اللصوصية في سلوك الاسلاميين

عبد السلام المساوي
احترام القانون ، الدفاع عن الحقوق والحريات ، حماية كرامة المواطن…. ليست شعارات ترفع أو “ماكياجا ” للتزيين ، بل هي تربية ، ثقافة وأخلاق ، مبدأ وسلوك ، قناعة واختيار، قيم ومثل…
في زمن اللحظات الحرجة ، في زمن الأزمات تسقط الأقنعة وتذوب المساحيق ؛ يعلو الرجال والنساء ويتقزم الجشعون والانتهازيون
الرجل الذي يستحق ألف تحية ، ألف تقدير وألف شكر واحترام ، هو الأستاذ إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي …فخورون بك أيها القائد واليوم أكثر من أي وقت مضى …
فتأسيسا على خلفيات فكرية وسياسية ، معتمدة على إنسانية الفكر الاشتراكي الديموقراطي ، ومؤسسة على نضالات وتضحيات الانحاد الاشتراكي …أشر ، كما في مرات عديدة ، بالماضي واليوم وغدا ، أشر الاتحاد الاشتراكي على توجهاته الاجتماعية والتضامنية ، وعلى ايمانه المبدئي بدولة الحق والقانون ، دولة الحقوق والحريات ، دولة المواطنة والكرامة…
بالأمس حلت لجنة التفتيش التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بمكتب المحاماة للأستاذ إدريس لشكر ، فتبين لها بالواضح والملموس ، بالحجج والوثائق ، تبين لها ان وضعية المستخدمين سليمة بمعايير احترام الحق والقانون والتشريعات الجاري بها العمل …وتبين لها : ان اللصوصية والانتهازية ، استغلال المستخدمين والمستخدمات ، خرق القانون واغتصاب الحقوق …في مكاتب تجار الدين ، في مكاتب الرميد وأمكراز وكل من لبس الدين للكذب والتخدير ….ولما انكشفوا قالوا ” كنا محسنين ! ” ، وقال المغاربة ” انهم فاسقون ” ، وشهد العالم أنهم كاذبون…
ان الإشادة واجبة بالأستاذ إدريس لشكر، لأنه جسد قيمه الإنسانية والتضامنية فكرا وسلوكا ، ولا بد منها من طرفنا نحن الذين لا نتوقف على انتقاد كل من أتى سلوكات من النوع الاجرامي ، بل من النوع المؤلم والمقرف ؛ من أتى سلوكات فضائحية ….
أيضا الإشادة واجبة ، لأن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ، يشكل استثناء في زمن التهافت والجشع ، في زمن لا يعرف فيه اللصوص معنى التضامن والتضحية…
ان سلوكات الأستاذ إدريس لشكر ، صادرة عن موقف مبدئي ، بعيد عن انفعالات ومزايدات لحظة الأزمة ، موقف هادف يحاصر الشعبوية التي تروم السيطرة على الوجدان بخطاب عاطفي مغالطي ، خطاب عرته كورونا وكشفته الأزمة .
موقف صادق ، وصدقه نابع من الداخل ؛ صادق صدقا داخليا ، انسجام الفكر مع نفسه وانسجام الشخص مع قيمه …السياسة أخلاق .
موقف صادق أساسه الإرث الاتحادي النضالي وبوصلته هو المشروع الاتحادي الاجتماعي .
لحسن حظنا لم يعد هناك ذو عقل يمكن ، بعد كل هذا ، أن يعلو كرسي الأستاذية ليفتي الفتاوى ويوزع النقط والميداليات ، ويقرر في لائحة الفائزين والراسبين في مسار التضحية والتضامن ، الحق والقانون….
الإجماع الوطني الحاصل حول مواجهة هذا الداء يجب ان توازيه روح وطنية لدينا جميعا تسير جنبا إلى جنب قرب الروح الإنسانية التي تصنع الفوارق كلها في نهاية المطاف…
الحاجة اليوم ماسة لأحزاب مواطنة ، جادة وجدية تؤمن بالانسان كغاية في ذاته لا كوسيلة لربح الانتخابات ، أحزاب تواكب هذا الابداع المغربي في مجال مقاومة المرض بوطنية وبتقدير حقيقين ، تقفل الباب على المتسللين سهوا إلى ميدان السياسة ، وهم كثر …
اليوم ، وفي زمن كورونا ، ونحن نتابع عديد الخسارات الفادحة التي ارتكبها تجاهلنا لفطاعات عديدة امتلأ بها ميدان نكاد نؤمن ان الزمن القادم ، بعد زوال الوباء سيحمل معه الى زواله كثيرا من الأدعياء والمتسللين ومنتحلي الصفات عنا ، وسيعيد الى هذا الميدان قليلا من الاحترام الذي كان عليه ، وسيجعل من المتعففين من أبنائه المناضلين الوطنيين وجوهه اللامعة ، وسيلقي بمن تطفلوا عليه كل هاته السنوات الى حيث يجب أن يكونوا .
ستكون هذه الاستفادة أفضل ما قد يقع لنا بعد زمن كورونا وتحديدا في 2021 ، وسنعطي بها الدليل أننا استفدنا قليلا من هذا الامتحان العسير الذي نمر منه .
ماذا والا سنكون فعلا رموزا لغباء كبير ، اذا ما عدنا بعد زمن كورونا إلى ارتكاب نفس الأخطاء ، والسماح لنفس المحتالين والمتسلطين والمتاجرين بالدين بأن يواصلوا احتيالهم السمج علينا وعلى حقل السياسة وعلى مؤسساتنا المنتخبة والتنفيذية التي لا زلنا نقدسها رغم كل ما مر عليها من ضربات من طرف وزراء من طينة الرميد وأمكراز ….وزراء فضائحيون ، أساؤوا الى الدين والسياسة سواء بسواء…اساؤوا الى الوطن والمواطن ، الى البلاد والعباد….
ان الحزب المتاجر بديننا ، والذي يجد من بيننا للأسف الشديد من يصوت عليه ومن يلعب به لعبة المزايدة السياسية الرخيصة وجه لوباء اخر أخطر بكثير من كورونا يتهددنا منذ القديم …
لحسن الحظ _ إذا جاز استعمال عبارة حسن الحظ هنا _ ان هذا الوباء الخطير أرعب الناس فعلا . لذلك انتبه الشعب هاته المرة الى خطورة ما يقوله هؤلاء المنافقون . ولذلك فهم الناس هذه المرة ان هؤلاء يدافعون عن متاجرتهم بالدين ولا يدافعون عن الدين ، لأنهم يعلمون أن الناس إذا ما استيقظت وتعلمت واستوعبت حقيقة ما سيقع فلن تعطيهم اذنا واحدة ولا صوتا واحدا .
غدا أو بعد غد أو بعد أيام أو أسابيع أو أشهر سيتمكن علماء حقيقيون يستحقون حمل لقب وصفة العلم هاته ، من اكتشاف اللقاح لهذا الوباء الخطير الذي يهدد العالم كله ، سننسى بعد ذلك أمر الوباء وستعود الينا هاته الأوبئة المتلفعة زورا وبهتانا في لباس الدين لكي تقصفنا بالمزيد من بذاءاتها و رداءاتها وخرافاتها …
علينا ان نستفيد من المرض الذي يعبر العالم اليوم ، ومثلما تعلمنا جميعا أن النظافة مهمة لقتل أي وباء ، يجب ان نستوعب ان تنظيف عقولنا ضروري للقضاء على فيروس الخرافة والتخدير….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى