يحيى تيفاوي يكتب: تمغربيت القيم…،أليس فينا حكماء اليوم بحكمة الأجداد؟

في بداية عنفوان براءة الشباب و انا أبلغ من العمر 18 عام قدمت من مدينة جرادة الفحمية التي صنعت شاب كأيا من شباب يمسكون بالحق ولو كان جمرا يتقنون التضامن لغة و مايقتضيه الفعل يمسكون بإرث أجداد و أباء ثقيل في معنى قيم الصلاح و مواجهة الطلاح بإنحدراته و أوساخه.

هذه صناعات قيم محلية كانت تعرفها جهة الشرق انتجتها الأسرة و المجتمع و مؤسسات مختلفة لتشكيل ليس من المفترض أن نتعاطى معه “بنوستالوجيا” و حنين لماضي قريب كان الأمن و سلام القيم ولاخلاق عنوانه، وربما كان الفرق في حدة بلورة القيم يختلف بدرجة القروي عن الحضري كما جرادة عن وجدة لكن كان التوافق في الحد الأدنى من قيم ظبط أخلاقية سنقف اليوم انها كنزا لم نحافظ عليه و على دورها في تنظيم مختلف نواحي الحياة، حيث كانت مصطلحات “التشرميل”، و المخدرات باشكالها و تدني الأخلاق استثناءات في العلاقات الاجتماعية على عكس الحال اليوم.

كانت المرضيات المجتمعية التي أصبح تطبيع معاها من طابوهات الزمن القريب، بل الخاص أصبح عام، و العام أصبح خاص، و كأننا نسير بشكل رأسي نحو إضمحلال القيم و صعود رذالة و التفاهة دون الوقوف على معالجات و جراحات تلطف بماضي و هوية تاريخ القيم المحلية و سياقات نشأتها… ندخل أنفاق لا نعرف وجهتها كلما نعرفه أن المحافظة تكسرت ظلما تحت مبررات ليس مصدر اشكالتها فقط مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتحسرنا على بقائها لانها كانت توفر مقومات التماسك الاجتماعي بضرورياته…و هنا يطرح سؤال قديم جديد هل تم فتح الأبواب نحو الغير دون الاستعداد إلى كيفية استقباله…انها معادلة صعبة من الصعب أن يستوعبها الطفل أو الشاب خلف الوسائل الحديثة لتكنولوجيا بحمولتها التي تربك العقول و يصعب معها تحديد الوجهة…هذا تجلي للمجتمع محلي و جهوي ووطني…لنتوقف قليلا و نبحث في أرشيف ليس ببعيد عن استعداد سوسيو نفسي و تربوي بل يتعداه الزمن إلى هويتنا نحن هوية أطفالنا و شبابنا من نحن…؟ماذا نريد…؟اي افق و كيف …؟ سنجد” تمغربيت”…نحتاج اليوم و أكثر من أي وقت مضى لتمغربيت لأنها الأصل…لأنها…الهوية…لأنها معركة الأخلاق و القيم لاطفالنا لشبابنا …معركة ضد أنفسنا اولا لفهم الذات و تنظيمها … ومعركة ضد الغير الذي يفرض نمط عيشه و حياته على مجتمعنا بشرائحه موظفا أحدث الوسائل بالصوت والصورة و نمطية التحكم في جهاز عصبي لطفل و شاب يشاهد ببراءة شاشة تلفاز و الهاتف المزود بشتى أنواع الانمطة التي أصبحت شفيرات إلكترونية.
تمغربيت هي مواجهة الغير بوسائله لكن بقيمنا كمغاربة وهذه معركة كل مغربي يؤمن بمغربيته.

  • يحيى تيفاوي باحث متخصص في قضايا المجتمع المدني و الطفولة و الشباب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى