البام: بعد ان اخذت السلطات العليا مسافة بعيدة، هل سيتم استقبال منسقة حزبية بقيمة عشرية (0.33)

عبدالعالي الجابري – مدير نشر Gil24.ma

الحزب السياسي، في أبجديات العمل السياسي وكما ينص عليه الدستور المغربي، “هيئة تناط بها مهام حزبية وسياسية في تنظيم وتأطير المواطنين عبر عقد ندوات وتجمعات أو إحداث الشبيبة بهدف تكوين المناضلين والتمرس بالعمل السياسي والدبلوماسي، ونشر قيم الديمقراطية والمواطنة، وتوعية المواطنين بالمستجدات الوطنية والدولية…كما يساهم الحزب في تكوين المنظمات الحقوقية بغرض ضبط الخروقات القانونية وتقديم الاقتراحات والبدائل لمعالجتها…”.

نشير الى ان عاهل البلاد نبه غير ما مرة إلى أنه “بمجرد اقتراب موعد الانتخابات، وكأنها القيامة، لا أحد يعرف الآخر، والجميع، حكومة وأحزابا، مرشحين وناخبين، يفقدون صوابهم، ويدخلون في فوضى وصراعات لا علاقة لها بحرية الاختيار التي يمثلها الانتخاب”.

مناسبة هذا الكلام ، هو مؤتمر لحزب سياسي أثار كثيرا من الجدل  و النقاش في بلادنا.  و رغم مرور عقد من الزمن على نشأته لا زال غريبا على المشهد الوطني، ولو انه اسمه يدل على امتداد جذوره في التاريخ وتطلعه دون غيره الى المستقبل عبر تجسيد العصرنة : ” الأصالة  و المعاصرة”،

خُلق هذا ” الوافد جديد” أو  “حزب المستشار” لمواجهة حكومة الاسلاميين، ولم يستطع تحقيق ذلك الا بمساعدة جميع الاطراف، الدولة العميقة، الاحزاب ، المجتمع المدني، رؤساء النوادي الرياضية…. وبالفعل تمت الاطاحة بالاسلاميين… هل انتهت مهمته؟

حزب ، مرة يفتتح اشغال لقاءاته بآيات بينات من الذكر الحكيم، ومرات عديدة أخرى يتجاهل ذلك عمدا، لكونه حزب معارضة الاسلاميين، حتى بات البعض يتساءل هل هو حزب معارضة الاسلام بالمغرب… هل هي تلك ايديولوجيته؟

لكن ان يقوم بسرقة تاريخية لنضال ثلة من شباب هذا الوطن، الذين ضحوا بحياتهم  و صحتهم  ومسيرتهم المهنية … لا يمكن أن  تمر مر الكرام… بلا حياء وبلا حشمة يتم ترديد نشيد منظمة 23 مارس:

” لنا يا رفاق لقاء غدا…. سنأتي و لن نخلف الموعد… و هذي الجماهير في صفنا… و درب النضال يمد إليها… سنشعلها ثورة في  الجبال… و نشعلها ثورة في  التلال… و في كل شبر سنشعلها…”. لا علاقة له بحزب الاصالة والمعاصرة.

حزب يعد باشعالها ثورة في الجبال والتلال والسهول والاجراف، وهو لا يتوفر لا تقرير سياسي  و لا أرضية لسياسة مستقبلية  و لا برنامج  و لا لائحة للمنتدبين و لا آفاق مستقبلية… 

حزب يدعو، من تم اختيارهم بدون اي اعتبار لاي عرف ديمقراطي، للتغني والنضال من أجل ثورة سبعينية لا يعرفونها  ولا يعرفون تاريخها،  و يؤثث بها مؤتمرا لن يعترف به لا التاريخ/الزمان   و لا المكان.

حزب جزء او لنقل عدد مهم من قياداته امام المحاكم بتهم الفساد او الاتجار بالمخذرات الصلبة… لا يستحيي الاستيلاء على نضالات شباب السبعينات الذين تعرضوا لأشكال وأنواع من التعذيب بدرب مولاي الشريف  وغبييلة  و المطار  و الذين غنوا رغم التعذيب كلاما صادقا  و لو غطته رومانسية جميلة: ” لنا يا رفاق لقاء غدا…سناتي  و لن نخلف الموعد” .

لذا، وبعد المؤتمر الاخير، بات على القيادات ، ان تواجه حقيقة ان السلطات العليا ابدت بشكل غير قابل للنكران ابتعادها عن شؤون حزب المستشار، مما جعل رئاسته تتوزع وفق قاعدة الاعداد العشرية*.

فهل ستستقبل السلطات العليا قيادات حزبية بقيمة عشرية؟

وهل سيكون على المتتبعين للشأن السياسي، في حالة عدم التفويض النسبي او المطلق لاحدى الزعامات الثلاث، وهي الحالة التي ستسود مستقبلا، لزاما تجميع تصاريح 1/3 + 1/3 +1/3 = 1، للحصول التصريح الكامل؟

*للتذكير : الجزء العشري: هو الجزء الذي يقع على يمين الفاصلة العشرية، وتكون قيمتها أصغر من العدد (1)، وتعبّر عن أجزاء من العشرة، أو المئة، أو الألف، أو غيره،… ويمكن التعبير عنها بدلالة الكسور؛ فمثلاً إذا كان العدد العشري يساوي 0.33 فإنه يمكن التعبير عنه بدلالة الكسور على شكل 1/3،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى