رهان دام 25 سنة حول نشأة الوعي.. هل فاز الفيلسوف أم عالم الأعصاب؟!

في 1998، تحدى عالم الأعصابِ الألماني كريستوف كوك الفيلسوفَ الأسترالي ديفيد تشالمرز بأن العلم سوف يكتشف آلية إنتاج الدماغ للوعي الانساني خلال 25 سنة على أقصى تقدير.
أما الفيلسوف تشالمرز فقد أصر على أن الوعي الإنساني أمر فوق الدماغ و الأعصاب، و أنه موضوع فلسفي أكثر منه علمي.

و قد انتهت ال25 سنة الشهر الماضي، فنظمت جمعية الابحاث العلمية للوعي ASSC ندوة لاعلان الفائز في الرهان.
و كان الفائز هو الفيلسوف ديفيد تشالمرز، حيث اعترف كريستوف كوك بخسارته الرهان، و قدم لغريمه صندوق النبيذ البرتغالي الذي تراهنا عليه!

الفريد أن الرجلان اشتغلا معا خلال العقدين الماضيين على مشروع بحثي كبير في الموضوع، شاركت فيه ستة مختبرات علمية و عدد كبير من الباحثين من دول مختلفة، و كان الهدف من البحث هو اختبار نظريتين أساسيتين في نشأة الوعي:
1- نظرية المعلومات المتكاملة IIT : و تفترض وجود بنية عصبية ثابتة مكونة من نوع خاص من الخلايا العصبية مسؤولة عن الوعي.
2- نظرية المجال الشبكي الشامل GNWT : و تفترض أن الوعي ينشأ عند دخول المعلومات إلى الدماغ.
خلص المشروع البحثي إلى فشل كلتا النظريتين، و أنهما بحاجة إلى مراجعة.

وما عن المستقبل؟

لكن عالم الأعصاب كريستوف كوك لم يستسلم، و رفع تحديا جديدا لـ 25 سنة القادمة، أما ديفيد تشالمزر فقال بأن الإشكال في الأبحاث العصبية أنها تتطرق للمشاكل السهلة في الموضوع، من قبيل كيف تحصل الرؤية و الحركة و الشم و الكلام.
لكن المشكل الصعب الذي لا يمكن لعلم الأعصاب أن يقاربه، هو : لماذا أصلا توجد تجربة ذاتية معنوية متزامنة مع تجربة عصبية مادية؟ لماذا نفرح و نحزن و نحب و نكره بالتزامن مع حدوث تغيرات عصبية؟
و بما الوعي مسألة ذاتية، فيصعب على العلم -الذي يتعامل مع الأشياء الموضوعية- أن يحيط به.

و يقترح تشالمرز جوابان لمشكلة الوعي -الذي يعتبره أكبر في سر الوجود- و هما:
1- أن الوعي شيء جوهري في الوجود، لا يمكن تفسير ماهيته، لكن يمكننا فهم تجليات عمله، مثل الزمن و الفضاء مثلا.
2- أن الوعي شيء كوني، و أن كل الأشياء واعية بدرجة أو بأخرى، البشر و الحيوانات و النباتات، إلى أن نصل إلى المكونات الأساسية للمادة، و بما في ذلك الفوتونات.

=====
https://www.youtube.com/watch?v=uhRhtFFhNzQ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى