مهرجان الكتاب الأمازيغي في بنيسدن: احتفال بالهوية وتأكيد على وحدة الوطن

شهدت منطقة بنيسدن مؤخراً معرضاً ناجحاً للكتاب الأمازيغي، استقطب حضوراً جماهيرياً غفيراً من مختلف المناطق، بمن فيهم أفراد من قبائل لا تتحدث الأمازيغية، والذين أبدوا اهتماماً كبيراً بتعلم الحرف الأمازيغي (تيفيناغ). وقد أكد المشاركون في هذا المهرجان على عمق حبهم لوطنهم ومليكهم، وعلى اعتزازهم بالثقافة الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية.
وحول فعاليات المعرض، صرح الأستاذ حسين (الذي يُعرف أيضاً باسم الحسين عبد الملك، رئيس الجمعية المنظمة) بأن المعرض كان « جميلاً جداً » وشهد « طلباً كبيراً على الكتب الجميلة والهادفة والكتب الأمازيغية ». وأشار إلى نجاح ورشة تعليم حرف تيفيناغ التي أُقيمت، والتي حظيت بحضور « كثير كبير ». كما أعرب عن سعادته بتفاعل الحضور من مختلف القبائل مع الحرف الأمازيغي ورغبتهم في تعلمه. وأكد الأستاذ حسين على أن الكتب المعروضة، ومنها كتاب « الهجرة في الثقافة الأمازيغية »، تهدف إلى خدمة مغاربة العالم والكفاءات المغربية.
المعرض حظي بدعم مؤسسي بارز، حيث تبرع كل من المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بـ »العديد من الكتب المختلفة والمفيدة ». وقد أثنى المتحدثون على هذا الدعم، حيث قال خالد ملوك، القادم من مدينة أشافنبورغ بألمانيا، أن هذه الكتب الأمازيغية تعكس « ثقافة هي الآن في الدستور » المغربي، ويعود الفضل في ذلك لجلالة الملك الذي « كبّر بهذه الثقافة الأمازيغية وجعلها في الدستور المغربي موثقة ». كما شكر خالد ملوك المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على تشجيعه لهم عبر الكتب التي قدمها « بدون مقابل ».
وكان حضور مغاربة العالم ملفتاً، حيث جاء المهاجرون من ألمانيا خصيصاً لحضور هذا المهرجان، بالتزامن مع اليوم الوطني للمهاجرين. وعبر خالد ملوك عن « غيرتنا على هذا الوطن » التي تدفعهم لقطع المسافات والتضحية بأوقاتهم وعملهم وأبنائهم « لنأتي إلى هذا البلاد العزيز ». وأكد أن هذه التظاهرة تُظهر « حبنا للوطن وحبنا للملك ».
وقد عبر عدد من الحضور عن سعادتهم بالمشاركة والتعرف على الثقافة الأمازيغية. قال الدكتور ماجد، معبراً عن فخره: « الملك ديالنا تيكبر بلا كتير أمازيغيا وبكتابه الدرس في المدرسه وهذ الكتوبه كاملين مهمه ». كما أعربت الأخت حسنة عن « سرورها الشديد » بهذا اللقاء، شاكرة « الأخ الحسين » على دعوته، وعبرت عن شرفها بالتعرف على الدكتور ماجد، وعن فرحتها بالكتب الأمازيغية التي ستساعدها على « معرفة وتوعية أكثر » بهذه الثقافة.
من جهتها، أعربت الأستاذة حسنة عن « سرورها الشديد » بوجودها في المعرض، وشكرت « السي حسين » على استضافته، مؤكدة أنها « جد مسرورة مع الثقافة الأمازيغية التي هي تراثي » وتفتخر بها. كما أعربت عن سرورها بمعرفتها بالدكتور ماجد، وبدعم جمعيتي « أيت الفراويح » و »أيت الفيشطات ».
اختتم المشاركون فعاليات المهرجان بتجديد الفخر بالانتماء للوطن والملك والدين، وتقديم الشكر الجزيل لكل من دعم وساهم في نجاح هذا اللقاء، بما في ذلك الإعلام المغربي وجميع الحضور. ويُعد نجاح هذا المهرجان دليلاً على الجهود الكبيرة التي بذلها الحسين عبد الملك، رئيس الجمعية، الذي أشاد به خالد ملوك قائلاً: « لولا حضوره وشجاعته وغيرته على هذا الوطن لما كان هذا في هذه الأرض السعيدة ».

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*