هل اصبحت المثلية “دين” جديد تحاول الولايات المتحدة فرضه على العالم؟

تبني الإدارات الأمريكية الديمقراطية للمثليين وتحمسها الشديد لهم، دفع معارضين إلى القول إن الولايات المتحدة تحاول أن تجعل من المثلية الجنسية دينا جديدا للعالم.

علاوة على وصول “ثقافة المثليين” إلزاميا إلى المدارس الأمريكية من الصف الأول منذ عدة سنوات، جرى تقنين زواج المثليين على المتوى الفدرالي بتوقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن في ديسمبر 2022، قانونا يضمن حق الأفراد من نفس الجنس من الزواج.

بايدن خلال حفل التوقيع صرّح قائلا: “بالنسبة لمعظم تاريخنا، حرمنا من الحماية للأزواج من مختلف الأعراق ومن نفس الجنس. لم نعاملهم باحترام مناسب. لكن هذا القانون ينص الآن على أنه يجب الاعتراف بالزواج بين الأعراق والزواج من نفس الجنس على أنه قانوني في كل ولاية في بلدنا”.

هذه الوثيقة إضافة إلى ذلك تلغي قانون”حماية الزواج” لعام 1996، والذي جرى فيه تعريف مفهوم الزواج على أنه “اتحاد بين رجل وامرأة”.

زواج المثليين أصبح مشروعا بقوة القانون في الولايات المتحدة منذ عام 2015، ثم قضت المحكمة العليا للبلاد أثناء النظر في قضية “أوبيرجفيل ضد هودجز”، بأن الأزواج من نفس الجنس لهم حق دستوري في الارتباط الرسمي.

أما القانون الفدرالي الذي وقعه الرئيس جو بايدن، والذي أعده نواب الحزب الديمقراطي، فهو يستبعد إمكانية مراجعة القرار في هذه القضية من قبل المحكمة العليا.

الأمور سارت في بعض الولايات في عام 2015 أبعد من ذلك، حيث وقع حاكم كاليفورنيا جيري براون، مشروع قانون “إس بي 1306″، وفيه تم استبعاد مصطلحي “الزوج” و”الزوجة” من قانون الزواج، وكذلك “العريس” و”العروس”. الآن يجب أن يطلق على الشريكين اسم “الزوج أ” و”الزوج ب”، حتى لا يتم التساؤل من “الزوج” ومن “الزوجة”.

الولايات المتحدة على المستوى الفدرالي وبشكل مناطقي منفرد حملت على عاتقها “لواء” المثليين، وتُعد على سبيل المثال مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا “عاصمة قوس قزح”، وهي أول مدينة في العالم من جهة عدد المثليين جنسيا بنسبة بين  10 إلى 15 في المائة من إجمالي السكان (اي ازيد من 100 الف مثلي ومثلية يقطنون في نفس المدينة).

منذ سبعينيات القرن الماضي بدأ افراد مجتمع “المثليين” من جميع أرجاء الولايات المتحدة في الاستقرار في هذه المدينة حيث أسسوا حيهم الخاص الشهير هناك. في هذه المدينة ولد علم قوس قزح رمز المثليين، وفيها انعقد “فراميلين”،  أول مهرجان سينمائي للمثليين في العالم، وعلى أرض سان فرانسيسكو بنيت حديقة المثلث الوردي التذكارية. هذا ما يدفع المعارضين المستريبين في حماسة السلطات الأمريكية لثقافة “المثليين” والدعاية لها ونشرها، إلى التساؤل “هل يريدون أن ينقلوا المثلية إلى مرتبة الدين؟“.  

المفارقة أن الولايات المتحدة تفعل كل ما بوسعها لتأجيج الشبهات حول حماستها الشديدة لنشر الثقافة المثلية، حتى أن وزارة الخارجية الأمريكية رفعت علم “قوس قزح” فوق مبناها في عام 2021، في حفل جرى بثه على موقع الوزارة الإلكتروني، وصرح في تلك المناسبة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن وزارته تدعم رفع رموز المثليين فوق البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الخارج، وهو ما جرى بالفعل في أكثر من عاصمة، بما في ذلك تلك التي تعد هذا الأمر إساءة بالغة لمعتقداتها وقيمها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى