زياش عبد المجيد : حدث خروج حزب التقدم والاشتراكية من الحكومة

1) لم يقترح الديوان السياسي الخروج من الحكومة بل قرر وسيدافع عن قراره امام اللجنة المركزية في اجتماعها بعد غد هي وقفة في سياق غني بما هو ايجابي وسلبي أدى فيها الحزب ثمنا باهضا على المستوى السياسي والتنظيمي وفاءا ﻹلتزاماته وأخلاقه الفريدة وﻹستقلاليته المؤكدة ولم يعد يقدر المواصلة في المسؤولية الحكومية أمام وضعية اﻹحتقان وضعف اﻷداء وغياب التضامن والتعاون فيما بين مكونات اﻷغلبية وغياب الجرأة في اتخاذ المبادرات للرفع من اﻹنتاج الوطني والتوزيع العادل للخيرات ومحاربة عملية الفساد في الوقت الذي يسجل فيه تعاظم مطالب الشعب المشروعة وازدياد قوة الكساد والدين الداخلي والخارجي.

وإذا كان السؤال :ما العمل بعد التعديل ،الذي طرحه حزب التقدم واﻹشتراكية في مشاورات المرحلة اﻷولى لرئيس الحكومة ، يستمد كل شرعيته ووجاهته من عمق غيرة ووطنية الحزب وادراكه لخطورة تفاقم اﻷوضاع ،فإن تجاهل رئيس الحكومة للسؤال هو ما يريحه ويريح اﻷمانه العامة لحزبه من التقدم واﻹشتراكية الذي ظل نشيطا في مهامه ويقظا في مشاركته الحكومية وبمواقف مميزة على نقيض ما يسعى اليه رئيس هو خروج في الفترة المناسبة يتحمل فيه رئيس الحكومة المسؤولية الكبرى ،لعدم تقديره لكل ما ربط حزب التقدم واﻹشتراكية وحزب العدالة والتنمية في بناء تصورات ونهج سياسات امام التحكم…

2) خروج منطقي في ظرف منطقي بلغ فيه احتقار الحزب من قبل رئيس الحكومة ومن معه حدا ﻻ يطاق وبعد مرحلة من اﻷخطاء ارتكبها البعض من احزاب التحالف الحكومي تضع الحزب امام خيارين إما اﻹستمرار و التغاضي عنها وكأنها لم تحدث ، وستتضح ﻻ محالة مع مرور الزمن وعند تقييمات المرحلة من كل جوانبها السياسية واﻹقتصادية واﻷخلاقية وإما المغادرة بخسارة أقل مما قد سيأتي لطبيعة التجادبات ومنطق الربح اﻹنتخابي الذي سيتحكم في السلوك الوزاري والحكومي القادم ﻹعادة انتاج الوهن الديمقراطي وهشاشة المخطط التنموي الذي تتوقف عليه البلاد لتظل تطلعات المواطنين والمواطنات بعيدة للتجاوب معها وتهميش القوى السياسية الجادة والتضييق على حضورها وتقزيم نفوذها وسط الجماهير لكي ﻻتتطلع برسالتها في التغيير الحقيقي لقد اختار حزب التقدم واﻹشتراكية ما أملاه عليه منطقه في تقدير الوضعية لمهام نضالية من موقع المعارضة البناءة دون مركب نقص ﻷنه هو اﻷول واﻵخر المسؤول عن قراره .حزب للنضال اسواء في الحكومة أو في المعارضة. ودوام الحال من المحال

حزب بتاريخ وخاصيات نضالية ابدع وأبرع فيها مناضلون ومناضلات على امتداد الزمن السياسي الذي عرف فيه النشأة والكفاح الى جانب الجماهير الشعبية هو اليوم مطالب بتعميق تفكيره حول مستلزمات البناء الديمقراطي السوي والعدالة اﻹجتماعية التي لم نعد نقبل تأجيل مواعيد ها واﻹبداع الذكي في أساليب التخلص التام من مخلفات سياسة التدبير للشأن الداخلي الحزبي اﻹدارية والتنظيمية التي قادت الى اسناد المسؤوليات على كافة المستويات في جزء منها لمحدودي التجربة النضالية والتكوين واﻹرادة الصادقة كما قادت الى استقطاب و تعشيش اﻹنتهازيين والوصوليين والمعرجين والمتنقلين من حزب لحزب ﻵخر، لكل فترته ،بحسب الوزارات التي يتقلد مهامها .

وﻻ مناص ان تكون المراجعة ﻷسلوب عملنا على الواجهة الداخلية والتأكيد على حاجة الحزب لكل أعضائه وﻻ فرق بينهم ،وخيرهم من أتى بقلب سليم ويقدم أروع صور في التضحيات والتكوين واﻷخلاق ، هي بداية العلاج الفوري لحضور حيوي وجذاب في الساحة السياسية الى جانب أطياف اليسار وكل القوى الديمقراطية والوطنية المؤمنة بدون لف وﻻ دوران بحركة التغيير في سبيل مغرب التقدم و العدالة والحرية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى