سليمة فرجي : “البام” جزء من تاريخي ..هل هي بداية النهاية ام نهاية البداية

أمينة جهوية وبرلمانية سابقة فريق الاصالة والمعاصرة بين 2011 و 2016

أعاين والاحظ كغيري ما آلت اليه الامور من تلقي صدمات متتالية سبقتها أخطاء وانحرافات لا تعد ولا تحصى، ناهيك عن تغول الأنا لدى البعض ، وانتصار البعض للتعصب القبلي المتداول بين أهل الريف تارة وأهل مراكش تارة اخرى ، في تجاهل تام للعدالة المجالية ، وفي خرق سافر لمقتضيات الفصل السابع من الدستور الذي لا يجيز تأسيس الاحزاب السياسية على أساس عرقي أو جهوي أو تمييزي وأن يكون التنظيم والتسيير مطابقًا للمبادئ الديموقراطية . فهل كان وهل سيتم تنظيم المؤتمر المقبل وفق المبادئ الديموقراطية يا ترى ؟

تتعالى أصوات للاشادة ببعض الأسماء ، جميل جدا ، وتتعالى أخرى لصب الغضب على من أساء الى سمعة الحزب واعتباره ، جميل جدا ، لكن دون تحميل المسؤولية لمن استقطب من أساؤوا الى الحزب وباركهم  انبهارا بأموالهم ، واستفاد من حلاوة عسلهم وهو مغمض العينين ، وشن حملة شرسة على كفاءات الوطن بل عمد الى طردهم والتشطيب على اسمائهم من اجهزة الحزب رغم تاريخهم العتيد وروح مواطنتهم العالية ونضالهم واستقامتهم وعطائهم اللامحدود بما توفروا عليه من دريهمات من المال الحلال !

و لما تتعالى أصوات لرفعة البعض والحديث عن الرجوع الى الأصل ، فان الأصل يضم شرفاء من كامل انحاء الوطن وليس من بقعة معينة أوجهة بذاتها ، لأن التأسيس والتضحيات وحمل وشرح المشروع ، كان من طرف مجموعة من المؤسسين جابوا من اجله المغرب شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، اين هم ؟ لماذا انسحبوا ، لماذا ينظرون ولا يسعفون ، يتأملون ولا ينطقون ؟ صامتون مصدومون !

هاجت الذكرى الحافلة بالمحطات التاريخية ، هل كنا سذجا للقول إننا انخدعنا ؟ إطلاقا .

كانت هناك محطات تميزت بخرجات الأمين العام السابق السيد  بنعدي والأمين العام السابق الشيخ بيد الله وتنقلاته و لقاءاته التواصلية الرامية  الى شرح برنامج الحزب رفقة مؤسس الحزب وثلة من الكفاءات المرموقة في الماضي القريب الذي كان فيه المناضلون اخوة متآزرين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ،

كنا أقوياء  قبل الانحراف ؟ الم يخض المناضلون جماعات وفرادى معارك انتخابية في ظل الاحترام المتبادل لقرارات الحزب وتوجهاته دون كيد او ضغينة قبل ان تساق السفينة من طرف ربابنة عرضوها للقرصنة ؟ ومنحوا التزكيات لمن لا يهمهم سوى استرجاع ما تم انفاقه في الحملات الانتخابية والاغتناء الفاحش والتغلغل في دواليب الدولة ، والتموقع بعجرفة واستعلاء دون خدمة مصالح الوطن

لكن أليست جل الاحزاب تنتصر فقط لمن يضمن الحصول على المقعد من اجل التموقع في البرلمان ؟ والتوفر على أغلبية مريحة ؟ لتحل الشخصنة محل المشروع ؟

كيف أنسى الماضي ولا أفكر في  الحاضر المؤلم كيف لا أراجع الصفحات وـحن الى  مجد مناضلين مؤسسين أبانوا عن حنكة ونية صادقة من اجل تطبيق برنامج الحزب والدفع بعجلة التنمية الى الامام بغض النظر عن الشكوك و الانتهازية وتأليب زيد ضد عمر ؟

هل أنا ساذجة لأعتقد ان الوطن ينتظر من الفاعلين السياسيين والمنتخبين إبداعا وعملا ومنجزات ملموسة كل حسب اختصاصه ،الوطن لا حاجة له بالصراعات والمزايدات وتغول الأنا ، والعجرفة وتعظيم الذات ،

 هل نحن بصدد انقراض من خدم ويخدم كائنات لها مصلحة في انهيار حزب الاصالة والمعاصرة أواضعافه بعد استعماله لقضاء اغراض معينة ، اذا كان ذلك هو الامر المقصود فلنسلم باننا انتهينا ، واذا كان » تحقيق العظائم رهين بصدق العزائم « كما جاء في خطاب صاحب الجلالة فان مرتبة الحزب تلزمه ولا تنقصه الا صدق العزيمة والتحرر من الانتهازيين الراغبين في قضاء المصالح الخاصة والعبث بمشروع الحزب وايديولوجيته الراسخة

ورغم سقوط الأقنعة وتنمٌرمن يحكون انتفاخا في صورة الأسد ، رغم تغليب البعض للمصالح الخاصة ولو على حساب النظم والضوابط وشرعية الأجهزة ،رغم هزيمتهم وإقفارهم في ساحة الانتاج السياسي ، فان ذلك كله لم يتمكن من  ان يمحي التاريخ بجرة قلم ، لأن الانسان مرتبط بماضيه وان هذا الماضي كان حافلا بمحطات و بمناضلين بذلوا مجهودات جبارة من اجل إشعاع حزب الاصالة والمعاصرة وتقوية واجهاته البرلمانية والجهوية والجماعية ، وكونه احدث توازنات كبرى في المشهد الحزبي المغربي الذي كان قد أصيب بالترهل واللامعنى .

لا أحد يجادل أن العمل السياسي هو انخراط إرادي مسؤول هدفه بالأساس خدمة الشأن المحلي والجهوي والوطني ، والارتقاء به يعني بالأساس تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة في اطار الاحترام المتبادل والقبول بالاخر ، ولا أحد يجادل في الدور المحوري للمؤسسين من رجالات الدولة المحنكين، و للمنتخبين الذين خاضوا معارك انتخابية ، وناضلوا منذ تأسيس حزب الاصالة والمعاصرة باستماتة لتقوية واجهة الحزب و الذود عنه في مختلف المحطات مؤمنين ببرنامجه ، منذ التأسيس رفقة ثلة من خيرة الأولين وثلة من الملتحقين ، لذلك كيف يعقل ان يتم تبخيس تاريخ حافل و ضرب سنوات من الدفاع عن افكار حزب وايديولوجيته وبرنامجه الحداثي الذي ولد من اجله مانحا املا للمغاربة في العيش الكريم في ظل المؤسسة الملكية، لا لشيء سوى ان قدره ان يبتلى بأشرار فرادى اساؤوا اليه ايما اساءة

في الأخير لا يعقل ان يتم النفخ في بعض الاسماء في تجاهل تام لمن ضحى بالغالي والنفيس من أجل تأسيس الحزب واشعاعه .

ولما يتحدثون عن التأسيس استحضر سنوات تأسيسه التي لم يكن متواجدا او ظاهرا في ساحتها بعض من يتولون الامور حاليا ، بل ومن تغلغلوا في عدة اجهزة ومؤسسات دون اسداء اي شيء إيجابي للوطن.

واذا كان الرجوع الى الأصل أصل فلنحترم الاصول والعدالة المجالية والابتعاد عن كل من استأسد وتغول  واغتنى غنى فاحشا بدون مبرر معقول  ، لننتصر فقط الى المصلحة العامة للبلاد و التخلي عن سياسة استقطاب المشبوهين و الاقتناع بان شرفاء الوطن النزهاء هم وحدهم من سيتمكنون لا محالة من اعادة الامور الى نصابها ! 

كنت من النخبة التي اشتغلت  طبقا لقناعات وايمان بمشروع الحزب قبل ان تقع قرصنته.

الحزب انطلق بمشروع مهم لكن بعض حملته انحرفوا به لقضاء مصالح خاصة وابعدوا الكفاءات  منتصرين لأصحاب المال والنفوذ والتعصب القبلي والشخصنة.

وبين هذا وذاك، انسحب المناضلون الشرفاء ومختلف الكفاءات  ليستفرد بالحزب  بعض من أساء اليه والى الوطن.

وفي النهاية لا أندم على مساري الحزبي واستقامتي ونضالي  وتضحياتي لأن في الغرم غنم وفي الغنم غرم,

وبفضل الحزب أكملت تكويني في مجال التشريع  واطلقت العنان لقلمي لمناقشة القضايا والمواضيع القانونية ، وبما أنني من عائلة مقاومة للاستعمار ابا عن جد ومحبة للوطن وثوابته الى النخاع فقد رسخت حبي  للوطن من خلال الانخراط في مختلف اوراشه سواء كانت سياسية او قانونية او جمعوية ! مع اخلص تشكراتي لحزب الاصالة والمعاصرة كحزب يتمتع بالشخصية المعنوية دون اهتمامي بمسؤولين تعمدوا الاساءة ، ومتمنياتي له باستنهاض الهمم والالتفاتة الى ابناء الوطن وليس التركيز على مدينة أو جهة أوقبيلة مع التركيز على كون المرأة امرأة ليس معناها انها كفاءة وان كونها امرأة لا يعني انها مجردة من الكفاءة ، لانه في نهاية المطاف فان ربان السفينة يجب ان يكون قادرا على الرسو بها في بحر الامان سواء  تعلق الامر برجل او امرأة ، او كان من جهة الصحراء او سوس او الشرق او الغرب او وسط المملكة !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى