
شهدت غابات سيدي معافة بمدينة وجدة، التي تُعد المتنفس الوحيد لسكان المدينة، حملة تطوعية واسعة النطاق لسقي الأشجار، وذلك صباح يوم الخميس الموافق 14 غشت 2025. تأتي هذه المبادرة في ظل معاناة المغرب من فترة جفاف شديدة امتدت لخمس أو ست سنوات، بالإضافة إلى أمراض أثرت بشكل كبير على الأشجار، خاصة أشجار الصنوبر الحلبي، التي يبست بنسبة تتراوح بين 90% و 95%.
وأشار المتحدث الرئيسي في تقرير « GiL24-Journal » إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى استرجاع الغابة التي تعتبر ذات أهمية قصوى لمدينة وجدة. وقد أسفرت جهود التشجير السابقة عن غرس ما يقرب من 250 شجرة من أنواع مقاومة للجفاف مثل البراشيتوم والخروب والفو بواريي. وتتطلب هذه الشجيرات حديثة الغرس عناية وسقيا مستمرين لمدة عام أو عامين، خاصة كل أسبوعين، لتمكينها من التأقلم مع الظروف المناخية القاسية والحرارة المفرطة.
تشارك في هذه الحملة عدة جمعيات من المجتمع المدني، منها:
• جمعية فضاء التضامن والتعاون للجهة الشرقية
• جمعية أصدقاء البيئة بوجدة
• جمعية أصدقاء غابة سيدي معافة
• جمعية الأطلس الكبير
• جمعية ملوية
وقد أكد محمد عباد، أحد المتطوعين من جمعية فضاء التضامن والتعاون للجهة الشرقية، أن الحملة تهدف إلى مواكبة عملية الغرس وضمان نمو الأشجار. وتتم عملية السقي أسبوعياً كل يوم خميس.
أعرب المشاركون عن دوافعهم النبيلة، حيث ذكر أحد المتحدثين أن الهدف هو « أن نترك شيئًا للأجيال القادمة ». ووصفت إحدى الأستاذات المشاركات المبادرة بأنها « صدقة جارية »، مؤكدة على الدور الحيوي للأشجار للإنسان، ودعت زوار المنتزه إلى سقي الأشجار بأي مياه فائضة لديهم. كما ناشد ممثل جمعية أصدقاء البيئة بوجدة المواطنين والشباب والمجتمع المدني للمشاركة في جهود التشجير والسقي، نظراً لكونها في صالح الجميع وفي ظل تدهور الغطاء الشجري بوجدة.
بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني، شاركت مؤسسات تعليمية وجامعية في المبادرة، مثل كلية الآداب وكلية العلوم، بالإضافة إلى طلبة الماستر والدكتوراه. كما حضرت مدارس مثل مدرسة الرميسة ومدرسة نور العلم برفقة طلابها، بهدف غرس الوعي بأهمية الغابة والأشجار.
على الرغم من الجهود التطوعية الكبيرة، تواجه الحملة تحديات مادية، حيث أوضح المتحدث الرئيسي أن الجمعيات تفتقر إلى الإمكانيات المادية، مثل المعدات اللازمة كالشاحنات والصهاريج، وكذلك الوصول إلى آبار المياه. وأفاد بأنه تم تقديم طلبات للمجلس الإقليمي والمجلس البلدي لمدينة وجدة ومجلس الجهة الشرقية للحصول على الدعم والمياه الضرورية، ولكن للأسف، لم يتم تلقي أي مساعدة حتى الآن. واختتم حديثه آملاً أن تصل هذه الملتمسات إلى « آذان صاغية » وأن تتحقق الوعود على أرض الواقع لتوفير المياه اللازمة لضمان نجاح عملية التشجير وإنقاذ غابات سيدي معافة.
Soyez le premier à commenter