يحيى بالي : شهادتي حول التجربة الرائدة للمحمد الهرد

“كانت بالنسبة إلي المرحلة التي قضيتها بجريدة الشرق، تجربة رائدة، فبعد تكوين في مجال النشر عبر وسائل الإعلام قضيته بين وجدة والدار البيضاء وتطوير للمهارات المكتسبة في مجال التصوير الفوتوغرافي الاشهاري خصوصا… نزلت في سنة 1993 بقسم الاشهار والدعاية والريبورتاج الصحفي بجريدة الشرق، واشهد انه في هذه التجربة كنت بين احضان مؤسسة صنعت بقيادة مديرها المسؤول محمد الهرد مفهوم المؤسسة الاعلامية الجهوية، مفهوم الصحافة الجهوية الجديد انذاك الورش الذي فتحه و أطلقه المرحوم الملك الحسن الثاني رحمه الله من اجل تحرير قطاع الاعلام المغربي نحو مستقبل جديد منفتح ومستقل اواخر سنة 1992 في رسالة وجهها الملك، الراحل طيب الله ثراه، للمؤتمرين بمناسبة المناظرة الوطنية للإعلام..، وكان محمد الهرد ورفاقه في هذه الجريدة سباقون للمبادرة من جهة الشرق في اطلاق هذه التجربة بالمنظور الجديد للاعلام الجهوي، وكان لها فريق متماسك جميل، حضر فيه التنوع الابداعي وتكافؤ الفرص بين الجنسين والثقافات… في وقت كان المدخل إلى تأسيس منبر إعلامي يشتغل في الصحافة الجهوية أمر صعب تزيد من عقباته اكرهات التكنلوجيا التي كانت منحصرة ومختزلة في تقنيات الإخراج الصحفي المعقدة والممركزة بالرباط والدار البيضاء في ذلك الوقت، ومع ذلك استطاعت جريدة الشرق في خطواتها الأولى أن تكون نموذجا وابداعا فكريا، حيث مازلت أتذكر أول فلم وثائقي عرضناه بمناسبة الذكرى الثانية لصدور جريدة الشرق، والذي قمت بإعداده وتصويره وأخرجه محمد الهرد وكان التعليق بصوت الزميل حميد حسايني المشتغل انذاك بمحطة اذاعة وجدة الجهوية  وشارك فيه إلى جانبنا اخرون من هيئة التحرير … ونال هذا الشريط تنويها من النقابة الوطنية للصحافة المغربية وكان عنوانه “الصحافة الجهوية بالمغرب جريدة الشرق نموذجا” حيث أعجب المرحوم العربي لمساري به كثيرا في رسالة خاصة وجهها الى فريق العمل وكان العربي لمساري كاتبا عاما للنقابة آنذاك وكان يعتبر من خيرة الاعلاميين بالمغرب والعالم العربي.. وكسبت تجربة فريدة من نوعها وأصدقاء مازلت أعتز بهم اليوم وعشت مع آخرين لحظات سعيدة من خلال ما كنا نبدعه على هامش أدوار جريدة الشرق الإعلامية، وكانت الرحلات الكبرى لجريدة الشرق وسيلة إبداعية للتعريف بالسياحة الداخلية بربوع المملكة، فكان ينتظرها جمهرها من القراء الأوفياء الذين كانوا يعتبرون منتوجات الجريدة الرسمية فرصا للتعارف والنقاش والحوار، وكانت تلك الرحلات عبارة عن منتديات مفتوحة، عشنا فيها لحظات جميلة أنا وأخي مصطفى الهرد أحد إخوة المدير المسؤول… هي ذكريات من زمن جميل مضى ولكنه خلق فينا آثارا ومعالم وصورا مازالت راسخة في الذاكرة…

محمد الهرد مدير النشر بجريدة الشرق عرفته في السراء والضراء وكنا وسنبقى أخوة وأتمنى له كل النجاح والتوفيق ومزيدا من التطور والتقدم.” 

يحيى بالي صحافي بجيل 24

عضو سابق بفريق عمل جريدة الشرق 1995/1993

من وجدة عاصمة جهة الشرق؛المملكة المغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى