عبدالرزاق بوقنطار: أي مسار بين تعليم الأمس واليوم في القطاع الخاص والعام

أيام المدرسة الابتدائية قمة الفخامة في المدرسة العمومية أيام زمان.

هناك فرق كبير بين التعليم العمومي أيام زمان والتعليم الخصوصي الحالي الذي أصبح عبارة عن شركات خصوصية في التعليم الخصوصي، خدمة التعليم بمقابل، أنشطة بمقابل، خرجات ترفيهية بمقابل، سفريات الى الخارج بمقابل، هي شركات للتعليم الخصوصي أريد به باطل للتعليم العمومي. كشهادة، “حينما اكتشف المرحوم الوزير الوفا بأن رجل التعليم في الوظيفة العمومية يشتغل عند الدوام خلال حصته لدى مدرسة خصوصية مجاورة لمقر عمله”.

لما يعطيك الأستاذ طبشورة أو ممحاة، ويقول لك أوصلها للأستاذ في الفصل المقابل، تدخل ذلك الفصل أمام زملائك وأنت لديك إحساس بأنك مبعوث موثوق به لدى المنظمات الدولية والأمم المتحدة…

نحن الجيل الذي مشى إلى المدرسة سيراً على الأقدام ذهاباً وإيابا في عزِّ الحرِّ وتحت زخات المطر طوال التسعة أشهر وخلال السنة الدراسية كاملة بدون انقطاع دراسي وإضرابات للأساتذة.

نحن جيل قام باختبار المنهج الدراسي كاملاً من الجلدة إلى الجلدة، من دون ملازم ولا مدرس خصوصي ولا خيارات في الامتحان.

نحن جيل “اكتب القطعة 10 مرات”، و”انهض إلى السبورة وحُلَّ المسألة أمام زملائك”، وتحلها من دون خطأ لشدة التحفيز.

نحن جيل المجلات الحائطية والنشاط المسرحي والرياضي والمسابقات الثقافية والإبداعية…

نحن جيل لم ينهار نفسياً من التعنيف التحفيزي للمعلم… ولم يتأزم عاطفياً من ظروف العائلة… ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا… ولم نبك خلف المربيات عند السفر.

نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة، ولم نشكو من كثافة المناهج الدراسية، ولا حجم الحقائب المدرسية، ولا كثرة الواجبات المنزلية.

نحن جيل لم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا، ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية، وكنا ننجح بلا دروس تقوية، وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح.

نحن جيل لم نرقص على أغاني الموضة الحالية، وكنا نٌقبل المصحف الكريم عند فتحه وعند غلقه.

نحن جيل كنا نلاحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان، ولم نخش مفاجآت الطريق، ولم يعترض طريقنا لص ولا مجرم ولا خائن وطن.

نحن جيل كنا ننام عند انطفاء الكهرباء في فناء المنازل، ونتحدث كثيراً، ونتسامر كثيراً، ونضحك كثيراً، وننظر إلى السماء بفرح، ونعد النجوم حتى نغفو.

نحن جيل كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح، ونٌحيي كل كبير أو صغير شأنه.

نحن جيل تربينا على المحبة والتسامح والصفح… نبيت وننسى زلات وهفوات بَعضنَا البعض.

نحن جيل كان للوالدين في داخلنا هيبة، وللمعلم المربي هيبة، وللعشرة هيبة، وكنا نحترم سابع جار… ونتقاسم مع الصديق المصروف واللقمة والأسرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى