نقابة تستنكر تصريحات الوزير وتطالب “فلاسفة” قطاع الصحة بالنزول إلى أرض الواقع

أحمد صبار:

نفذ صباح أمس الأربعاء 03 نونبر 2021 المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بجرسيف وقفة احتجاجية أمام مقر المندوبية الإقليمية للصحة بجرسيف ضدا على استهتار الوزارة بحقوق الأطر الصحية وردا على استفزازات وزير الميزانية و تصريحاته غير المسؤولة وتبخيسه لمجهودات الأطر الصحية وجهله التام بتكامل أدوار كل فئاتها، إداريين، قابلات، ممرضين، تقنيين، أطباء، صيادلة، مهندسين، مساعدين تقنيين وغيرهم، حسب تصريح لمسؤول نقابي لمراسل الجريدة.

تلقى المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بجرسيف باستياء عميق التصريحات المستفزة للوزير المنتدب المكلف بالميزانية حول مشروع قانون الوظيفة العمومية الصحية المحاط بالكثير من السرية بعيدا عن أي نقاش أو رأي للشركاء الاجتماعيين والذي تسارع الحكومة التي رفعت شعار “الدولة الاجتماعية” خطواتها لتنزيله بشكل انفرادي بعيدا عن المقاربة التشاركية التي نص عليها الدستور والتي طالما تغنى بها المسؤولون في كل مناسبة، حسب ما جاء في بيان عممته النقابة.

وأشارت النقابة في بيانها، أن الخطير في تصريحات المسؤول الحكومي التي خلقت الغليان في صفوف الأطر الصحية، هو خوضه في مشاكل و اختلالات بنيوية لقطاع اجتماعي بعيد عن مجال تخصصه، قطاع همشته الدولة عبر حكوماتها المتعاقبة بسياسات تقشفية خضوعا لإملاءات المؤسسات المالية الدولية المانحة للقروض، مضيفا ذات البيان، أن هذه السياسات أوصلت قطاع الصحة كما التعليم إلى حافة الإفلاس باعتماد مقاربات تقنية ربحية صرفة بمنطق مقاولاتي يعتبر الخدمة الصحية سلعة والمريض زبون، يصبح الهدف بهذا المنطق مجرد مراكمة للأرباح وليس العلاج وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين وتحسين أوضاعهم الصحية.

وعرج البيان المتوصل به، عن استعمال ذات المسؤول، مصطلحات استفزازية لضرب وحدة الشغيلة الصحية والقفز على تضحياتها الجسيمة وعلى المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها قطاع الصحة وعدم الاستفادة من دروس وباء كورونا وحملة التلقيح، الأمر الذي أكد أن التفريط في المرافق الصحية العمومية لسنوات كان خطأ فادحا لكونها شكلت الملاذ الوحيد والأوحد في التصدي للوباء ومواجهة الجائحة، كما أن تكرار سيناريوهات “الإصلاحات” السابقة المستوردة بعيدا عن النقاش الديمقراطي العمومي والأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات السوسيوثقافية والاقتصادية للمجتمع المغربي، مما أدى وسيؤدي إلى نتائج كارثية.

واستنكر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بجرسيف في بيانه، التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن الوزير المكلف بالميزانية، مطالبا بفتح حوار حقيقي ونقاش مجتمعي يفضي إلى معالجة مشاكل قطاع الصحة وفق مقاربة شمولية مدخلها إقرار خصوصية القطاع و تثمين موارده البشرية وتعزيزها بسد الخصاص المهول بعيدا عن شعارات الاستهلاك الإعلامي والبهرجة وتوفير ظروف عمل مناسبة وآمنة تضمن الطابع الإنساني والاجتماعي للخدمات الصحية المقدمة للمواطنين/ت، داعية “منظري و فلاسفة ” إصلاح قطاع الصحة إلى النزول من أبراجهم العالية بالرباط لزيارة مختلف مناطق المغرب العميق للوقوف على الإختلالات والفوارق الصارخة في العرض الصحي لبلورة إصلاح حقيقي يتجاوب مع انتظارات المغاربة و حاجياتهم .