور المغربي لعام 2011 عزز الديمقراطية المحلية. ويُفرق بين الانتخابات الترابية التي يختار فيها المواطنون من يدير شؤون الجماعة (كالطرق والأسواق والمدارس في وجدة مثلاً)، والانتخابات التشريعية التي يختار فيها النواب الذين يصوتون على القوانين في البرلمان ويدافعون عن مصالح الجهة.
4- خيار المصير: مسؤولية تمتد لسنوات
ينبه البرنامج إلى خطورة الاختيار في الانتخابات. على عكس اختيار زي لمناسبة معينة، أو طبق في مطعم قد لا يعجب مذاقه، فإن كان الاختيار الانتخابي خاطئًا فإن نتائجه ستستمر لسنوات، تمتد في القانون الحالي بين خمس وست سنوات. ولهذا، يجب أن يكون المواطن واعيًا بقراره عند التصويت.
5- « ديوان الانتخابات »: باب مفتوح للنور والمعرفة
من المقرر أن يبث « ديوان الانتخابات » كل أسبوع، مساء الخميس حوالي الساعة التاسعة، في حوالي 30 حلقة قد تزيد أو تنقص حسب مدة الاستحقاقات القادمة. سيتناول البرنامج كل جوانب الانتخابات من الألف إلى الياء: من تسجيل اللوائح إلى التصويت، ومن البرامج السياسية إلى تحليل النتائج.
يسعى البرنامج ليكون « بابًا مفتوحًا » ينير للمتتبعين ويوضح لهم شؤون الانتخابات، تمامًا كما يجتمع المغاربة في « الديوان » لحل مشاكلهم.
ويرحب القائمون على البرنامج بأسئلة وتساؤلات وتصحيحات الجمهور، وكذلك بمساهمات المختصين والمواطنين الذين يمكنهم إرسال أسئلتهم أو مداخلاتهم الصوتية أو المصورة عبر الواتساب.
في الحلقة القادمة، سيتعمق البرنامج في شرح الانتخابات الترابية وكيف تؤثر على الحياة اليومية في وجدة وعموم المغرب.
يدعو البرنامج الجمهور إلى المتابعة والمساهمة الفعالة، مؤكدًا أن مشاركتهم هي سر نجاح « ديوان الانتخابات ».
يستعد المغاربة لاستحقاقات عام 2026، ويأتي هذا البرنامج ليسهم في بناء وعي انتخابي شامل ومسؤول. […]
Copyright © 2022 | gil24 - TV | Résponsable de publication : Jabri Abdelali | Tél: +212661441451